"البرادعي" يبدأ تصوير "الأشقياء" بالأوراس كشف الممثل رشيد معامرية بأنه انطلق منذ حوالى أسبوعين في تصوير مسلسل "الأشقياء"الذي كتب السيناريو الخاص به منذ أكثر من ثلاث سنوات و وافق التليفزيون الجزائري على انتاجه منذ شهور، مشيرا إلى أن هذا المسلسل أسندت مهمة إخراجه إلى المخرج السوري هيثم الزرزوري الذي أحضر معه بعض التقنيين السوريين في حين تم اختيار ممثلين جزائريين لتقمص كافة شخصيات العمل المزمع بثه ضمن الشبكة البرامجية لرمضان 2013. الفنان الكوميدي الشهير ب"البرادعي"،اسم الشخصية الفكاهية التي أبدع في تقمصها في الثمانينات عبر سلسلة "عيسى سطوري" للمخرج علي عيساوي أوضح في اتصال بالنصر، بأن مسلسله الجديد "الأشقياء" الذي يدرج في إطار الأعمال المبرمجة للاحتفاء بخمسينية الاستقلال المجيد ، يتضمن 30 حلقة مدة كل حلقة حوالى 30 دقيقة و يتواصل حاليا تصويره بمنطقة الأوراس و يمكن أن يستغرق ذلك حوالى شهر و نصف، مشيرا إلى أن وتيرة العمل مع طاقم فني و تقني يقوده المخرج السوري هيثم الزرزوري سريعة و مكثفة . فهو يشرف على تجسيد بين 14 و 15 مشهدا في اليوم الواحد و هذا الرقم يعتبر - حسبه - قياسيا و لم تصل إليه كل الأعمال الفنية الجزائرية منذ الاستقلال حيث ينطلق التصوير في معظم الأحيان على الساعة السادسة و النصف أو السابعة صباحا إلى غاية السادسة أو السابعة بالرغم من برودة الطقس و رداءة الأحوال الجوية .و أثنى كثيرا على طريقة عمله الاحترافية في إدارة الممثلين و التحكم في التصوير و كافة تفاصيل العمل و وصفها ب"الممتازة". و شدد بأن رصيد هذا المخرج مليء بالبرامج و المسلسلات الناجحة في سوريا و مجموعة من البلدان العربية مثل الأردن و قطر و الكويت و الامارات العربية المتحدة. حيث بلغ عدد المسلسلات التليفزيونية العربية التي قام بإخراجها أكثر من 30 مسلسلا على غرار ثلاثية"آه يا زمن"و "حضارة العرب" بجزئيه و "قلوب حائرة". و قد أحضر معه في أول تعامل فني له مع التليفزيون الجزائري ثلاثة إطارات سورية متخصصة في المونتاج و إدارة التصوير و مساعدة المخرج في حين تم الاعتماد في تقمص شخصيات "الأشقياء"على ممثلين جزائريين بنسبة 100 بالمائة.و في مقدمتهم السيناريست"البرادعي" الذي يتقمص هذه المرة دور "بوهالي "عاشق متيم و مدير المسرح الجهوي لقسنطينة عبد الحميد رمضاني و فاطمة حليلو و جمال دكار و عنتر هلال و عتيقة بلزمة و زينب عراس و تينهينان و حمزة حمودي و يوسف مزياني و غيرهم. و أشار إلى أن مؤسسة التليفزيون الجزائري وفرت حوالى 90 بالمائة من المعدات و الأجهزة و الامكانيات اللازمة لتجسيد هذا العمل الجديد و تتكفل شركة لجين للإنتاج السمعي البصري بإنتاجه التنفيذي. و أضاف بأن المخرج هيثم الزرزوري انبهر بسحر المناظر الطبيعية بمنطقة الأوراس و بالكفاءات و المواهب الفنية الجزائرية و وعد بمنح فرص للممثلين الجزائريين لكي يشاركوا في عمليات "كاستينغ" كبيرة لانتقاء المناسبين منهم لأداء أدوار في مسلسلات سورية و عربية في المستقبل. و عن سؤالنا عن مدى التزام المخرج بنص السيناريو الذي كتبه،رد محدثنا بأنه أعجب كثيرا به و انصهر في أجوائه، مضفيا عليه بعض اللمسات التي تقربه أكثر من الأعمال السينمائية التاريخية و الثورية. و يسلط الضوء من خلاله و لأول مرة في تاريخ الأعمال الفنية الجزائرية على الفترة ما بين 1920 و 1954 من تاريخ الجزائر مع التركيز على الجوانب الاجتماعية و التراثية و نمط معيشة أبناء الأوراس و كذا عاداتهم و تقاليدهم بالاستناد إلى مراجع تاريخية و شهادات حية أدلى بها والده و بعض من عاشوا في تلك الحقبة البعيدة. ففي قالب فكاهي درامي و تراجيدي يسرد يوميات و انشغالات و هموم عائلات أوراسية تتشبث بأصالتها و عاداتها بالرغم من ضغوط المستعمر الفرنسي الغاصب ومحاصرتها بثالوث الفقر و الجهل و المرض. و تتعرض إلى تلك اللحظات الصعبة التي تمر بها عندما تفقد أبناءها الذين يرغمون على خوض حرب تحت لواء أعدائهم و أعداء وطنهم في إطار ما يسمى بالتجنيد الاجباري للشباب الجزائري في الجيش الفرنسي.كل هذه الجوانب تتم معالجتها من خلال قصة ربة بيت جزائرية أصيلة و شامخة و أبية تدعى "الوازنة"كانت تعيش حياة عادية تقليدية سرعان ما انقلبت رأسا على عقب عندما اكتشفت خيانة زوجها لها .لقد قررت أن تلغي حبه من قلبها و تكرس ما تبقى من حياتها للانتقام و رد الاعتبار .تنكرت في زي رجل ملثم و التحقت بجماعة من المتمردين في الجبل لكي يعلنوا معا الحرب على القهر و الظلم بكافة أشكاله. و عندما تأكدوا بأن "الفارس الملثم " يتميز بالقوة و الشجاعة إلى جانب المهارة في الحديث و نظم الشعر نصبوه قائدا عليهم . و هكذا ذاع صيت القائد "الوازنة"في المنطقة خاصة بعد تنظيم عمليات هجوم على المعمرين و إحراق ممتلكاتهم و الاستيلاء على أسلحتهم و أشار معامرية إلى أنه يتوقع نجاحا مدويا لهذا المسلسل و أن يكون في مستوى الثقة التي حصل عليها من التليفزيون الجزائري الذي اقترح عليه سيناريوهات أعمال أخرى لا تزال في طور الدراسة. إلهام.ط