انتشرت في المدة الأخيرة بمدينة سطيف و ضواحيها ظاهرة غريبة في الواقع عن مجتمعنا و تقاليدنا بإقبال الشباب على تدخين الشيشة ، و التي تضاعف مستهلكوها و مستعملوها بشكل كبير و ملفت للانتباه خلال شهر رمضان . وقد غزت الشيشة الكثير من المقاهي و الأماكن العامة و الساحات التي يقصدها الساهرون حتى الساعات الأولى من الفجر على مستوى مدينة سطيف بدرجة كبيرة ، تليها المدن المجاورة لها ، مايؤكد السرعة الكبيرة لتغلغل هذه الظاهرة لمجرد التقليد الذي قد يصبح إدمانا . و هو ما يستدعي حسب بعض الأخصائيين إعلان حملة إعلامية للتحسيس بمخاطرها لتوقيف زحفها المستمر قبل أن تستفحل الظاهرة ، و تضاف للكثير من عاداتنا السيئة ، خاصة وان الأضرار الصحية الناجمة عن تدخين الشيشة مضاعفة المخاطر ، و أن الكمية أو الجرعة التي يستهلكها الشخص في ساعة آو أكثر بقليل تساوي 10 مرات علبة سجائر واحدة ، بالإضافة إلى خطر استعمال نفس أنبوب الاستنشاق من طرف العديد من الأشخاص في نفس اليوم إن لم تكن نفس اللحظة و الساعة ، لتبادل الأفواه عليها بين الجالسين أو المجموعة الواحدة ، و هذا رغم سعرها الذي بلغ في بعض الأماكن 200دج .أحد الأطباء المختصين قال للنصر بان تأثيراتها على الصحة اخطر بكثير من أمراض معروفة ، نظرا لكل ما هو معروف علميا من تنقل الأمراض عن طريق الفم ، و غيرها من الوسائل التي يتم لمسها بين أشخاص مصابين و آخرين أصحاء ، و التي لا تحتاج حسبه لذكاء كبير لمعرفة نتائجها و تأثيراتها بالمقارنة مع المستوى الثقافي و المعرفي الحالي للشباب الذي أصبح أكثر وعيا بمثل هذه الأمور الصحية التي يجب تفاديها ، خاصة إذا ما لم تكن هناك ضرورة قصوى لاستعمالها أو استهلاكها. و عبر أحد المواطنين عن استغرابه للظاهرة بقوله بأن الأمر غير عادي و لا يستغرب من امتدادها إلى النساء إن لم تسارع الأطراف المعنية بالتوعية لمحاربة الظاهرة و معاقبة التجار، و اعتبارها من السموم الضارة لأن التجار لا تهمهم صحة المستهلكين بقدر مايحققونه من أرباح ،خاصة في هذا الشهر الكريم .وقد أصبح سعر الشيشة يساوي أضعاف ثمنها الحقيقي نظرا للطلب المتزايد عليها خلال السهرات من طرف الشباب و حتى من أعمار أخرى أصبحت تستهويها عملية التدخين بالشيشة ، و منهم من أصبح يستعملها في المنزل بشكل عادي ، ما يضاعف مخاطرها على الأطفال الذين يجدونها أمامهم في أي لحظة ، بالإضافة إلى خطر الدخان على صحتهم .