تسربات مائية تغلق قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة الأمير عبد القادر لجأ مؤخرا مسؤولو جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة إلى غلق اضطراري لقاعة المحاضرات الكبرى عبد الحميد ابن باديس بعد أن تصدع سقفها وأصبحت مهددة بالإنهيار نتيجة لتسربات مائية يقول المشرفون على عملية الترميم أنها قديمة وزادت تفاقما في المدة الأخيرة ، مما خلف الكثير من علامات الاستفهام لدى المهتمين بالقضية والذين طالبوا بتفسيرات عن تأخر تدخل الهيئات المعنية في الوقت المناسب لوقف تسربات قال المشرفون على أشغال الترميم بأنها ناجمة عن تساقط الأمطار منذ سنوات زاد معدلها في المدة الأخيرة و ضاعفت من حجم الأخطار التي تسببها قطرات المياه المتراكمة التي ظلت تنخر إحدى المعالم الثقافية و أعظم البنايات بالجزائر و شمال إفريقي وصفت عند افتتاحها سنة 1984 بالتحفة الفنية التي تتسع ل500 مقعد. تفاقم الوضع في المدة الأخيرة خاصة مع كثرة الأقاويل حول تسجيل انزلاق للتربة يهدد أساسات الجامعة وتوجيه البعض أصابع الاتهام إلى أشغال الترامواي التي قالوا بأنها سبب الكارثة عجلت بتحرك المسؤولين المعنيين باتخاذ قرارغلق القاعة والانطلاق في حماية هذا المعلم. التقنيون و المهندسون الذين كانوا على درجة عالية من التحمس لمشروع الترميم ، فندوا ما روج من إشاعات حول وجود انزلاقات في التربة، و قالوا بأن تسربات كثيرة تسجل منذ سنوات طويلة تعذر تحديد مصدرها، ما استدعى البحث عن الخلل، و دفع ذلك إلى توقيف المياه عن المسجد و الجامعة لفترة، كما تم توقيف النافورة المتواجدة فوق سطح القاعة، إلا أن الإشكال لم ينته. ليأتي قرار نزع البلاط الذي كان الخيار الأخير أمام فريق العمل، حيث أجمع أعضاؤه على حتمية القيام بهذه الخطوة التي تعذر على الكثيرين الخوض فيها من قبل، و بنزعه بدا ما كان مخفيا، تصدعات و تشققات كثيرة عثر عليها بسقف القاعة، و تبين بأن مياه الأمطار تتسرب عبرها إلى السقف و إلى داخل القاعة، ما ألحق بها أضرارا كبيرة و بات يهدد بكارثة بحسب تعبيرهم لو لم يتم التدخل السريع لحماية المكان، مؤكدين بأن الخطر لا يتهدد أي مكان آخر بالجامعة، لكونه انحصر في القاعة، و بأن الخلل لا يكمن في الإنزلاقات كما يقال. و أضاف محدثونا بخصوص الملتقيات و الفعاليات الوطنية و الدولية التي كانت تحتضنها القاعة، و قالوا بأنها حولت إلى المدرجات و إلى قاعات أخرى وصفوها بالملائمة مؤقتا، إلى حين تسليم المشروع نهاية شهر مارس والذي مولته الولاية بغلاف مفتوح ، على أن تحتضن فعاليات الإحتفال بيوم العلم في ال16 من شهر أفريل. أشغال الترميم التي شملت مختلف النواحي بالقاعة، شارك فيها أزيد من 200 عامل في مختلف التخصصات تابع لشركة مقاولة خاصة قالت بأنها اضطرت عند انطلاق الأشغال خلال الأيام الأخيرة لشهر سبتمبر الماضي إلى العمل لساعات متأخرة من المساء و كذا خلال عطلة نهاية الأسبوع بسبب الصعوبات التي واجهت العمال خاصة في إدخال وسائل العمل و كذا إخراج الردوم بسبب أشغال الترامواي، كما تحتم عليهم تقسيم العمل لتفادي إزعاج الطلبة أُثناء الدراسة. و بالإضافة إلى هذا، قال مسؤول الشركة بأن خصوصية المكان قد وضعت العمال أمام تحد لإثبات جدارة و كفاءة اليد العاملة الجزائرية، حيث تم أخذ عينات من القطع الخاصة بالقاعة القديمة التي أنجزها المصريون و المغاربة و صنعوا أخرى على شاكلة قديمة تمت إزالتها لعدم صلاحيتها، مضيفا بأن فريق العمل كلهم من فئة الشباب و أغلبهم خريجي جامعات، يعملون بتقنيات حديثة و اعتمدوا مواد جديدة في العمل. رئيس مكتب الدراسات «سيطابيك» الذي أكد بأن نسبة تقدم الأشغال قد بلغت 65 بالمائة، قال بأن عملية الترميم قد فتحت الباب لاعتماد مواد حديثة الصنع بإمكانها حماية السقف لفترة طويلة، مضيفا بأن تسربات السقف قد توقفت بنسبة 80 بالمائة بمجرد وضع الطبقة الأولى لمادة جديدة تمنع التسربات، و بإتمام باقي الطبقات و وضع البلاط سينتهي الإشكال بحسب تعبيره لتعود القاعة إلى سابق عهدها بتعديلات طفيفة لا تمس بجوهر المبنى. إيمان زياري /تصوير عمور