نطلب من الذي أكرمنا بالأغلبية في ماي أن يعطينا ألف بلدية قال عبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني في تجمع له يوم الخميس بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة أن جبهة التحرير تطلب من الذي أكرمها بالأغلبية في تشريعيات ماي الفارط أن يمنحها أغلبية المقاعد في ألف بلدية في الانتخابات المحلية التي ستجرى هذا الخميس. بلخادم قال أن الحكم في البلديات و المجالس الولائية هو تجسيد لسياسة اللامركزية التي دعا إليها حزبه في جامعته الصيفية قبل عامين و التي عرفها بأنها تقديم الخدمة للمواطن بأسرع وقت و بأحسن نوعية، و أعلن أن جملة من مقترحات "الأفالان" تم تضمينها في التعديلات الأخيرة على قانوني البلدية و الولاية قائلا أن حزبه اختار شبانا ووجوها جديدة لتولي تسيير الشأن المحلي. المتحدث ركز في كلمته على الهدف من ثورة نوفمبر مثلما جاء في بيانها الأول و هو "بناء دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المباديء الإسلامية" و قال بلخادم أن "مصطلح ديمقراطية إجتماعية" في النص المؤسس للدولة الجزائرية الحديثة "لا يحمل أي معنى إيديولوجي" و أعاد قراءة بيان أول نوفمبر بتفسير جديد معربا عن سعي "الأفالان" بعد التحرير إلى بناء الدولة الجزائرية و تجلى "البعد الاجتماعي فيها من خلال مجانية التعليم و الصحة و السكن الذي لم يتحقق الهدف من توزيعه بعدالة كاملا" بعد 50 سنة من الاستقلال. أمين عام جبهة التحرير قال ان مترشحي حزبه من خزان الاطارات الكبير يحملون صفات النزاهة و النظافة و يلتزمون بخدمة المواطنين و احترام القانون في تسيير المال العام، معتبرا أن أكبر إصلاح ستحققه الجزائر هو في تنفيذ لا مركزية القرار لأن قرب مركز القرار من المواطن يتيح له مراجعته بسهولة و أضاف ان الشعب لا يطلب المستحيل، و أن صاحب القرار مسؤول بمعنى أن عليه تقديم الحساب لمن وضعه في المنصب، و قال "نحن لا نخاف الحساب و من الممكن أن نخطىء عن حسن نية و أن المناضلين في جبهة التحرير سيكونون أول من يتنكر للمسؤولين الذين يعملون لتحقيق مصالحهم الذاتية و يمارسون سياسة المحسوبية في البلديات التي سيتولون الإشراف على تسييرها، و أن الفساد و التزوير و الرشوة و السرقة والتدليس ستتم محاربتهم من طرف "الأفالان". بلخادم قال أن على المناضلين اقناع الذين يستهينون بالفعل الانتخابي بضرورة الذهاب إلى مكاتب الانتخاب يوم الخميس القادم و أن "الأفالان" قادر مثلما حصل على الأغلبية في التشريعيات أن يحصد أغلبية المقاعد في ألف بلدية من بين أكثر من 1452 بلدية و هو حزب كبير له تاريخ و مسار طويل و ليس كالأحزاب التي لا تملك سوى ورقة اعتماد و رقم هاتف و تنشر الإعلانات في الجرائد لمن يرغب في الترشح باسمها. و كان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم قد أكد في تجمع نشطه أول أمس الخميس بالمسرح الجهوي عزالدين مجوبي بعنابة أن حزبه أصبح يلح أكثر من أي وقت مضى على ضرورة استفادة المجالس الشعبية المنتخبة من الإمكانيات التي تزخر بها البلاد، و ذلك بالرفع من قيمة الإعانات التي تخصصها الدولة لكل البلديات، من أجل تمكين المنتخبين المحليين من المساهمة الفعالة في إنجاز مشاريع تنموية كفيلة بمسايرة التطور التي تشهده كبريات المدن في الجزائر، لأن مظاهر التخلف مازالت كما قال تسجل في الكثير من المداشر و القرى، و التي لم تنل حصتها من المشاريع التنموية، خاصة منها ما يتعلق بالإنارة الريفية و فك العزلة، الأمر الذي يضع أعضاء المجالس المحلية سواء البلدية أو الولائية في مواجهة الانشغالات اليومية الفعلية للمواطنين. من هذا المنطلق أوضح بلخادم بأن الحركات الاحتجاجية التي يقوم بها المواطنون في العديد من البلديات عبر ولايات القطر الوطني عبارة عن رد فعل من السكان على الوعود الكاذبة التي كانوا قد تلقوها من طرف أعضاء المجالس المنتخبة، الأمر الذي جعله يطالب مترشحي « الأفلان « بضرورة تجنب مثل هذه الأساليب، و تجنب التقدم بوعود كاذبة للمواطنين، لأن ساعة الحقيقة ستدق بمجرد الشروع في المهام، و تعدد مشاكل السكان كفيل بتعقيد مهمة المجالس الجديدة، لأن البلديات بحاجة إلى المزيد من الإعانات المالية لتحريك المشاريع التنموية المتوقفة، و السعي لتحسين الظروف المعيشية للسكان. على صعيد آخر فقد إستعرض بلخادم نظرة حزبه لمشروع توسيع اللامركزية ، و قد اعتبر هذا الإجراء بمثابة مكسب ثمين المجالس الشعبية البلدية والولائية ، لأنها ستظفر بصلاحيات أوسع، تسمح لها باتخاذ قرارات تنعكس بالإيجاب على مسار التنمية المحلية، و تساعد بالتالي على توطيد العلاقة بين المنتخب و المواطن، لأن الثقة بين الطرفين اصبحت مفقودة، و المجالس المحلية أصبحت عرضة لانتقادات من طرف المواطنين بسبب عدم قدرة المنتخبين على الاستجابة لإنشغالات السكان. هذا و قد كانت لبلخادم في كلمته وقفة موجزة عند المشاكل التي يعيشها سكان ولاية عنابة، خاصة منها أزمة السكن التي ما فتئت تفجر غليانا كبيرا في أوساط المواطنين، إضافة إلى قضية المناطق الصناعية التي اصطدمت بمشكل عدم توفر العقار، فضلا عن مشروع المدينةالجديدة بمنطقة ذراع الريش، و هنا طالب بلخادم بضرورة توجه المواطنين بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم الخميس القادم لاختيار المنتخبين الذين يرونهم قادرين على التكفل بانشغالاتهم، معتبرا الإدلاء بالأصوات مسؤولية كبيرة في إحداث التغيير على الصعيد المحلي.