لجأت مؤسسة اتصالات الجزائر عبر مديريتها الإقليمية بقسنطينة أمس إلى العدالة و قامت برفع دعوى قضائية ضد الشركة الإيطالية "بيزاروتي" المكلفة بإنجاز مشروع "الطرامواي" في مدينة قسنطينة بسبب تخريبها لمنشآت و هياكل قاعدية لمؤسسة الهاتف العمومية.وحسب مصدر مسؤول من اتصالات الجزائر فقد بلغت حوادث الاعتداء التي تقوم بها آليات الشركة الإيطالية العاملة بالشراكة مع "ألستوم" الفرنسية في مشروع "الطرامواي" إلى يوم أمس الأول 13 حادثا كبدت مؤسسة اتصالات الجزائر خسائر فادحة، و أضرت بصورتها لدى زبائنها و مشتركيها الذين يشتكون على الدوام من انقطاع خدمات الهاتف الثابت و خاصة مستعمليه في الربط بشبكة الإنترنت.حسب ذات المصدر لا تقل تكلفة عطب بسيط يصيب شبكة الكوابل الهاتفية عن مليار سنتيم، و "في ظل تكرار حوادث التخريب التي تتعرض لها شبكة الخطوط الهاتفية في محيط مسار خط سكة الطرامواي وجدت اتصالات الجزائر نفسها تدفع ثمن أخطاء الآخرين" ، و هو الأمر الذي ألحق ضررا بزبائن الشركة و متعامليها من الذين يعتمدون على هياكلها و منشآتها القاعدية في عمليهم بداية من أصحاب المحلات الهاتفية العمومية "طاكسيفون" و أصحاب مقاهي الأنترنت "سيبركافي" إلى الهياكل و المؤسسات العمومية الكبيرة مثل جامعة قسنطينة التي تعرضت لعزلة هاتفية قبل أيام بعد تدمير آليات شركة "بيزاروتي" لحزمة من الألياف البصرية و خطوط مشتركين لدى الشركة في الهاتف الثابت بلغ عددهم 900 مشترك. المسؤول باتصالات الجزائر قال أن مؤسسته تقدم للشركة الإيطالية دوريا مخططات شبكاتها و تطلب منها الاتصال بها عبر 11 خطا هاتفيا وضعتها تحت تصرفها للتدخل و منع حدوث اعتداءات على الشبكة، لكن الإيطاليين حسبه لا يقومون بطلب تدخل أعوان اتصالات الجزائر حينما يجدون في طريقهم الكوابل الهاتفية التي تغطيها شبكة بلاستيكية خضراء، بل الأكثر من ذلك يقومون بتدمير أجزاء من الشبكة قاموا هم أنفسهم بتغييرها قبل بداية أشغال إنجاز خط سكة حديد الطرامواي الممتد من حي زواغي إلى وسط المدينة بجوار ملعب بن عبد المالك رمضان، و هو ما حدث بجوار الجامعة الاسلامية و بنهج قدور بومدوس، أين تعرض كابل ألياف بصرية للتخريب بفعل الأشغال و كان قد تم تحويله بمسافة أمان من طرف المتعامل الإيطالي. الحدث الأخير في سلسلة الاعتداءات على شبكات الهاتف مس حي زواغي قبل يومين و تعرض جزء من خط الألياف البصرية يربط قسنطينة بباتنة للتدمير و عانى مشتركون العزلة، لكن المصالح التقنية لاتصالات الجزائر تدخلت و أعادت الربط في الشبكة على الساعة الحادية عشر ليلا و قد وقع الحادث في الثالثة و النصف مساء، و يقول المسؤول أن عدم التمكن من إصلاح العطب الذي تتعرض له شبكة الهاتف في محيط خط الطرامواي يعود لكون الضرر الذي يلحق بالشبكة لا يمس الكوابل فقط بل يدمر منشآت الهندسة المدنية التي تحمي الخيوط الهاتفية و الألياف البصرية و هو ما يتطلب اللجوء إلى خدمات مقاولات أشغال لإعادة إصلاح العطب و هي مسألة تتطلب إجراءات و مناقصات و وقت يجعل المشتركين في الهاتف الثابت في عزلة لمدة طويلة، و قد تعرض أعوان المؤسسة عند تدخلهم لإصلاح العطب و إعادة الحرارة للخطوط الهاتفية الى اعتداءات بسبب حاجة الزبائن لخدمات الهاتف ، بينما لا تجد الشركة التعاون المطلوب من المؤسسة القائمة بتنفيذ مشروع "الطرامواي". و قال المصدر المسؤول أن التعويضات المالية التي قد تمنحها شركات التأمين لمؤسسته بعد النظر في الدعوى المدنية المرفوعة أمس أمام محكمة قسنطينة لا تغطي عن الخسائر اللاحقة باتصالات الجزائر و زبائنها مهما كانت قيمتها، و خاصة أن صورتها و مصداقيتها تعرضت للتشويه.