نقابة أرسلور ميطال تعتبر بيان الإدارة مجرد مناورة و تلوح بشل مركب الحجار لوحت نقابة مؤسسة أرسلور ميطال عنابة بدخول العمال في إضراب شامل و مفتوح، و شل مركب الحجار بجميع ورشاته و وحداته الإنتاجية في غضون الأيام القليلة القادمة، و ذلك بسبب ما وصفته بتعنت المديرية العامة للمؤسسة في الجلوس على طاولة المفاوضات و مناقشة لائحة المطالب المهنية و الإجتماعية للعمال، حيث أن المجلس النقابي سارع إلى عقد إجتماع موسع بحضور ممثلين عن لجنة المساهمة كرد فعل على البيان الذي وزعته الإدارة ظهيرة أول أمس الثلاثاء، و الذي أكدت فيه عدم تنازلها عن حصتها من الأسهم في مركب الحجار، واعتبرت النقابة بيان المديرية العامة مجرد مناورة لمغالطة العمال و تفادي عواقب الإضراب الشامل و المفتوح. و قد عمدت النقابة إلى برمجة جمعية عامة عمالية طارئة صبيحة اليوم أمام مقر المديرية العامة لمركب الحجار، تخصص لتوضيح الرؤية أكثر بالنسبة للعمال بخصوص الوضعية الراهنة للمؤسسة، و عدم مبادرة الشريك الأجنبي إلى عقد جلسة مفاوضات مع النقابة و لجنة المساهمة من أجل دراسة بعض المطالب التي لها علاقة مباشرة بوضعية العمال من الناحيتين المهنية و الإجتماعية، فضلا عن التأخر الكبير المسجل من طرف المديرية في تجسيد برنامج الإستثمار، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 500 مليون أورو، حيث ذهب الفرع النقابي في بيان رسمي أصدره على هامش إجتماعه أمس الأربعاء إلى المطالبة بالتعجيل في برمجة جلسة عمل مع الشريك الإجتماعي تخصص لتشريح الوضعية الراهنة للمؤسسة، و كذا توضيح الرؤية أكثر للعمال بخصوص مصيرهم و مستقبلهم، مع الإسراع في تطبيق المخطط الإستثماري المسطر، و بعث النشاط فعليا على مستوى وحدة الأنابيب الملحمة و غير الملحمة بمركب أرسلور ميطال، مع إدراج مطلب تأميم وحدة الأنابيب من طرف مجمع « سيدار « ضمن لائحة المطالب المطروحة، لضمان بقاء العمال ضمن كتلة مستخدمي مركب أرسلور ميطال، فضلا عن المطالبة بوضع مخطط للتوظيف يتماشى و برنامج الإستثمارات الذي تم تسطيره. و حسب بيان النقابة، الذي تحصلت النصر على نسخة منه، فإن الجمعية العامة المقررة صبيحة اليوم ستكون مناسبة للكشف عن الموقف الرسمي للكتلة العمالية للمركب إزاء الوضعية الراهنة، و بالتالي مطالبة المديرية بضرورة الإعلان عن موقفها من الشريك الإجتماعي، لأن عدم الإستجابة لطلبات برمجة جلسات عمل من أجل مناقشة بعض المطالب، و في مقدمتها إعتماد زيادة في الأجور، و وضع مسودة لمشروع الإتفاقية الجماعية، و هي أمور إعتبرها الفرع النقابي في بيانه مؤشرا أوليا على عدم رغبة الشريك الأجنبي في مواصلة إستثماراته في الجزائر، رغم أن المديرية كانت أول أمس الثلاثاء قد اصدرت بيانا رسميا اكدت فيه عدم تنازلها عن مركب الحجار. هذا و يبقى عمال أرسلور ميطال يعيشون حالة من الغليان و الاإستقرار، حيث إنتشرت في وسطهم أخبار عن إدراج بعض التعديلات في بنود عقد الشراكة، و ذلك بتقليص حصة أسهم الشريك الأجنبي في مركب الحجار إلى 49 بالمئة، بعدما كانت طيلة 13 سنة تعادل 30 بالمئة، مقابل 30 بالمئة لمؤسسة « سيدار « ممثل الطرف الجزائري في عقد الشراكة، و هو ما صعد من مخاوف النقابة و العمال على حد سواء على مصيرهم و مستقبلهم، رغم أن صراعات النقابة ألقت بظلالها على الوضعية الراهنة، و إنعكست بصورة مباشرة على يوميات العمال، على إعتبار أن جناح منادي اصبح ممثلا في الإتحاد المحلي للعمال الجزائريين بسيدي عمار، و هي الهيئة المخول لها قانونا تنظيم إنتخابات تجديد الفرع النقابي لمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة، لكن قطع أمام بعض الأعضاء المحسوبين على قوادرية فجر موجة من الصراعات الداخلية، سيما و أن الإتحاد المحلي شرع في إتخاذ التدابير المتعلقة بتنظيم العملية الإنتخابية، و الفرع النقابي الحالي ظل يطالب بضرورة تدخل المديرية . بالموازاة مع ذلك جددت المديرية في نشريتها الشهرية و التي تحوز « النصر « على نسخة منها، التأكيد على أن مجمع « أرسلور ميطال « لن يتراجع عن إستثماراته في الجزائر، و الزيارة الميدانية التي قادت وفدا يقوده كل من مدير قسم المنتجات الطويلة بالقارة الأوروبية أرنو بوبار لفارج و كذا فانسون لوغويك كانت بهدف معاينة وضعية الفرن العالي، من أجل إدراجه ضمن مخطط الإستثمار المسطر، كما تم تسطير جملة من الأهداف لسنة 2013، تتمحور اساسا حول ضرورة رفع القدرة الإنتاجية، و ذلك بالوصول إلى معدل مليون و 300 ألف طن من منتجات التبليد و 857 ألف طن من حديد الزهر الخام، إضافة إلى 88 ألفف طن من الفولاذ و 150 ألف طن من الأسلاك الحديدية.