انتشار ملفت لمحلات بيع الأكلات التقليدية الشتوية بتيزي وزو تعرض الكثير من المطاعم التي برزت خلال الآونة الأخيرة بكبرى مدن ولاية تيزي وزو خاصة بعاصمة الولاية،عزازقة ،بوغنى ،وذراع الميزان ، أطباقا متنوعة من الأكلات التقليدية الشتوية المعروفة منذ القدم بمنطقة القبائل، حيث يكثر التهافت عليها في موسم البرد رغم غلاء أسعارها. وعادة ما يفضل أصحاب المطاعم الفاخرة منها والشعبية، إقحام الوجبات الغذائية التقليدية الساخنة التي يكثر عليها الطلب خلال الأيام الباردة، كأطباق العجائن المحضرة ب"لحم القديد"، أو اللحوم البيضاء والحمراء ، و مختلف أصناف الحبوب والبقول والتوابل التي تضفى طعما خاصا و نكهة على هذه الأطعمة التي تستهلك عموما بخبز الشعير أو المطلوع وغيرها ، والتي يفضّل أصحابها خاصة بالمطاعم المعروفة تقديمها للزبائن في أوان فخارية أو خشبية من صنع تقليدي محلي، وهو ما يمنحها مذاقا خاصا و يجلب زبائن جدد لتلك المطاعم التي كسبت مع الوقت شهرة محلية و وطنية . وأكد صاحب مطعم متخصص في تقديم الأطباق التقليدية الشتوية منذ عدة سنوات بمدينة تيزي وزو بأن هذا النوع من النشاط التجاري لم يكن رائجا بالمنطقة لاعتبارات عدة ،لكنه أصبح في السنوات الأخيرة ينافس أكلات المطاعم العصرية . ولا تختلف تلك المحلات في نظر أصحابها عن المطاعم العصرية ومحلات بيع المرطبات و البيتزا التي عرفت بدورها انتشارا كبيرا بولاية تيزي وزو . أما بخصوص أسعار المأكولات التقليدية فقال محدثنا بأنها معقولة في رأيه وفي متناول من يشتهون كل أنواع المأكولات التقليدية، غير أن الزبائن يجدونها مرتفعة مقارنة بأسعار الأكلات الأخرى التي يكثر عليها الطلب خلال فصل الشتاء و أهمها الحبوب كالعدس أو الحمص،أو اللوبيا أو البركوكس التي لا يتعدى سعرها 150 دج ،آما طبق الكسكسى المحضر باللحوم سواء الحمراء أو البيضاء فيبقى سعره غاليا و لا يقل عادة عن 400 أو 600 دج للشخص الواحد. وهو ما جعل الكثير من عشاق تلك الأطباق الاكتفاء بتناولها يوما واحد في الأسبوع، و غالبا ما يكون ذلك في نهاية الأسبوع، حيث يجتمع الأصدقاء أو أفراد العائلة حول مثل هذه الأطباق المسيلة للعاب و التي يضطرون أحيانا كثيرة للقيام بحجز مسبق لطاولة بتلك المطاعم التي يقصدها عموما المهاجرون ،و أصحاب المال إلى جانب بعض الموظفين،ممن لا تهمهم الأسعار بقدر ما تستهويهم هذه الأكلات التقليدية التي تحضرها عادة نساء ماهرات يجدن إعدادها على طريقة الأجداد مع حرصهم على تقديمها فى حلة تقليدية في أطقم مصنوعة من الفخار تلبية لرغبة الزبائن من ذوي الذوق الرفيع على اختلاف مستوياتهم الاجتماعي .و لا يكتفي البعض بالتلذذ بالأكل داخل المطعم بل يقدمون طلبيات لأخذ بعض الأطباق التقليدية معهم إلى المنزل وتناولها مع بقية أفراد الأسرة .و للإشارة لا تعتمد هذه المطاعم على مهارة النساء فقط بل توظف أيضا خريجي المعاهد المتخصصة باعتبار الترويج للأطباق القبائلية من الأنشطة السياحية الشعبية الموروثة. نوارة/ ك