إحتجت أمس عديد الجمعيات المحلية بورڤلة على إقصائها من لقاء محمد الصغير باباس رئيس المجلس الوطني الإقتصادي والإجتماعي والمشاركة في طرح إنشغالات الشارع المحلي، واعتبرت الجمعيات ذاتها حرمانها من الحضور وبقائها في الشارع لحدث كهذا إجحافا في حقها وتكريسا لما سمته سياسة تكميم الأفواه. * اللقاء الذي احتضنته قاعة الولاية ترافق مع احتجاجات عارمة شنها عشرات الشباب البطال بمدينة تقرت الذين أغلقوا الطريق العام، مشكلين دروعا بشرية مما تسبب في شلّ حركة المرور. انتفاضة شباب الجهة اعتبرها عارفون بالشأن المحلي بمثابة رسالة مشفرة لرئيس المجلس الإقتصادي والاجتماعي، مفادها أن الأمور لا تبعث على الارتياح تماما، أكد "باباس" في كلمة ألقاها خلال الملتقى الولائي للتشاور حول التنمية المحلية وتطلعات المواطنين، أنه مكلف شخصيا من طرف رئيس الجمهورية بوضع الأصبع على الجرح، في إشارة إلى التراكمات الحاصلة بالولاية التي ألهبت الشارع المحلي أكثر من مرة، ووصف ذات المسؤول هذا اللقاء بالهام لما يحمله من بعد إستراتيجي، كونه خلق فضاء مباشرا لسكان الجهة ومن يمثلهم، ورغم إقصاء من ظلوا خارج القاعة، إلا أن باباس ألح على وجوب مشاركة هؤلاء، كون القضية تتعلق بسماع الجميع دون استنثاء بعاصمة الواحات. "باباس" شدد على ضرورة الخروج بتوصيات وعدم الاكتفاء بالمطالبة فقط حتى تدمج هذه الاقتراحات في البرنامج الوطني للإصلاحات ومنه تنفيذها بعد تبنيها من طرف القاضي الأول في البلاد، هذا وقد صبت مجمل المداخلات متفرقة أغلبها مشتتة واستنساخ لنفس المطالب مما ضيع جوهرها ماعدا مداخلة الأستاذ سليمان حكوم التي لامست الواقع الحقيقي للسكان في الجنوب وحثت الدولة على ضرورة النهوض بالجانب التنموي للولاية كونها تتلقى آلاف المشاريع سنويا وبغلاف مالي ضخم، إلا أنها لا ترى النور في أرض الواقع، كما ركز ذات المتحدث على معضلة حجب الرؤية بين الإدارة والمواطن منذ نصف قرن، وهي من بين الصعوبات التي حالت دون تجسيد ميداني للمطالب السابقة أو ما يعرف بانتفاضة 2004، وعاد المتدخلون للحديث عن الشلل التام في كل شيء وعدم اختيار مسؤولين أكفاء على المستوى المحلي وإقصاء الإطارات من الترقية والتركيز على الملفات الكبرى بالولاية كالشغل الذي لازال يعد ملفا عالقا في نظر الحضور الذين أكدوا أن حصة الولاية من مناصب الشغل لهذه السنة توصف بالمتدنية مقارنة بغيرها من الولايات، وكذا أزمة السكن وانجازاتها ونقص الكهرباء التي أنهكت الجميع في السنوات المنقضية وتشعبت المداخلات في وضعية القطاعات الإستراتيجية بالولاية كقطاع الصحة الذي تكرر الحديث عنه ومشروع المستشفى الجامعي الذي لم يعرف بعد متى ستبدأ أشغاله مع وجوب الإرتقاء بالأداء الإداري في مثل هذه المرافق الهامة، أما قطاع التربية فقد تم وضعه على طاولة التشريح حتى أن بعض المؤسسات أصبحت عاجزة وأخرى ورشات مفتوحة للتلاميذ، في حين تطرق البعض للجانب الفلاحي مع الإصرار على ضرورة إستغلال منتوج التمور باعتباره ثروة وطنية، والنظر في وضعية الطرقات بالولاية التي تحصد سنويا آلاف الأرواح من بينها طريق ورقلة تقرت، بينما طالب آخرون بإنشاء مراكز للحماية المدنية في كل 100 كلم لتفادي تسجيل أرقام للخسائر البشرية، ناهيك عن المرافق الترفيهية بالولاية. يذكر أن المداخلات كانت ارتجالية وأخرى منظمة كمداخلة الصحفي محمد خميستي بن السايح الذي أسهب فيها كثيرا بخصوص واقع الصحافة والدفاع عن الزملاء بشراسة وعن الولاية الغنية الفقيرة. تبقى الإشارة توضيحا للبعض الذين انتقدوا أداء مهنة المتاعب ورجالاتها في هذا اللقاء والحديث عن المصداقية أنه لولا الصحافة المكتوبة لما عاد "باباس" من غرداية إلى ورقلة التي أقصيت في البداية.