الانطلاق قريبا في برنامج وطني كبير لإعادة تأهيل المدن الجزائرية الجديدة والقديمة كشف أمس وزير تهيئة العمران والبيئة والمدينة عمارة بن يونس بالطارف عن برنامج وطني ضخم سيشرع فيه قريبا من اجل إعادة تأهيل المدن الجزائرية القديمة منها والجديدة ومنها ولاية الطارف حيث ستكون البداية بالمدن الكبرى لولايات عنابة ،قسنطينة ،العاصمة و وهران بما فيها إعادة تأهيل المدينة القديمة بالقالة الساحلية . وقال الوزير أن استراتيجة وزارته تهدف إلى إعادة الاعتبار لحالة جل المدن القديمة التي يفوق عمرها أكثر من 30 سنة إلى جانب التكفل بمعالجة مشكلة البناءات الفوضوية التي تنامت خلال السنوات الفارطة بغية القضاء على المظاهر المخزية التي تشوه المدن الجزائرية من خلال إعطاء الصورة اللائقة للمدن القديمة والجديدة منها للارتقاء بها إلى مصاف المدن المتطورة بالدول الأخرى وتحسين الإطار الحياتي للمواطنين . من جهة أخرى أعلن ممثل الحكومة أن سنة 2013 ستكون سنة للتحسيس والتوعية للحفاظ على البيئة ونظافة المحيط والمدن حيث ستعطى يوم 13 فيفري المقبل من ولاية تمنراست إشارة انطلاق الحملة الوطنية التحسيسية للحفاظ على البيئة والمحيط بمشاركة كل الفاعلين وخاصة المواطنين وهذا و بالتنسيق مع الإذاعة الوطنية من اجل نشر ثقافة بيئية في الوسط الاجتماعي على تتبع العملية بتنظيف اكبر عدد من المدن وإعادة الاعتبار لها .وفي هذا السياق أردف الوزير عن تحمل الحكومة لمسؤولياتها لتنظيف المدن وإعطاءها الصورة اللائقة بها وهو ما يتجلى في مواصلة حملة تنظيف المحيط في ظل عزم إدارته الوزارية والحكومة خاصة التكفل بهذا الملف لتخليص المدن من الأوساخ والنفايات التي غرقت فيها خلال السنوات الأخيرة ناهيك عن إعادة الاعتبار للبناءات القديمة والفوضوية هذه أوضح بشأنها الوزير بأنها تبقى بحاجة لقرارات سياسية شجاعة للتخلص منها. وذكر عمارة بن يونس عن قرار الحكومة بمنع انجاز البرامج السكنية الاجتماعية ما لم تكن مرفقة معها انجاز المرافق العمومية للتكفل باحتياجات المواطنين وتحسين إطارهم الحياتي والحد من معاناتهم مستقبلا . وبخصوص مراكز الردم التقني للنفايات أكد الوزير ضرورة إسناد عملية تسيير هذه المراكز باحترافية إلى مؤسسات أجنبية أو عن طريق الشراكة من اجل الاستفادة من تجربة الأجانب في تسيير هذه المنشات التي كلفت استثمارات ضخمة من الدولة للحفاظ على ديمومتها حيث يحصى حاليا 120 مركزا تقنيا لردم النفايات و 148 قمامة مراقبة ما بين البلديات على المستوى الوطني بحاجة لمؤسسات مختصة لتسييرها. كما حرص الوزير على أهمية تشجيع الشباب البطال لاستحداث مؤسسات مصغرة توكل لها عملية جمع وفرز النفايات الحضرية والصلبة كالورق البلاستيك الزجاج وحتى الأجهزة الكهرومنزلية المرمية وفق عقود مع شركات ومؤسسات المعالجة والتحويل والاسترجاع وهذا ما سيعود بالفائدة على هؤلاء البطالين وعلى البيئة . وخلال زيارته لولاية الطارف أبدى الوزير ارتياحه لمجهودات السلطات المحلية في الحفاظ على البيئة والمحيط بهذه الولاية ذات الخصوصيات البيئية والايكولوجية الفريدة من نوعها وطنيا وعالميا خاصة الحفاظ على الحظيرة الوطنية للقالة كما كانت للوزير فرصة معاينة عدة مشاريع تهدف الى الحفاظ على المحيط والبيئة وتحسين الإطار الحياتي للمواطنين من ذلك مشروع المركز التقني لردم النفايات بالذرعان الذي خصص له مبلغ 10 ملايير سنتيم والمتربع على مساحة 5هكتارات والذي من شانه تخليص 3 بلديات من الطرح العشوائي والفوضوي لنفاياتها المنزلية.