الآفلان دون أمين عام لأول مرة في تاريخه المعارضة تنجح في تأجيل انتخاب أمين عام جديد إلى وقت لاحق اختتمت أمس أشغال الدورة السادسة للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني المنعقدة بفندق الرياض بالعاصمة بترك منصب الأمين العام شاغرا إلى غاية عقد دورة أخرى لاحقا لانتخاب خليفة لبلخادم ، على أن يسير أعضاء المكتب السياسي الحزب خلال الفترة الانتقالية، وسط خلاف واختلاف واضح بين أنصار بلخادم ومعارضيه. كانت الأمور داخل اللجنة المركزية للآفلان تسير نحو المزيد من الانسداد في اليوم الأخير من أشغال الدورة السادسة التي انطلقت أول أمس بفندق الرياض غرب العاصمة بسبب القبضة الحديدية بين أنصار الأمين العام المطاح به عبد العزيز بلخادم ومعارضيه حول كيفية تسيير المرحلة التي تلت عزله. لكن يبدو أن اوامر هبطت من فوق كما راج في أروقة فندق “الرياض" جعلت الطرفين يتفقان في نهاية المطاف على رفع الجلسة والإعلان عن اختتام الدورة بصفة رسمية مع الإبقاء على منصب الأمين العام شاغرا، و حسب ما راج في كواليس الدورة فقد لعب بعض الوزراء دورا محوريا في ذلك، وقيل أن احدهم نقل أوامر فوقية للجميع تقضي بضرورة الإعلان عن اختتام أشغال الدورة فورا وترك مسألة انتخاب أمين عام جديد إلى وقت لاحق. فبعد وجبة الغذاء طلب الوزير عمار تو من الجميع التوجه إلى قاعة الأشغال للإعلان عن اختتام الدورة ورفع الجلسة، وقيل أن توافقا حصل بين الجناحين على هذا الحل وقد تقرر إرجاء انتخاب الأمين العام الجديد إلى وقت لاحق. وهكذا بدأ أعضاء اللجنة المركزية من الجناحين في التوافد على قاعة الاجتماعات وفي حدود الثالثة والنصف صعد عضو المكتب السياسي الأكبر سنا عبد الرحمان بلعياط إلى المنصة رفقة اصغر الأعضاء سنا عبد القادر زحالي وكذا عضو المكتب السياسي عبد الحميد سي عفيف وعمار تو، لكن أنصار بلخادم احتجوا على صعود تو وطلبوا منه النزول وهو ما تم بالفعل ورغم ذلك صعد أحمد بومهدي أيضا إلى المنصة وهو يمثل المعارضة، وتناول بلعياط الكلمة ليقول “ طبقا للمادة التاسعة من النظام الداخلي للجنة المركزية سيتكفل أكبر وأصغر الأعضاء سنا في المكتب السياسي بتسيير الأشغال.. واختم هذه الدورة والعودة في دورة استثنائية"، وهذا في غياب بلخادم الذي كان قد مر في حدود منتصف النهار بالقاعة وقال أن ما يهمه هو أن لا يبقى الحزب في أزمة ودون أمين عام متمنيا أن تؤدي الممارسة الديمقراطية إلى انتخاب أمين عام جديد. وتقول المادة التاسعة التي استند إليها بلعياط وجماعة بلخادم" في حالة شغور منصب الأمين العام فإن اللجنة المركزية تجتمع وجوبا في دورة طارئة تحت إشراف أكبر وأصغر أعضاء المكتب السياسي سنا لانتخاب أمين عام خلفا له" إلا أن المعارضين قالوا أن بلخادم وأنصاره أساءوا تفسير هذه المادة. لكن بعد رفع الجلسة اختلفت التفاسير، فبلعياط أصرّ في تصريح هامشي على أن “أشغال" دورة اللجنة المركزية اختتمت وانتخاب أمين عام جديد سيكون في دورة طارئة لاحقا، لكن المنسق الوطني للحركة التقويمية عبد الكريم عبادة قال من جهته “ اختتمنا جلسة من جلسات الدورة السادسة لكنها تظل مفتوحة وسنواصلها في المستقبل" ودليله على ذلك أن جلسة الاختتام لم تعرف المراسيم الرسمية مثل السماع للنشيد الوطني وغير ذلك. وأضاف عبادة في هذا الصدد أن لجنة الترشيح التي نصبها أنصار بلخادم غير معترف بها ولن يعملوا معها، ولجنة الترشيح الحقيقية ستنصب عند مواصلة أشغال الدورة لاحقا، نافيا أن تكون الحركة التقويمية قد رشحت أي كان لمنصب الأمين العام وجزم أن بلخادم لن يعود ولن يترشح مرة أخرى. كما قال أحمد بومهدي أحد معارضي بلخادم داخل اللجنة المركزية من جانبه أن الحزب خلال الفترة الانتقالية هذه سيسيره المكتب السياسي، لكن الدورة المقبلة للجنة المركزية يسيرها المكتب المؤقت الذي شكل في اليوم الأول. وبين هذا الاختلاف في التفاسير بين الجناحين يبقى المهم أن المعارضة حققت هدفها بتأجيل انتخاب أمين عام جديد إلى وقت لاحق حتى يتسنى لها القيام بمزيد من المشاورات داخل الحزب ومع مؤسسات الدولة الأخرى، وبالمقابل لم يتمكن أنصار بلخادم من فرض منطقهم القاضي بانتخاب الأمين العام قبل نهاية عمر الدورة، لذلك تشبثوا بالشكليات خاصة عندما يصرون على أن الدورة اختتمت رسميا والدورة المقبلة ستكون طارئة. وقبل هذا كانت لجنة الترشيح التي أنشأها جناح بلخادم قد شرعت في العمل واستقبال الترشيحات، وقد وصل عدد المرشحين إلى أربعة، لكنها ظلت وحيدة لأن الجناح المعارض رفضها جملة وتفصيلا ولم يعين ممثليه فيها، وقاطع أشغال الدورة مباشرة بعد عزل الأمين العام منذ اليوم الأول وإلى غاية أمس بعد الاتفاق على رفع الجلسة وإعلان الاختتام. وهكذا وبعيدا عن التهم المتبادلة بين الإخوة الفرقاء داخل الحزب العتيد حول ما جرى بفندق الرياض طيلة ثلاثة أيام لم يتمكن الأمين العام السابق وأنصاره من فرض منطقهم على الجناح الآخر الذي نجح في تأجيل عملية انتخاب خليفة له إلى وقت لاحق، والمهم في كل هذا أن الآفلان اليوم بدون أمين عام وهي سابقة في تاريخه.