الجزائر (2) - كوت ديفوار (2) الخضر يفكون العقدة ويطمئنون الأنصار وفق الخضر مساء أمس في حفظ ماء الوجه، وتفادي الخروج برصيد خاو من النقاط، حيث حقق فغولي ورفاقه تعادلا بطعم الانتصار، بالنظر لوقع الإقصاء على معنوياتهم وحجم المنافس الايفواري الذي يعد المرشح الأبرز للتتويج باللقب القاري. ومن المكاسب التي حققتها كتيبة حليلوزيتش في آخر ظهور لها في بلد العم مانديلا، تجاوز العقم الهجومي وتسجيلها هدفين في مرمى الفيلة، ما أزاح ضغطا رهيبا ظل مفروضا على سوداني وسليماني وبقية أفراد الكتيبة، التي أكدت أمس أن اللعب الجميل صار سمة هذا المنتخب الذي يراهن عليه الجزائريون بداية من شهر مارس القادم، حيث يعد هذا الجيل بالكثير بالنظر لجمالية العروض التي قدمها، ولعبه في كل مرة أمام ثلاثي تحالف عليه (المنافسين و التحكيم وسوء الطالع ). الشوط الأول شهد سيطرة جزائرية على مجريات اللعب، حيث تحكم أشبال حليلوزيتش في الكرة واللعب في صورة طبق الأصل للمباراتين الأوليين، ما يؤكد بأن اللعب الجميل والبناء صار من سمات منتخبنا، مهما كانت الظروف والمعطيات وحجم المنافس، فأمس لعبت الفيلة بعديد نجومها في صورة ديديي دروغبا و كالو و رماريك، وبالمقابل لازم سوء الطالع منتخبنا الذي دخل رأسا في صلب الموضوع واستفاد من ضربة جزاء (د06) إثر عرقلة هلال سوداني، غير أن رياض بودبوز وعلى غير العادة أخفق في تجسيدها إلى هدف السبق، وأكد النحس الذي يلازم لاعبينا في بلد العم مانديلا منذ مونديال 2010، ورغم ذلك لم تتأثر كتيبة حليلوزيتش وواصلت نسوجها وصناعة اللعب، ما جعل المباراة بروفة حقيقية للناخب الوطني وأشباله على بعد أقل من شهرين على مباراة البنين لحساب تصفيات مونديال البرازيل، وما يؤكد ذلك حفاظ «الكوتش وحيد» على جل الركائز في مباراة أمس مع تفاديه كثرة التغييرات، وبعيدا عن الفرص التي صنعها بودبوز وسوداني وقديورة وضاعت جميعها، يمكن الجزم من اليوم أن تواجد مهاجم بصفات ومؤهلات بلفوضيل في الاستحقاقات القادمة، صار حتمية إن أردنا معالجة عقم الهجوم وتثمين طريقة اللعب التي لاقت إشادة واسعة من المتتبعين والاختصاصيين، على مدار مباريات الدور الأول. عقب الاستراحة تحررت الآلة الهجومية الجزائرية بدخول نجم الخضر وصانع ألعابهم سفيان فغولي، الذي أنعش القاطرة الأمامية ووضع منتخبنا في المقدمة عند الدقيقة 64 بعد لمس أرتير بوكا الكرة بيده داخل منطقة العمليات، وهي الضربة التي نفذها بإحكام فغولي مانحا منتخبنا أول تقدم وأول هدف منذ انطلاق النسخة التاسعة والعشرين، هدف حرر الرفاق وأسعد الأنصار الذين زادت قناعتهم بأن الحظ العاثر كان من أبرز أسباب خروجنا من الدورة، وبطرد النحس زادت رغبة وعزيمة لاعبينا فاسترجع مهدي مصطفى كرة في منطقة منتخبنا ومررها لفغولي الذي انطلق في الرواق الأيمن وبفتحة ميلميترية يضع الكرة فوق رأس سوداني الذي أسكنها بطريقة رائعة شباك الحارس الايفواري، وهو التقدم المريح الذي وخز شعور الايفواريين ودفعهم للرد بقوة، فاستدرك أرتير بوكا وقوعه في المحظور بصناعته هدفي التعادل، بداية بمنحه دروغبا كرة هوائية(د 77) أوعدها شباك مبولحي، مستغلا خطأ فادح من رفيق حليش، و تمريرة حاسمة تجاه ويلفريد بوني الذي عدل النتيجة بنيران صديقة، حيث حول مصباح مسار الكرة وخادع مبولحي الذي أرغم على التقاط الكرة مرتين من عمق شباكه. لكن بعيدا عن التعادل غير العادل بالنظر لفيزيونومية المباراة، يمكن القول بأن الخضر خسروا الرهان وكسبوا فريقا مستقبليا، ستكون له كلمة في الدورات والاستحقاقات المقبلة، بداية بتصفيات مونديال البرازيل بعد شهرين، حيث أن حجم اللعب المقدم على مدار اللقاءات الثلاثة يؤكد سلامة النهج وإمكانات دوليينا الذين كسبوا مزيدا من الخبرة والتجربة، من خلال مقارعتهم كبار القارة.