اختتمت اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني أشغالها ،أمس، دون تمكن بلخادم وأنصاره من انتخاب خليفة له، بالرغم من التحدي الذي أطلقوه، وسمته المعارضة محاولة عودة من النافذة، وأكثر من ذلك، فرضت منطقها بجعل المكتب السياسي لبلخادم يعلن دورة طارئة دون تحديد تاريخ معين، مثلما كانت تُطالب، بيد أن ذلك جرى وسط جدل كبير حول الإجراءات، إذ لم تُصادق اللجنة المركزية على هذا القرار ولم تُجرِ مراسيم الاختتام. شهد اليوم الثالث والأخير من دورة اللجنة المركزية فوضى كبيرة في الإجراءات التنظيمية، إذ حاول بلخادم منذ الساعات الصباحية، جعل العضوين الأكبر والأصغر سنا في مكتبه السياسي سابقا، على رأس تسيير الدورة لإتمام إجراءات انتخاب أمين عام جديد، باستعمال المادة التاسعة من النظام الداخلي للجنة المركزية الذي ينص على تولي العضوين تسيير ما تبقى من أشغال الدورة، في حالة شغور منصب الأمين العام، إلا أن المعارضة تفطنت لما وصفته “بالحيلة القانونية"، كاشفة على لسان العديد من أفرادها بأن بلخادم وأنصاره أوّلوا النص الصريح “لأن التولي في هذه الحالة يكون عندما تكون الدورة طارئة بينما نحن في دورة عادية". ما يعني أن جماعة بلخادم حجبت عن الاعلاميين في البيان الذي وزعته عليهم لإعلان مضمونه سالف الذكر، حجبت عبارة “الدورة الطارئة"، لتؤول الأمور بعدها لصالح المعارضة من جديد، بالرغم من أن هناك من أنصار بلخادم من قدموا ترشيحاتهم للجنة تتكون من محمود قمامة والصادق بوقطاية والطيب الهواري ومحمد الشريف ولد الحسين ولبيد محمد والسعيد لخضاري، وهم أعضاء اللجنة المركزية، موالين له. انقلاب الموازين بعد الغداء توارى بلخادم عن الأنظار فور فشله في الفترة الصباحية في جر خصومه إلى القاعة لتقديم مرشحيهم، لخلافته، وبقي خصومه مجتمعين ببهو فندق الرياض ومتمسكين بضرورة رفع الجلسة وإبقاء الدورة مفتوحة لمنح الوقت الكافي لأعضاء اللجنة المركزية للاستشارة والاستراحة من الضغط والجو المكهرب، بينما كانت تدور في مكان ما من فندق الرياض مفاوضات حول الصيغة النهائية التي ستختتم بها الأشغال، وما هي إلا ساعة واحدة بعد تناول الغداء حتى جاء فريق بلخادم يتقدمهم عبد الرحمان بلعياط الأكبر سنا وعبد القادر زحالي الأصغر سنا ليعلنا “اختتام الأشغال وتحديد دورة طارئة لاحقا لانتخاب الأمين العام" دون تدقيق في تاريخها. حجار: بلخادم لن يعود لأننا لا نعبث لم يكن اعلان اختتام أشغال الدورة عاديا، إذ لم يُصدر بيانا كالمعتاد ولم تصادق اللجنة المركزية على ما قاله عضوا المكتب السياسي، ولم تُجر مراسيم الاختتام المعهودة كذلك، ما يعطي الحق الكامل لبلخادم وأنصاره في التنكر والتراجع عما بدر منهم من اعلانات والتزامات، كونها غير مدونة في بيان رسمي للحزب، في حال لم تُشر المحضرة القضائية لذلك في محضرها، وهي المتهمة بأنها انحازت لبلخادم، أما بالنسبة لأعضاء اللجنة المركزية المعارضين، فقال عبد القادر حجار مثلا “إن اللجنة المركزية ليست عبثا ولا تنزع الثقة من أمين عام اليوم، لتعيده غدا فبلخادم لن يعود، ولقد طلبوا مني كثيرا كثيرا كثيرا الاستخلاف لكنني قلت لا لا لا، ثم أنني أحتاج لفترة من الراحة والتفكير قبل كل شيء". وقال الوزير الأسبق عبد الرشيد بوكرزازة “المعارضة انتصرت لجبهة التحرير الوطني الأصيلة أما عن المكتب والإجراءات فإن الظرف المتوتر هو الذي أملى علينا جميعا اللغط"، ويعتبر تو أن الأهم “كان قطع الطريق أمام عودة بلخادم وأما شكل القطع وكيفية إعلانه مجرد آليات"، واتفق الجميع على بقاء المكتب السياسي مسيرا للحزب إلى غاية الدورة الطارئة مثلما أفاد عبد القادر حجار، بينما اعتبر عمار تو “الحزب بين يدي الأكبر سنا “ في إشارة ضمنية لرفضه عبد القادر زحالي على الأقل على مستواه، لما ساد عن سمعته بين أعضاء اللجنة المركزية. بوحارة أقوى المرشحين لخلافة بلخادم يغيب عن الاختتام هذا، ولمع عبد الرزاق بوحارة بغيابه، أمس، عن يوم الاختتام بالرغم من التكبير الذي أعقب اعلان سقوط بلخادم ورفع يديه من طرف المناضلين لإعلانه خليفة جديدا. وبقيت الأسماء المرشحة لخلافة بلخادم مثلما تداولتها الصحافة إلا أنها تقلصت هذه المرة حسب الكواليس إلى أربعة فقط هم، عبد الرزاق بوحارة، عبد الكريم عبادة، عمار تو وعبد القادر حجار.