فتحت المطاعم التقليدية بعنابة أبوابها باكرا هذه السنة، قبل حلول فصل الشتاء، وذلك بعد التقلبات الجوية الأخيرة، حيث تخصص هذه المطاعم أجنحتها لتقديم وجبات دافئة، منها أطباق الحمص بزيت الزيتون، “البركوكس”، وكذا طبق الفول المتبل، تلبية لطلب الزبائن الباحثين عن الأطعمة الغنية بالفيتامينات، والتي تتناسب كثيرا مع البرد القارس. ورغم تطور الأكلات الجاهزة، إلا أن طبق الحمص المتبل على الطريقة التونسية وجد مكانة خاصة لدى العائلات العنابية، حيث لم يعد مقتصرا على العائلات الفقيرة فقط، وإنما أصبح قبلة لكل الناس، هذا ما كشفه أحد أصحاب المطاعم التقليدية بمدينة عنابة، حيث تقدم 3 آلاف وجبة حمص بزيت الزيتون في اليوم الواحد، يطهى على “طابونة” الفحم. ويستغل أصحاب المطاعم التقليدية مثل هذه الأكلات الشعبية لتقديمها للأجانب والسواح بسعر قدره 1800 دينار جزائري للطبق الواحد، مرفوقا بخبز الشعير. وتقدم المطاعم العنابية أيضا طبق “الدوبارة” البسكرية و«المحاجب”، وهي لواحق تعطي إضافة سحرية لليالي العنابية خلال الشتاء، بالإضافة إلى طبق الحمص الممزوج بالفول والمشبعة بالبهارات القوية والهريسة المحضرة على الطريقة التقليدية، وهي أكلة شعبية عريقة بعنابة، على عكس “الدوبارة” البسكرية الدخيلة التي لقيت في وقت قصير الشهرة بين أهالي عنابة وما جاورها. وأمام تطور الأكلات الشعبية التي تدخل ضمن مكونات الموروث العنابي، يسعى أهالي بونة إلى توسيع نشاط المطاعم التقليدية لتعزيز السياحة المحلية والتعريف بتقاليد عاصمة أبو مروان الشريف.