المطرب حكيم بوعزيز يدعو إلى ربيع فني بقسنطينة كشف المطرب حكيم بوعزيز بأنه يستعد لدخول الاستوديو ابتداء من الفاتح من جانفي المقبل من أجل تسجيل ألبومين غنائيين جديدين،أحدهما اعتبره بمثابة رد دين و جميل التراث الأصيل على مساره و عرفانا و تقديرا لكنوزه التي صقلت موهبته و أثرت خبرته. أما الثاني فيواصل من خلاله اللون الفني الذي اختاره و تميز بأدائه و هو ال»اندنوفا»أي الأندلسي الجديد و يسعى لحجز حصة الأسد في الأعراس التي طالما هيمن عليها الطابع السطايفي ،و أكد بأنه يعتبر السنة المقبلة نهاية حقيقية لعهد طرح الألبومات الغنائية في السوق و من يخوض هذه المغامرة فمن باب ال»بريستيج»و الرفاهية، لأنه لن يحقق ربحا ماديا في ظل منافسة الانترنيت و تكنولوجيا التسجيل و الاستنساخ الالكتروني السريع، متوقعا أن تصبح الألبومات الغنائية قريبا بمثابة بطاقات زيارة للفنانين لا غير. مطرب «سارة» و «الغدارة»، قال في اتصال بالنصر،بأنه لاحظ بأن المطربين الذين يعول عليهم في تخليد لآليء التراث الغنائي المكنونة اختاروا السبات و الخلود للراحة ،مما جعله يفكر في العودة إلى هذا الفن الأصيل و العريق الذي صقل موهبته الخام في بداياته و يعبر عن تقديره له عن طريق اختيار باقة من الأغنيات الخفيفة التي تناسب طابعه و التي تدرج في خانة الحوزي و المحجوز أساسا.موضحا بأنه سيدخل الاستوديو في بداية الشهر المقبل من أجل تسجيل أغنيات «الورشان»و «لبرق» و «يا وعدي طال مرضي منها»و «عينيك سود»و كذا أغنية «ما عندي زلة»التي اشتهرت بأدائها طويلا المطربة الجزائرية المقيمة بمصر ثريا، مع اضفاء بصماته الخاصة على هذه الأغاني التي سيتضمنها ألبومه ال31 دون أن تفقد روحها التراثية.و أضاف بأنه و بالموازاة مع هذا الألبوم،سيطرح ألبوما آخر يجسد من خلاله طابع ال»اندنوفا»أي الأندلسي الجديد الذي تميز به طيلة السنوات الماضية و يضم باقة من الأغنيات الجديدة كتب كلماتها بنفسه أما الألحان فنصفها تنتمي للون القسنطيني العصري و النصف الآخر عاصمي و استطرد قائلا بأن كافة هذه الأغاني خفيفة و تنسجم مع الأعراس و الأفراح البهيجة.و السر وراء اختياره للنوع «العراسي»هو هيمنة الطابع السطايفي على الحفلات و الأعراس و الاعتماد على ال»دي جي»على حساب المغنيين.و شدد:»كل عام نتوقع أن يتراجع الراي و السطايفي اللذين لا يعتمدان على كلمات نظيفة و جميلة و معبرة ، لكن العكس يحدث فهما لا يزالا يهيمنان على الساحة الغنائية و نجد أنفسنا دائما خارج إطار اللعبة لهذا علينا أن نستثمر قدراتنا و نشحذ ذكاءنا قبل فوات الأوان». و تأسف مطرب «لا تغيبي على عينيا» على الوضعية التي آل اليها المالوف و التي تشبه حسبه و ضعية اليتامى و الأرامل المحرومين. كما تأسف للنظرة السائدة للفن داعيا إلى ربيع فني و ثقافي بقسنطينة لتعود الأمور إلى نصابها.خاصة و أن التكنولوجيا المتطورة من ألد أعداء طرح ألبومات غنائية في السوق.فتكفي ذاكرة «فلاش ديسك»أو قرص مضغوط لتسجيل و نقل أحدث الأغاني دون دفع أي سنتيم أو بذل أي جهد و تقاسمها مع عشرات الأصدقاء. كما تدعم أجهزة الهواتف النقالة خاصة ال «أيفون» و «غلاكسي»مواقع الانترنيت في ضمان السرعة و الفعالية و النوعية. .و يتوقع محدثنا أن تكون سنة 2013 نهاية الألبومات التي يمكن أن تصبح «بريستيجا» أو بطاقات زيارة يقدمها الفنانون للتعريف بأنفسهم و أعمالهم على نطاق ضيق.دون أن ينتظروا تحقيق أرباح مادية من ورائها.و مادام يملك و يسير منذ حوالى سنة دار النشر و التوزيع لميس فلن يتوقف عن طرح ألبومات و رفع التحديات.و أسر إلينا بأنه يفضل إحياء حفلات في ولايات أخرى لأن الجميع هناك يقدرون ظروف الفنانين و يحترمونهم و يتناقشون معهم و يستشيرونهم في أدق التفاصيل المادية و التنظيمية و غيرها.و ما يحز في نفسه كما قال لنا أنه لا يتلقى أية دعوات للمشاركة في تظاهرات فنية بمسقط رأسه و لاية قسنطينة حتى و إن كانت بحجم المهرجان الثقافي الدولي للمالوف أو الانشاد. و يتم تناسيه في معظم الحفلات و عندما تلقى حسبه دعوة للمشاركة في إحياء حفل في رمضان الفارط، فوجيء بالتحديد المسبق لتاريخ الحفل و المقابل المادي في عقد طلب منه توقيعه حالا. و لا أحد فكر في الاتصال به و استشارته فقد تكون لديه ارتباطات و التزامات أخرى و عندما استفسر الجهة المعنية عن موعد استلام الأجر قالت له بالحرف الواحد:»ماعندناش درك كي يجي نسلكوك».و اعتبر ذلك عدم تقدير لقيمته الفنية بعقر دياره خاصة و أن هذا الأجر كما شدد أقل ثلاث مرات مما يتقاضاه عادة في ولايات أخرى و استدرك قائلا بأن طريقة المعاملة أثرت فيه أكثر من أي شيء آخر.و بالتالي استرجع رخصة السياقة و طلب من المسؤولة عدم الاتصال به لإحياء حفلات أخرى.و رغم كل شيء فهو يقترح على المسؤولين عن قطاع الثقافة بقسنطينة تأجير مرافق مغلقة بأسعار معقولة لمدة محددة مسبقا لكي يستثمرها الفنانون في تنظيم نشاطات ثقافية و فنية تساهم في استرجاع المدينة لمكانتها كعاصمة للعلم و الثقافة و الفن و تضمن لهم فضاءات للعمل و الابداع و التجديد و توفر للجمهور المتعة و الترفيه. و قد أعد برنامجا متنوعا لتنشيط عروض طيلة 15 يوما لو حصل على الموافقة. و بخصوص مشاركته في حفلات نهاية السنة،قال أنه رفض كل العروض التي تلقاها لأنها تتعارض مع قناعاته كفنان مسلم. في حين وافق على إحياء حفل في نهاية شهر جانفي للجالية الجزائرية بفرنسا و بروزنامته الكثير من الحفلات التي سيحييها لاحقا بولايات وسط و شرق البلاد.