اعتبر أليكسي فاسيليف مدير معهد إفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية أمس، أن ايجاد حل سريع لأزمة مالي مستحيل، محذرا من أن الوضع في البلاد خطير ليس فقط على هذه الدولة بل على الدول المجاورة مثل الجزائر. و قال في تصريح لقناة "روسيا اليوم"، أن من أسباب نجاح المتمردين في مالي انضمام أفضل الوحدات القتالية من الجيش الحكومي إليهم، خاصة وأن الخبراء الأمريكيين دربوهم على مدى أربع أو خمس سنوات لمكافحة الإرهابيين والمتطرفين. و في حديث عن أسباب الأزمة في هذا البلد، أوضح بأن هناك أسبابا داخلية لهذه الأزمة، مشيرا إلى أن الطوارق الذين يقيمون على ثلاثة أرباع أراضي البلاد يطالبون بحكم ذاتي منذ زمن قديم، ويعيشون على تربية المواشي وتهريب البضائع، ولم يحصلوا على ما يطلبون، ونظموا الثورات عدة مرات، لكن هذه المرة تزامن التمرد مع أزمة النظام في مالي وضعف السلطة والجيش، ولذلك نجح التمرد ليشمل الجزء الأكبر من البلاد وهي أراض صحراوية يعيش عليها أربعمائة أو خمسمائة ألف شخص. ومن أسباب نجاح المتمردين في رأيه، انضمام أفضل الوحدات القتالية من الجيش المالي إليهم، واللافت بحسبه أن الخبراء الأمريكيين دربوهم على مدى أربع أو خمس سنوات لمكافحة الإرهابيين والمتطرفين. لكن حوالي 1500 شخص من الطوارق انتقلوا كما أضاف إلى معسكر المتمردين. و أكد الخبير الروسي أن الوضع في ليبيا أثر كذلك على الوضع في مالي، لأن المئات من الطوارق الذين حاربوا ضمن الجيش التابع للعقيد معمر القذافي انتقلوا بعد هزيمته إلى مالي مع عدد هائل من أحدث الأسلحة. و في تطرقه إلى انعكاسات الوضع الخطير في مالي على المنطقة، ذكر الخبير الروسي أن الوضع في مالي خطير ليس فقط على هذه الدولة بل على الدول المجاورة، مثل الجزائر، فبعد أن تمكنت السلطات الجزائرية من دحر الإرهابيين، انتقلوا إلى مالي ليشكلوا خطورة على استقرار الجزائر المجاورة، والدول الأخرى. وقد تدخلت فرنسا لوقف الهجوم على العاصمة باماكو لكن الحل السريع لهذا النزاع كما قال مستحيل، بسبب النقص الكبير في عدد القوات الغربية، معتبرا أن الأزمة ستستمر، و أنه لا يستبعد مزيدا من الانهيار في هذه المنطقة.