التواجد المستمر لتونس بنهائيات «الكان» يمنحها الأفضلية على الخضر فضل المدرب المساعد للسنافر وعضو الطاقم الفني الأسبق لنسور قرطاج رضا جدي، أن ينزل ضيفا على جريدة النصر ليشّرح وضعية المنتخبان الجزائريوالتونسي 24 ساعة قبيل المواجهة التي ستجمعهما بملعب روستنبورغ، حيث أكد المدرب المتوّج مع الفرنسي روجي لومير بالتاج الإفريقي سنة 2004 بأن المنتخبان يتشابهان في أمور عدة، وهو ما سيجعل المباراة قمة في الندية والإثارة، مشيرا إلى أن اللاعب المغاربي أفضل بكثير من الإفريقي الذي يتميز بقلة التركيز. وفي سياق متصل أكد أنه بإمكان الخضر ونسور قرطاج الوصول إلى النهائي، لو يحسن كل منتخب التعامل مع المباريات. نريد أن نتحدث عن مباراة الديربي التي ستجمع الخضر بنسور قرطاج؟ تفضل أخي على الرحب والسعة. نحن جميعا بانتظار هذا الموعد لما يكتسيه من أهمية بالغة لدى الجمهور الجزائريوالتونسي، وسنحاول أن نتابع المباراة باهتمام وأتمنى أن يصلا معا إلى أدوار متقدمة. هل يمكنك أن تحدثنا عن حظوظ المنتخبين في المجموعة الرابعة التي تضم كوت ديفوار والطوغو ؟ حظوظ المنتخبات الأربعة متساوية، ولو نتعامل مع المباريات بذكاء ستكون التأشيرتان من نصيب تونسوالجزائر، رغم تواجد منتخب قوي هو كوت ديفوار الذي يضم في صفوفه لاعبين من الطراز الرفيع وينشطون في كبرى النوادي الأوربية. إذا أنت لست من الذين يقولون بأن من يخسر الديربي سيقصى من الدور الأول ؟ مخطئ من يعتقد ذلك. صحيح أن الفائز بمباراة الافتتاح غدا سيضع قدما في الدور القادم، إلا أن هذا لا يعني بأن المنتخب الخاسر سيودع الدورة من الدور الأول، على اعتبار أنه تنتظره مواجهتين بعد ذلك، وما حصل مع المنتخب الجزائري في نهائيات أنغولا 2010 خير دليل على ما أقول، حيث انهزم الخضر بثلاثية أمام مالاوي، وعادوا بقوة في المباراتين الأخيرتين، وتأهلوا إلى الدور ربع النهائي. من وجهة نظرك من هما المنتخبان اللذان سيتأهلان إلى الدور الثاني عن المجموعة الرابعة ؟ بصفتي مغاربي أتمنى أن تتأهل الجزائروتونس، وبإمكانهما تحقيق ذلك لو يعرف كل منتخب كيف يستغل نقاط ضعف كوت ديفوار والطوغو. صدقني اللاعب الإفريقي أقل مهارة من منتخبات شمال إفريقيا، ناهيك على أن اللاعب الإفريقي يفقد تركيزه باستمرار، ولعل ما حصل في عديد الدورات السابقة خير دليل على ما أقول، ففي كل مرة تجد هذه المنتخبات تكمل المواجهات ب 10لاعبين، حيث يتعرضون باستمرار إلى الطرد، لهذا يتوجب علينا استغلال هذه النقاط إذا ما أردنا التأهل سويا. لم يعد يفصلنا عن الديربي المغاربي سوى يوم واحد، كيف تنظر إلى المباراة ؟ ماذا تريدني أن أقول؟ المباراة ستكون معركة كروية حقيقية، وسنكون على موعد مع الإثارة والندية، على اعتبار أن مباريات المنتخبين لطالما شهدت حماسا كبيرا، فكل مدرب سيحاول أن يوظف أسلحته من أجل تحقيق الانتصار، خصوصا إذا ما علمنا بأنهما يعولان كثيرا على نقاط المباراة الأولى، لأجل تعزيز حظوظهما في المرور إلى الدور القادم. وكيف تتوقع المباراة وما هي قراءتك لها ؟ المباراة ستكون متوازنة في غالبية أطوارها، ومن يحافظ على تركيزه طوال ال 90 دقيقة سيحسم اللقاء لصالحه. نحن أفضل في هذه النقطة على اعتبار أن اللاعب التونسي يتمتع بتركيز أكبر، مقارنة بنظيره الجزائري الذي يفتقد في بعض الأحيان للتركيزه، وما حدث أمام المنتخب الليبي خلال التصفيات خير دليل، فعلى الرغم من أنكم حسمتهم المواجهة لصالحكم، إلا أن لاعبوكم دخلوا في مشادات مع الليبيين، ولهذا يتوجب على الطرابلسي وأشباله استغلال هذه النقطة المهمة، لتحقيق الانتصار وتعزيز الحظوظ في التواجد في المربع الذهبي. من وجهتك نظرك ما هي النقاط التي ستحسم المواجهة ؟ أعتقد أن المباراة ستلعب على جزئيات صغيرة، على اعتبار أنها ستكون مغلقة من البداية إلى النهائية، وأغلب الظن أنه من يسجل أولا سيكون الأقرب للانتصار، وهذا بالنظر إلى أن من يزور الشباك أولا سيكتسب جرعة معنوية أكبر مقارنة بالمنتخب الآخر، نحن نملك أسلحتنا وأنتم تملكون أسلحتكم، والمدرب الذي سيحسن استغلال ذلك سيكون الأقرب لتحقيق الفوز. لو نطلب منك مقارنة بين المنتخبين ماذا تقول ؟ هناك العديد من الأمور المتشابهة بين الخضر ونسور قرطاج، والبداية بطريقة اللعب، حيث يعتمدان على الكرات القصيرة واللعب الفردي، على اعتبار أن اللاعب المغاربي يتميز بالمهارة، ناهيك عن تشابه طريقة تفكير اللاعبين المغاربة إلى أبعد الحدود. كلمتنا عن نقاط التشابه فحسب، فهل هناك أمور أخرى تجعل منتخب أفضل من الآخر ؟ أجل هناك نقاط يختلف فيها المنتخبان، يتقدمها عامل الخبرة، حيث أن التواجد المستمر لنسور قرطاج في نهائيات «الكان» جعلهم يكتسبون خبرة إضافية مقارنة بالخضر. فالتوانسة لم يتغيبوا عن النهائيات منذ 1996، عكس المنتخب الجزائري الذي تبقى مشاركاته متذبذبة، حيث يشارك مرة ويغيب مرة، ناهيك عن تمكن نسور قرطاج من الوصول إلى أدوار ربع النهائي في دورات 2004 و2008 و2010 يرشحهم أكثر من الجزائر التي تفتقد عناصرها للخبرة الكافية بحكم مشاركة الأغلبية لأول مرة، ما من شأنه أن يؤثر لا محالة على زملاء فغولي. نفهم من كلامك أن المنتخب التونسي المرشح الأكبر للفوز بمباراة الغد؟ لا لم أقل هذا، بالعكس المنتخب الجزائري أحسن على الورق، على اعتبار أنه يملك 15 لاعبا محترفا ينشطون في نوادي عريقة في أوربا، على غرار لاعب فانسيا الإسباني فغولي ومتوسط ميدان مرسيليا قادير ومدافع نادي ميلان جمال مصباح وصانع ألعاب نادي سوشو الفرنسي بودبوز، ناهيك عن تواجد لاعبين محليين متميزين، في صورة مهاجم بلوزداد سليماني ولاعب شباب قسنطينة بزاز، وهو الأمر الذي يكون الناخب الوطني التونسي سامي الطرابلسي قد حسب له ألف حساب، لكني أريد الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن المنتخب التونسي وبحكم تجربتي الكبيرة معه في ثلاث دورات سابقة، يتمتع بإرادة وروح أكبر مقارنة بنظيره الجزائري، حيث سيحاول جاهدا لإسعاد الشعب الذي شتتته السياسة. حسب وجهة نظرك لا توجد بالمرة نقاط ضعف لنسور قرطاج؟ يضحك... تريدني أن أخبركم بنقاط ضف المنتخب التونسي، لا يمكنني فعل ذلك على اعتبار أني أرغب في فوز منتخب بلدي، لكني سأخبرك بأمور يكون حليلوزيتش على علم بها، وهي أن المنتخب التونسي مهزوز في الدفاع، بدليل تلقيه 18 هدفا في 20 مباراة الأخيرة، ما يستوجب على طرابلسي مراجعته، ولعل هزيمة غانا الأخيرة خير دليل على ما أقول، إذ لا يعقل أن ننهار في 15 دقيقة ونتلقى 4 أهداف متتالية، وهذا دليل على أن الخطوط غير منسجمة بالشكل المطلوب، والفريق يعاني من الناحية البدنية بالنظر لتأثر الأغلبية من نقص المنافسة لفترة طويلة، لكن ورغم ذلك أنا على يقين بأن المهاجمين سيعوضون الأمر، فلو يكن صابر خليفة وعصام جمعة وزهير الدوادي والمساكني والدراجي في يومهم سنفوز بالمواجهة، بالمقابل أحذر النسور من فغولي، كونه لاعب ممتاز وبإمكانه صنع الفارق في أي لقطة، لو نحسن تضييق الخناق عليه لن تتمكنوا من خلق فرص كثيرة. هل تابعت بعض مباريات المنتخب الجزائري ؟ بطبيعة الحال تابعت بعض المباريات، وأخشى من بنفس الروح التي لعب بها خلال تصفيات المونديال، فلو حدث ذلك لن يقف في وجهه أي منتخب، بدليل أنه قهر كوت ديفوار ومصر، وهي من أقوى المنتخبات في القارة السمراء. أتمنى أن يظهر المنتخب الجزائري بوجه مشرف، شأنه شأن المنتخب التونسي الذي نعلق عليه آمالا كبيرة لإسعاد الجمهور التونسي الذي فرقته السياسة. أتمنى أن يتأهلا سويا وبذلك يبعدان منتخبين قويين من السباق، وبالتالي سيكونان من المرشحين للوصول إلى النهائي.