نساء يطلقن الحلويات و ينهمكن في صنع الشخشوخة و التريدة لاستقبال عيد الأضحى ما تزال العائلات القسنطينة تتحضر لاستقبال عيد الأضحى المبارك على طريقتها الخاصة، و إن كانت قد اختزلت الكثير من العادات و التقاليد كصنع الكسكسي الجديد أياما قبل عيد الأضحى، فإنها لم تتخل عن صناعة عجائن الشخشوخة و التريدة و كذا الرشتة، في حين فضلت الكثيرات شراءها من المحلات أو من النساء المختصات في هذا العمل. الشخشوخة، التريدة، الرشتة و حتى الكسكسي، كلها عجائن ترتبط ارتباطا وثيقا بمدينة قسنطينة التي لا يزال سكانها يحافظون على قدسية طهي هذه العجائن خلال عيد الأضحى و يتفنن في طريقة تقديمها، فمنذ نحو 15 يوما و بيوت القسنطينيات قد تحولت إلى ما يشبه الورشات لصناعة مختلف أنواع العجائن التي يحضرونها لطهيها جديدة بلحم خروف العيد كما هو مألوف. و إن كانت الكثيرات تفضلن صناعة هذه المواد الغذائية داخل بيوتها سواء بسبب تفرغها أو رغبة منها في صناعة ما تأكله و أفراد عائلتها، فإن الكثيرات خاصة العاملات منهن يعجزن عن هذا العمل لانشغالهن بالوظيفة أو بسبب المرض، حيث تشهد محلات البقالة طوابير خاصة وسط المدينة من نسوة و حتى رجال يرغبون في شراء هذه العجائن بأسعار مختلفة تتراوح بين 190 و 200 دينار للكيلوغرام الواحد من الشخشوخة و التريدة. تجارة العجائن التقليدية التي لاقت رواجا كبيرا في السنوات الأخيرة بسبب كل هذا، دفعت بالكثير من السيدات و الشابات لاستثمار هذا الوضع، حيث تخصصن في صناعتها و بيعها للمحلات أو بشكل مباشر إلى الزبونات اللائي أعجبن بصناعة بعض النساء، ففضلن الاستقرار في التعامل معهن مع كل مناسبة أو حتى تحضير المؤونة السنوية الخاصة بالبيت، و على الرغم من أن صناعتها شاقة، إلا أن من يحترفنها يرين فيها باب رزق يبقى أفضل من العمل في مجال آخر. السيدة حفيظة التي اعتبرت صناعة هذه العجائن قد تراجعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، قالت بأنه في حين ما تزال الكثيرات من القسنطينيات متمسكات بصناعة الشخشوخة التي لا تتطلب مجهودا كبيرا ، فإن العديد من سكان المدينة قد تخلوا بشكل كلي عن صناعة الكسكسي أياما قبل العيد لطهيه جديدا كما كانت تحرص عليه جداتنا اللائي كن يتجمعن في بيوت بعضهن البعض لصناعته خلال العشر الأوائل لشهر ذي الحجة، و يرفضن أكل الكسكس الذي صنع في وقت سابق بحجة أنه قديم، لتختفي هذه العادة و تفتح المصانع الخاصة بصناعة كل هذه العجائن التي أحالت الكثيرات على التقاعد ممن كن يسترزقن من هذا العمل. و بقراءة للموضوع من زاوية أخرى، نجد بأن محلات بيع الأغراض الخاصة بصناعة الحلويات لم تعد مكتظة كما كانت قبل عيد الفطر، فأغلب النساء يعتبرن هذا العيد خاص باللحم و العجائن، في حين تصنع كميات قليلة و أنواع محددة من الحلويات التي يقلن بأن الزوار لا يأكلونها بسبب تخمة اللحم، في حين تفضل بعض السيدات المحافظة على شكل صينية قهوة العيد خلال العيدين مثلما ترى السيدة مسيكة. إيمان زياري