تدخل الجيش في عين أمناس يبدد مخاوف الشركات النفطية العاملة بالجزائر أكد كارل هنريك سفانبرج رئيس مجلس إدارة شركة "بريتش بتروليوم" البريطانية التي كانت تشرف مع سوناطراك على إدارة مصنع الغاز في تيقنتورين بعين امناس، أن تدخل الجيش الجزائري على الجماعة الإرهابية التي استهدفت الموقع، يؤكد قوة الجزائر في التعامل مع الأحداث الأمنية، موضحا بأن الجزائر أكدت أن المنطقة "لن تتحول إلى افغانستان" جديدة رغم وجود أسلحة كثيرة في المنطقة وكل أنواع المقاتلين، وقال " هذا لن يحدث في الجزائر بالتأكيد إذ أن ردها كان واضحا للغاية". أبدت عديد الشركات النفطية ارتياحها للرد النوعي للجيش الجزائري على الهجوم الإرهابي الذي استهدف موقع إنتاج الغاز في "تيقنتورين" بعين امناس، وقد برز ذلك من خلال التصريحات التي أدلى بها كبار مسؤولي هذه الشركات خلال اجتماع ضم كبار الشركات النفطية، وأكدوا على قدرة الجزائر على حماية المواقع النفطية في الجنوب ما يقلل من التهديدات الأمنية على صناعة النفط في الجزائر، عكس دول أخرى في المنطقة قد لا تكون قادرة على مواجهة التهديدات المسلحة، أو الهجمات الالكترونية. وقد طغت التطورات الأمنية في الساحل، والاعتداء الذي تعرض له موقع إنتاج الغاز في عين امناس، على أشغال أكبر اجتماع سنوي لشركات الطاقة الذي عقد على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث توقع مسؤولون في شركات نفطية زيادة التكاليف الأمنية إلى مستويات مرتفعة للغاية بالرغم من أن قطاع الطاقة معتاد على العمل في أماكن خطرة إذ أن هذه الشركات تعمل على تعزيز دفاعاتها ضد هجمات المسلحين والهجمات الالكترونية على السواء. وأقر كارل هنريك سفانبرج رئيس مجلس إدارة "بريتش بتروليوم" التي تشارك في إدارة مصنع عين امناس، في تصريح لوكالة "رويترز" بوجود خطر في منطقة الصحراء الكبرى لكنه أشار إلى أن الجزائر ردت بقوة حين أرسلت قوات خاصة لإنهاء حصار المنشأة. وقال "من الواضح أنه في وجود أسلحة كثيرة في المنطقة وكل أنواع المقاتلين سيكون الأمر صعبا. يصعب التكهن بما إذا كانت ستصبح أفغانستان جديدة لكن هذا لن يحدث في الجزائر بالتأكيد إذ أن ردها كان واضحا للغاية". وكانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق أنها لن تنسحب من الجزائر على خلفية الهجوم الإرهابي، وتحدثت عن مراجعة الترتيبات الأمنية حول الحقول النفطية، بالتشاور مع السلطات الجزائرية. وتوقع المسؤولون المشاركون في الاجتماع، تباطؤ الاستثمار في بعض المشروعات الجديدة لا سيما في شمال إفريقيا، وقال أندريه كوزاييف رئيس العمليات الخارجية في "لوك أويل" الروسية صناعتنا ترتبط تقليديا بالمخاطر السياسية لكن أحداث الأسبوع الماضي ستؤدي إلى مراجعة كبيرة للإتفاق الأمني. وأضاف كوزاييف أن هذا سيعني حتما زيادة كبيرة في التكاليف. ويحجم المسؤولون في قطاع الطاقة عادة عن مناقشة ترتيباتهم الأمنية بالتفصيل. وقال كوزاييف الذي يتنقل بين عمليات شركته في عدة دول من بينها العراق ومصر وغانا أن الأمن يشكل عادة ما بين واحد بالمائة وثلاثة بالمائة من التكاليف الإجمالية للمشروع. وبالرغم من أن الأمن ليس بالضرورة عاملا حاسما في قرارات الاستثمار النهائية إلا أن التكاليف ترتفع بوتيرة متسارعة. وأشار كوزاييف إلى ما حدث في مصر حيث أطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011. وقال اضطررنا لإجلاء عاملين من مصر ثلاث مرات خلال الثورة. الشيء الأهم هنا هو أنك لا تستطيع التراخي ولو لثانية واحدة. ولا يحمل كل مهاجمي صناعة النفط بالضرورة أسلحة. فقد قالت السعودية في ديسمبر أنها تعرضت لهجوم الكتروني على 30 ألف كمبيوتر في أغسطس الماضي يهدف لوقف إنتاج النفط والغاز في أكبر مصدر للخام في العالم. وقال كريستوف دو مارجري الرئيس التنفيذي لشركة "توتال" الفرنسية "إذا لم توفر الحماية لأنظمة الكمبيوتر لن تستطيع فعل شيء". وأضاف "كذلك الحال إذا لم توفر الحماية لأبار النفط. علينا أن نبذل قصارى جهدنا حتى لا يهاجموا عالمنا".