رحب صانعو التجهيزات الاستشفائية والطبية بقرار وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس والقاضي بضرورة منح الأفضلية للمنتجات الجزائرية لتجهيز المستشفيات العمومية، مؤكدين أن ذلك سيحفزهم لبذل المزيد من الجهود من أجل تحقيق الجودة العالية وتطوير الإنتاج الجزائري لاقتحام السوق العالمية. وأوضح المشاركون في الصالون الدولي للتجهيزات الاستشفائية والطبية الذي يختتم اليوم فعالياته بقصر المعارض بالصنوبر البحري، أن التعليمة التي وجهها وزير القطاع إلى مدراء المستشفيات قبل يومين من شأنها أن تنهي معاناة العديد من المؤسسات التي توقف العديد منها عن الإنتاج ليتحول إلى مستورد فقط بسبب مشكل التسويق الذي تعرفه منذ سنوات. ومن بين المؤسسات التي توقفت عن الإنتاج بعد سنتين وتفرغت مجبرة للاستيراد مؤسسة ''اكسترادون'' الكائنة بقسنطينة والمتخصصة في تجهيز جراحي الأسنان التي أكد ممثلها أن الظروف الحالية لا تسمح باستئناف الإنتاج، مشيرا إلى العراقيل التي تحول دون ذلك والمتمثلة أساسا في العراقيل البيروقراطية وعدم وفرة العقار لإقامة وحدات الإنتاج، فضلا عن غياب المرافقة والتشجيع والتسهيلات الجبائية والقروض البنكية وغيرها. وأكد محدثنا أن هذا الواقع مازال قائما رغم التوجيهات التي أعطاها رئيس الجمهورية والتي أمر فيها بضرورة توفير جميع الإمكانيات والتحفيزات من أجل النهوض بالإنتاج المحلي في كل المجالات. نفس الانطباع سجل لدى ممثلة جناح مؤسسة ''بيولاتيكس الجزائر'' المختصة في توزيع وتسويق التجهيزات الخاصة بالجراحة في جميع التخصصات وعلى الخصوص جراحة العظام، حيث أكدت أن المؤسسة تكتفي بالاستيراد والتسويق رغم الرغبة الكبيرة لدى المشرفين عليها في التصنيع هنا في الجزائر، خاصة وأن الكفاءات والإرادة موجودتان. وترجع المتحدثة غياب الإنتاج الوطني في مجال التجهيزات الطبية والاستشفائية بهذا الشكل أمر غير مقبول وغير مبرر، خاصة وأن الجزائريين أثبتوا كفاءتهم في هذا المجال مثل المجالات الأخرى إلا أن الأمر يبقى صعبا لعدة اعتبارات. وعكس المؤسستين السالفتين، لم تتخل مؤسسة ''دروكو ميديك'' المتخصصة في صناعة واستيراد التجهيزات الطبية والجراحية، عن الإنتاج والتصنيع رغم الصعوبات، حيث أثبتت جدارتها من خلال صناعة عدد من الأجهزة الضرورية لغرف الجراحة من خزائن تقنية وأسرة وطاولات توليد وغرف تعقيم وجمع وغيرها ذات جودة تضاهي جودة التجهيزات الأجنبية، وتساءل مسؤول بهذه المؤسسة عن سبب عزوف المستشفيات العمومية عن اقتناء المنتجات المحلية رغم أنها تجهز بانتظام العيادات الخاصة ودون أي مشكل. وأوضح المتحدث - بالمناسبة - أن العارضين تلقوا تطمينات من وزير الصحة خلال إشرافه على افتتاح الصالون وعيله فهم يأملون في رؤية هذه الوعود تتجسد على أرض الواقع. من جهة أخرى، لم يتردد بعض العارضين في التأكيد على أنهم يسوقون منتجاتهم على أساس أنها مستوردة وهو ما سجلناه فعلا بالمعرض، حيث يقدم البعض التجهيزات للزوار على أنها مستوردة رغم صنعها بالجزائر وبأيد جزائرية وعندما استفسرنا الأمر أجاب ممثل إحدى المؤسسات بأنه مضطر لفعل ذلك كون الزبون الجزائري يتراجع عن الاقتناء عندما يعلم أن المنتوج من صنع محلي وذلك حتى لو أعجب به، وأضاف محدثنا أنه يعتمد هذه الاستراتيجية ليس ليغش الزبائن وإنما ليسوق منتوجه الذي يعلم أنه جيد وفي بعض الحالات أجود من المنتوج المستورد. للإشارة؛ فإن صالون التجهيزات الاستشفائية والطبية الدي افتتح في 4 أفريل الجاري سيختتم اليوم مسجلا مشاركة أزيد من 60 عارضا واستقبال أزيد من 10 آلاف زائر مهني من أطباء، جراحين، صيادلة، خبراء باحثين وجامعيين وتقنيين.