شركات وطنية تحذر من إغراق السوق المحلية بأجهزة طبية مقلدة حذرت شركات مختصة في مجال تسويق و تصنيع الأجهزة الطبية، من إغراق السوق المحلية بمنتجات طبية و صيدلانية مقلدة و مستوردة من الصين، تشكل خطرا حقيقيا على صحة الأطفال الرضع و المرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية. و على هامش الصالون الطبي الثالث “ميديكال إيست" حول الأدوية و التجهيزات الطبية المنظم أمس بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، أكد ل “النصر" مسؤولون في جناح شركة “ميديكا تاك" المختصة في استيراد و تسويق التجهيزات الطبية، أن الكثير من المؤسسات الناشطة في هذا المجال أصبحت تفضل الاستيراد عوض التصنيع المحلي، بسبب نقص المواد الأولية و قطع الغيار، في مقابل ذلك تلجأ أغلب المؤسسات الإستشفائية العمومية و الخاصة لاقتناء الأجهزة المستوردة من أوروبا عوض المصنعة محليا بحثا عن “النوعية".و حذر عدد من العارضين في حديثهم ل “النصر"، من انتشار أجهزة مقلدة في السوق لا تستجيب للمعايير العالمية مستوردة من الصين و كذلك من الهند، و من بين أخطر هذه التجهيزات السرير الطبي الخاص بالرضع “الخُدّج"، و الذي استوردت كميات كبيرة منه مغشوشة و غير مطابقة، ما أدى إلى تسجيل حروق بين العديد من الأطفال بسبب رداءة المنتوج، مضيفين بأن التقليد طال حتى المشارط المستعملة في العمليات الجراحية و أجهزة قياس و مراقبة ضربات القلب أثناء العمليات الجراحية، بما ينجم عنه تقديم معلومات خاطئة للطبيب الجراح، و يمكن أن تسبب في تعقيد حالة المريض، محملين القائمين على المؤسسات الاستشفائية المسؤولية لاختيارهم الأجهزة الأقل سعرا على حساب النوعية، مقابل تضاعف أعداد هذه الشركات في ظل غياب المهنية. و ذهب عارضون في شركات أخرى إلى أبعد من ذلك بالحديث عن مضادات حيوية مغشوشة تستعمل في التحاليل و تسببت في إظهار نتائج خاطئة، فضلا عن استعمال مخابر أنابيب و علب للتحليل غير مطابقة و مواد طبية استهلاكية مقلدة و منها حتى الضمادات، مرجعين ذلك إلى عدم استشارة مديري المؤسسات الإستشفائية للتقنيين المتخصصين قبل شراء أي منتج، خصوصا بعد أن ألغت الحكومة تعاقدها مع الشركة متعددة الجنسيات “فارتوس"، التي كان يوكل لها مهمة مراقبة مدى جودة و مطابقة هذه الأجهزة. يذكر أن هذا الصالون الدولي الذي يدوم لأربعة أيام، عرف مشاركة محتشمة باعتراف من المنظمين، بحيث لم تحضر سوى 20 مؤسسة منها ثلاث مؤسسات فقط للأدوية شركة أجنبية وحيدة هي “أونيتار" الفرنسية، و هو ما أرجعه البعض إلى توقع بدء اضطراب جوي بداية من اليوم. ياسمين بوالجدري /تصوير: الشريف قليب