فرنسا ستشارك في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية أكد السفير الفرنسي بالجزائر أندري باران مساء أمس أن فرنسا ستشارك في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سنة 2015 من خلال تنويع و تكثيف نشاطها الثقافي بالتعاون مع عدد من الهيئات و المؤسسات الثقافية المحلية و منها متحف سيرتا و ستعرض باريس مقتنيات بعض متاحفها في قسنطينة بالمناسبة. كما ستعمل فرنسا على زيادة التعاون في إطار توأمة قسنطينة و مدينة غرونوبل و تنشيط التبادلات بين المدينتين ، بعدما تم تسجيل بعض التراجع في هذا النشاط خلال الفترة الأخيرة حسب تقدير السفير باران. الدبلوماسي الفرنسي الذي كان يتحدث في ندوة صحفية بالمعهد الفرنسي بقسنطينة أعقبت اليوم الأول من زيارته للولاية قال أن لقاءاته مع المسؤولين كشفت الحاجة إلى مساعدة فرنسية في مشاريع ترميم و إعادة الاعتبار للتراث المعماري القديم في قسنطينة من البنايات الكولونيالية و التي تمثل قلب المدينة ، كما ستساهم فرنسا بخبرتها في تحسين وضعية مجرى وادي الرمال و هي تأمل أن لا يكون ثقل التاريخ المشترك بين البلدين عائقا في طريق بناء شراكة مفيدة و مربحة للطرفين. السفير باران قال من جانب آخر أنه التقى ممثلي كبريات الشركات الفرنسية العاملة في محيط قسنطينة الكبير و هي شركات مهمة تعمل في مشاريع بنية تحتية كبيرة و أنه لم يسمع شكاوى من طرف المتعاملين الفرنسيين و أن هؤلاء يرضيهم التعامل مع الجزائريين في مجالات مختلفة هدفها تحقيق عملية نقل التكنولوجيا و خلق الثروة و إيجاد فرص عمل جديدة للجزائريين. و قدر السفير أن مناخ الأعمال في الجزائر صارت فيه بعض الجوانب الإيجابية على الفرنسيين استغلالها و خاصة أنهم متعامل كبير و مهم خارج المحروقات. السفير باران قال أن التعاون بين باريس و الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب ليس جديدا و أنه يتعزز و يتطور و أن التبادل بين البلدين خاصة و أن للجزائر خبرة كبيرة و معترف بها في الميدان يسير بشكل جيد مع تطورات عمليات فرنسا العسكرية في مالي المجاورة، و قال أنه لا يرى أن فرنسا كان لديها خيار آخر بخلاف التدخل العسكري في مالي لمنع سقوط باماكو بيد المتشددين من عناصر تنظيم القاعدة، و ان دولا كثيرة كانت تقاسمها تلك النظرة و تؤيد تدخلها العسكري، و نفى السفير علمه ببعض تفاصيل مجريات العمليات العسكرية الفرنسية في شمال مالي و قال إنه لا يملك تأكيدات عن قتل فرنسا لقياديين في الجماعات الإرهابية في شمال مالي. مبرزا حث فرنسا للماليين على إيجاد حل سياسي سريع للمشاكل التي يعاني منها التوارق و قال أن فرنسا تدين كل عمليات التعسف و الانتقام التي يتعرض لها التوارق من طرف الجيش المالي و أنها تطلب من سلطات باماكو باستمرار التحقق من تلك الانتهاكات و معاقبة مرتكبيها. السفير الفرنسي قال ان العلاقات الجزائرية الفرنسية استعادت بعض الدفء بعد فترة من البرودة و أن ما يجمع البلدين من تاريخ و ماضي مشترك يجب ان يكون عاملا على تمتين التعاون بينهما و ان السفارة الفرنسية قامت بمنح 210 آلاف تأشيرة العام الماضي للجزائريين منها 35 بالمئة تأشيرات عبور و بعضها مدة صلاحيته أربع سنوات لتسهيل حركة الأشخاص بين البلدين ، و قال ان السفارة قامت بتجربة إخراج مركز معالجة طلبات التأشيرة في العاصمة و منحت المهمة لمتعامل متعاقد معها و قد سمحت العملية بتقليص نسبة الرفض إلى 15 بالمئة و سيتم تعميم التجربة بكل من وهران و عنابة خلال العام الجاري.