دروغبا و رونالدو في مواجهة من نوع خاص يدشن المنتخب الإيفواري موندياله على الأرض الإفريقية بمواجهة نارية أمام البرتغال، في أول مواجهة للمنتخبين في نهائيات كأس العالم ،والسؤال الأول الذي يطرح قبل ضربة الانطلاقة بملعب نيلسون مانديلا باين هو هل سيلعب النجم دروغبا ؟. مشاركة النجم الإيفواري تبقى معلقة إلى آخر ثانية كما صرح بذلك المدرب إيركسون، حتى وإن كان اللاعب قد عاد إلى أجواء التدريبات، غير أن دخوله في المباراة الأولى يبقى معلقا . منتخب الفيلة يراهن عليه العديد من التقنيين والمتتبعين لتحقيق قفزة نوعية في مونديال جنوب إفريقيا وبالتالي تمرير الإسفنجة عن نكسة الخروج في الدور الأول من النسخة السابقة، خاصة وأن التشكيلة قد اكتسبت الكثير من النضج منذ أول مشاركة لها، كما أن دروغبا ورفاقه الذين صقلت البطولات الأوروبية مواهبهم. سيدخلون المنافسة بزاد إضافي من الخبرة والتمرس، مما جعل الكثير من التقنيين يراهنون على بلوغهم أدوارا متقدمة في المونديال، بالرغم من أن القرعة لم ترحمهم وأوقعتهم في مجموعة الموت .وتعج التشكيلة الإيفوارية بنجوم عالميين، يتقدمهم ثنائي تشيلسي ديدييه دروغبا وسالومون كالو، كما يزخر الفريق بخط وسط من الطراز الرفيع، يتقدمه صمام أمان برشلونة يايا توريه ، وديديه زوكورا، صانع ألعاب أشبيلية، أما خط الدفاع فيعتبر الأبرز في إفريقيا، إذ يقوده ثنائي صلب مشكل من إيمانويل إيبويه وكولو توريه، المحترفين بانجلترا، فضلا عن أرتير بوكا المتألق في صفوف شتوتغارت.أسماء قادرة على رفع التحدي وشق طريقها بثبات حتى أمام منافسين من حجم البرازيل والبرتغال. التحدي لن يكون شعار اللاعبين فقط وإنما المدرب زفان غوران إيركسون كذلك الذي سيجد نفسه في مفترق الطرق. بعد 20سنة في عالم التدريب نجح السويدي في قيادة العديد من الأندية إلى المجد،غير أنه لم يترك بصمة واضحة على المستوى العالمي، و فشل مع المنتخبات التي أشرف عليها، وفرصة تدريب كوت ديفوار قد يعيد بعث مشواره.إيركسون الذي يشرف على المنتخب منذ عشرة أسابيع ينتهي عقده مع نهاية العرس العالمي، مما يجعل رهانه مزدوجا في هذه الدورة، قيادة الفيلة إلى أبعد نقطة ممكنة، و طرد النحس الذي يطارده. وقبل ذلك عليه تسيير الضغط الكبير الذي يحيط بالتشكيلة الإيفوارية. ومن الصدف الغريبة أن المدرب السويدي يدخل غمار المونديال أمام منافس بخر أحلامه في دورتي 2004 و2006 عندما كان مدربا للانجليز . من جهته منتخب البرتغال يطمح هو الآخر لبلوغ المباراة النهائية بعد توقف قاطرته في نصف نهائي مونديال ألمانيا. الطريق إلى جنوب إفريقيا لم يكن سهلا حيث اضطر رفقاء كريستيانو رونالدو خوض مباراة فاصلة للعبور إلى بلاد العم مانديلا ، وإذا كان أنصار الفيلة يتساءلون إن كان دروغبا سيخوض مباراة اليوم. فإن نظرائهم البرتغاليون يطرحون تساؤلا من نوع آخر وهو هل سيفك المونديال عقدة النجم رونالدو الصائم عن التهديف مع منتخب بلاده منذ عامين، وبالتحديد منذ آخر هدف سجله في المباراة الودية أمام فنلندا 2009 ، بحيث لم يحرز اللاعب ولا هدف في المباريات السبع التي خاضها البرتغال خلال التصفيات، في حين وقع 33 هدفا مع فريقه ريال مدريد على مدار 35مباراة. هذا الأمر لا يبدو أنه يقلق كريستيانو الذي قال: " الأهداف مثل "الكيتشاب" بمجرد أن تظهر تأتي جميعا. لست قلقا سأواصل العمل بنفس الطريقة والأهداف ستأتي بالتأكيد ". المنتخب البرتغالي بقيادة المدرب كارلوس كيروش يحوز على العديد من الأوراق الرابحة في صورة رونالدو و ديكو وسيماو وكرفاليو، في غياب ناني الذي حرمته الإصابة من المغامرة الإفريقية، ويأمل كيروش المنحدر من أصول موزمبيقية أن يتوج على أرض أجداده باللقب العالمي، وهو الذي يصفه البرتغاليون بمهندس الجيل الذهبي، حيث يطمح لتكرار ما فعله جيل لويس فيغو وروي كوستا عندما توج معهم بكأس العالم للناشئين عامي 89 و91.لقاء البرتغال وكوت ديفوار يحمل في طياته العديد من التحديات الفردية والجماعية مما يجعل الفرجة والمتعة حاضرتين بقوة، بين دروغبا و رونالدو المواجهة ستكون من البعد السابع.