الرئيس ولد عبد العزيز يؤكد أن موريتانيا غير مستعدة لخوض حرب في مالي أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أن بلاده غير مستعدة للمشاركة في الحرب ضد الجماعات الإسلامية بشمال مالي. وأضاف ولد عبد العزيز، في تصريحات صحفية أول أمس، أن الموريتانيين لا يرغبون فعليا في تدخل عسكري بإشراف مجموعة دول غرب أفريقيا “إيكواس" في شمال مالي. وتابع الرئيس الموريتانى، الذي عاد إلى بلاده السبت الماضي بعد فترة نقاهة أمضاها في فرنسا لمدة شهر بعد إصابته بالرصاص على يد أحد ضباطه عن طريق الخطأ في نواكشوط، بحسب الرواية الرسمية، «لهذا السبب لا ننصح بأن تكون هناك حرب مفتوحة قبل استنفاد كافة الوسائل الأخرى"، موضحا أن الحرب “قد تجمع كل القوى في شمال مالي وحتى كل السكان ضد من يمكن اعتبارهم غزاة". وكان ولد عبد العزيز قد وصل الشهر الماضي إلى مستشفى “بيرسي" العسكري في ضاحية “كلامار" بفرنسا لتلقي العلاج وذلك بعد إصابته برصاص وحدة عسكرية قالت الحكومة الموريتانية إنه وقع عن طريق الخطأ ثم أمضى فترة نقاهة بالعاصمة الفرنسية قبل عودته لبلاده. من جهة أخرى، قال الرئيس الموريتاني أنه لن يستجيب لمطالبة منسقية المعارضة إياه بالرحيل، معتبرا أن هذه الدعوات غير مجدية، وشدد على أن أوضاع البلاد آخذة في التحسن منذ وصوله إلى السلطة. ودعا الرئيس ولد عبد العزيز في أول تصريح أدلى به بعد عودته من فرنسا، معارضيه إلى “التعقل ووضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار". وقال إن الانتخابات وصناديق الاقتراع هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السلطة في موريتانيا. وأضاف أن المعارضة مطالبة بلعب دورها حسب الأعراف الديمقراطية كمعارضة مسؤولة. وجاءت عودة ولد عبد العزيز بعد رحلة العلاج التي استغرقت أربعين يوما، إثر جدل واسع في الساحة الموريتانية تعلق بالوضع الصحي للرجل، ومستوى قدرته في المستقبل بدنيا وصحيا على إدارة شؤون البلاد. كما صاحب غياب الرئيس الموريتاني جدل تعلق بالتساؤلات التي أثارتها المعارضة بشأن من يدير دفة البلاد في غياب الشخصية الأولى دستوريا في هرم الدولة الموريتانية. وفي موضوع متصل، دعت منسقية المعارضة الديمقراطية إلى “تشاور موسع يخرج البلاد من حالة التخبط التي تعيش فيها جراء سياسات الرئيس ولد عبد العزيز". وقال الرئيس الدوري للمنسقية صالح ولد حننا -في مؤتمر صحفي بنواكشوط- إن هذا التشاور «يجب أن يستثني الرئيس ولد عبد العزيز، لأنه هو من أجهز على مساعي الحوار التي كانت على وشك النضج خلال الأيام الماضية بين المنسقية وبقية أطراف العملية السياسية". وكانت المنسقية قد أكدت وجود فراغ دستوري وسياسي في السلطة إثر إصابة الرئيس، ودعت إلى مرحلة انتقالية توافقية، وعرضت التشاور مع جميع الأطراف السياسية للخروج بتصور يفضي إلى المرحلة الانتقالية المنشودة، حسب قولها. ولكن ولد عبد العزيز نفى -خلال تصريحات له في الأيام الماضية- وجود أي فراغ في السلطة، وقال إنه كان يدير البلاد بنفسه خلال فترة علاجه، وأكد أن الإصابة التي تعرض لها كانت في “الأجهزة المنظفة للبدن (الأمعاء) ولم تصب الأجهزة الحيوية".