تتعرض يوميا آلاف النخيل بمختلف المناطق الغابية بولاية بسكرة إلى الموت والزوال النهائي جراء تفاقم أزمة مياه السقي خاصة بمنطقتي أولاد جلال وسيدي عقبة الأمر الذي دفع بمالكي النخيل إلى دق ناقوس الخطر خوفا من تعرض نخيلهم التي تعد مصدر رزق لآلاف العائلات بالمنطقة إضافة إلى كونها القاطرة الأمامية للاقتصاد المحلي . وفي هذا السياق ذكر بعضهم أن الانخفاض الكبير في منسوب مياه السدود التي تراجعت بشكل مخيف جرا قلة التساقطات المطرية خاصة على مستوى سد فم الخرزة بسيدي عقبة بعد أن وصلت نسبة التعبئة به أقل من 19 في المئة وانخفاض حجم التخزين إلى مادون 2.6 مليون م3 من أجمالي طاقة استيعابه المقدرة بحوالي47 مليون م3. التراجع المسجل جعل أزمة مياه السقي تتفاقم بشكل أثار قلق ومخاوف مالكي النخيل على مستوى مناطق سيدي عقبة وقريتي سريانة وقرطة ،خوفا من استمرار مرحلة الجفاف التي تشهدها المنطقة عموما والتي تسببت في تعطل عملية السقي إلى قرابة 08 أشهر كان آخرها شهر جويلية الماضي ما جعل عملية الإنتاج الأولية تعرفتراجعا كبيرا مقارنة بالسنوات الفارطة ما قد يهدد إنتاج التمور الموسم القادم . وحسب مسير تعاونية المياه فإن السد لا يستحوذ على الكمية المطالب باستغلالها وفقا للاحتياجات ورغم وجود بدائل مائية أخرى تتمثل في 14 منقبا إلا أنها غير كافية مقارنة بحجم المعضلة ، من جهة أخرى ساهم التوسع الكبير في المحيطات الفلاحية المخصصة لزراعة النخيل بطريقة عشوائية دون الاعتماد على دراسة تقنية واقتصادية في تفاقم ندرة المياه خلال السنوات الأخيرة وتقليص عملية السقي من معدل 06مرات خلال الموسم الفلاحي إلى مرتين مقابل ما يقارب من350 ألف نخلة وغراسة سنوية تقدر بحوالي 7000 جبارة ( نخلة صغيرة) خاصة بمحيطات الاستصلاح ومنطقتي علب شرماط والتجديد ومع استمرار الأزمة فإن ثروة النخيل مهددة بالموت خاصة بالواحات القديمة التي تسجل يوميا موت ما يزيد عن 100 نخلة حسب تأكيدات بعض الفلاحين والعدد مرشح للارتفاع في الأيام القادمة اثر الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة والحاجة الملحة لمياه السقي.