ميلة - أكد مشاركون في العيد الثامن للكسكسي و العجائن التقليدية الذي انطلق اليوم الثلاثاء بميلة على ضرورة " تثمين موروث النظامي الغذائي الجزائري الأصيل والتقليدي وذلك في سياق ضمان مقومات الهوية الوطنية". وقالت فاطمة بوكحيل (63 سنة) قاطنة بالقرارم قوقة ومشاركة بجناح في معرض الكسكسي و العجائن التقليدية " إن تواصل الاهتمام بهذا التراث الغذائي جانب اقتصادي مهم من حيث هو يوفر للمنزل مواد غذائية جاهزة للطهي وذات نوعية وفائدة صحية أكيدة و ذات تكاليف أقل من تلك المطبقة بالسوق ". ويضم هذا المعرض المقام ببهو دار الثقافة مبارك الميلي بميلة 37 جناحا لحرفيين و بالأخص حرفيات من 4 ولايات هي ميلة وتبسة و خنشلة و سطيف في مجالات الكسكسي و العجائن التقليدية وأيضا مواد مرافقة لأطباق تقليدية مثل المواد الخشبية و النحاسية وغيرها. وتتميز المواد المعروضة المتنوعة و الملخصة للعجائن الشهيرة التي تشتهر بها الجهة وفي مقدمتها الكسكسي بأنواعه إلى جانب الشخشوخة و التريدة و العيش أو البركوكس و المقرطفة و المرمز كانت كلها إلى وقت قريب تصنع حياة و قوة المائدة التقليدية الجزائرية لكنها بدأت حسب بعض المشاركين تتراجع أمام هجمة المواد المصنعة. و تشير بوكحيل بأصبع الاتهام في ذلك إلى " تراجع نقل الخبرة من الأمهات للفتيات " نتيجة " عزوفهن عن الاهتمام بفتل الكسسكسي وتحضير مختلف العجائن الأخرى " التي كانت تصنع قوة الاقتصاد المنزلي الجزائري. ويرى الإعلامي عبد القادر دهيلي أن التحولات التي يشهدها المجتمع الجزائري من خلال هذه الظاهرة و التي طالت حتى الحلويات التقليدية التي أصبحت تقتنى من المحلات عشية الأعياد بعدما كانت تحضر في المنازل في أجواء الغبطة و التضامن. و قد رافقت الكسكسي وباقي العجائن حسب الآنسة بوطفوش مسعودة رئيسة إحدى الجمعيات النسائية النشطة ببني قشة أفراح و أحزان الجزائريين ولذلك يتعين كما أضافت " الحفاظ عليها بتمرير خبرتها للأجيال الجديدة من النساء " وهو ما تسعى من أجله جمعية إحياء الحرف و التقاليد ببني قشة وغيرها من الجمعيات النشطة الأخرى بالولاية. أما الشريف جعبوب مدير غرفة الحرف و الصناعات التقيلدية التي أعادت تجديد هياكلها مؤخرا بميلة فأشار إلى أن في سجلات الغرفة نحو 25 حرفيا في هذا المجال فقط من بين نحو 4 آلاف حرفي وحرفية عبر الولاية. وتطمح هذه التظاهرة التي تأسست قبل 10 سنوات من اليوم إلى تعبئة الطاقات الحرفية في هذا المجال من أجل تثمين المنتوج التقليدي المحلي والوطني ومنح قدرة تنافسية للكسكسي الجزائري أمام منافسة الأجنبي منه. ويؤكد ذات المسؤول مع ذلك بأن تثمين المنتجات المحلية من العجائن يشهد " عودة وانتعاشة أكيدة يتعين تطويرها أكثر". وفيما كانت فاطمة "تفتل" بأيدي نشطة كسكسي محلي سيكون شهيا بالتأكيد ضمن قدر فخاري مليح باللحم و الخضار كان زوار المعرض من مدعوين و مسؤولين يتجولون حول أجنحة العرض و منها جناح من سطيف عرض منتجات كسكسي من بلدية أولاد عدوان ولكنه يستفيد من تعبئة و تغليف بمبادرة لمؤسسة صغيرة تشغل 11 امرأة لفتل الكسكسي أو البربوشة المحلية. وقال من جهته الشاب محمد بوهدبة صاحب المؤسسة بأنه يجتهد في تسويق منتوجه الذي يتوفر على عدة أنواع من الكسكسي. و بميلة التي تشتهر بنوع خاص من الكسكسي يعرف ب" المحور" يسقى بمرق أبيض ولحم الخروف يباع كيس الكسكسي بوزن 25 كلم منه بنحو 1.500 د.ج وذلك هو نشاط العديد من العائلات التي تكسب دخلها من صنعه للأفراح و المطاعم. وستكون مسابقة "أحسن طبق للكسكسي" و باقي العجائن التقليدية الخميس القادم منافسة للتباري بين المشاركين تحت مراقبة لجنة تحكيم مؤهلة التي ستحدد من هو الأجدر بلقب الطبق الأفضل إلى جانب إقامة مأدبة غداء يكون " المحور" الميلي سيدها.