يصل اليوم الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، إلى نواكشوط بعد رحلة علاج في فرنسا تعدت الشهر، إثر تعرضه إلى طلقات رصاص، وإن أكد من فرنسا بأنه في حالة جيدة، إلا أن المعارضة ترى بأنه عاجز ولا يستطيع مواصلة الحكم، وشددت على ضرورة الدخول في مرحلة انتقالية وتنظيم انتخابات رئاسية. وفي آخر تحركات للمعارضة تقدم النائب المعارض، السالك ولد سيدي محمود، بطلب استجواب الوزير الأول، مولاي ولد محمد لغظف، لمجلس الرؤساء بالجمعية الوطنية (الغرفة الثانية) في البرلماني الموريتاني من أجل معرفة ملابسات الطلق الناري الذي أصاب الرئيس الموريتاني، غير أن المجلس رفض الطلب، وبرر مجلس الرؤساء رفضه للطلب بأن صحة الرئيس تحسنت وبالتالي لم يعد هناك أي ضرورة لاستجواب الوزير الأول بهذا الخصوص. وكان النائب عن حزب ''تواصل'' السالك ولد سيدى محمود قد قدم عريضة مستعجلة حملت ''إعلان مساءلة'' للوزير الأول مولاي ولد محمد لغظف من أجل كشف ملابسات الرصاصة التى حيّرت الموريتانيين وأبعدت الرئيس عن القصر الرئاسي لأكثر من شهر. وأعلنت منسقية المعارضة الديمقراطية في مسيرة لها يوم الأربعاء الماضي على لسان رئيس حزب تواصل، محمد جميل منصور، أنها ستغير من أساليب نضالها مستقبلا دون تقديم تفاصيل أكثر. وقد أجمع قادة المنسقية خلال المسيرة بحضور الآلاف، أن ولد عبد العزيز بات عاجزا عن ممارسة مهامه كرئيس للجمهورية. كما وجه جل قادة المنسقية رسائل إلى فرنسا تراوحت بين التهديد المبطن والصريح، متهمين إياها بالتدخل في شؤون البلد دعما لنظام ولد عبد العزيز الذي يصفونه بالاستبدادي. الرئيس الدوري للمنسقية، صالح ولد حننا، أكد جازما أن ظهور ولد عبد العزيز في الإليزي قطع الشك باليقين، حيث تظهر الصور العجز البدني الواضح للرئيس، مشددا على أنه لا يمكن أن يشفى تماما في أقل من 4 أو 5 أشهر. من جهته قال الرئيس الأسبق، ولد محمد فال، الذي لم يتحدث خلال مهرجان المنسقية، إن النظام ميت لا محالة، مؤكدا أنه في سكرات الموت. كما انتقدت منسقية المعارضة الموريتانية، أمس، إجبار العمال الموريتانيين على استقبال الرئيس القادم من باريس، ووصفت الأمر بالسلوك المرفوض والتخلف. وقالت المعارضة إن تسخير العمال من أجل المشاركة في مسيرة التملق والنفاق أمر مرفوض. يشار إلى أن ولد عبد العزيز تعرض لطلق ناري خلال مروره بحاجز عسكري في 13 أكتوبر الماضي في منطقة طويلة شمال العاصمة نواكشوط. وظل الغموض يلف ملابسات الحادثة، وتباينت القراءات في الحادثة بين وقوعها عن طريق الخطأ وأخرى تقول بأنها محاولة اغتيال.