سلال في زيارة عمل و تفقد لوهران اليوم يقوم الوزير الأول عبد المالك سلال،اليوم الخميس، بزيارة عمل و تفقد لوهران و التي تعد السادسة في الخرجات الميدانية التي بدأها الوزير الأول منذ تسلمه لمهامه في سبتمبر المنصرم.والثانية لوهران بعد تلك التي كانت الأسبوع الماضي والتي اقتصرت على حضور اللقاء النهائي للبطولة الإفريقية لأقل من 20 سنة والتي جرت فعالياتها بكل من هران وعين تيموشنت. وينتظر أن يتفقد سلال خلال هذه الزيارة عدة مشاريع، معظمها انطلق مع نهاية 2011.وتهدف هذه المشاريع إلى تطوير الولاية وجعلها مدينة متعددة الأقطاب و ذات بعد متوسطي.كما ستكون الاستثمارات الكبرى التي باشرتها الولاية مؤخرا من بين المحطات الهامة التي ستستوقف الوزير الأول في مساره الذي يتضمن عددا من المحطات ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية. مشروع مصنع "رونو" لإنتاج 25 ألف سيارة سنويا في مرحلة أولى و يشكل مشروع مصنع "رونو" بوهران محطة هامة في زيارة الوزير الأول، حيث ينتظر أن يقف الوفد الوزاري على أرضية المشروع والتحضيرات الجارية لبداية الإنجاز وتجسيد أول مصنع للسيارات بالجزائر. يذكر أن مشروع مصنع "رونو" بوهران جاء بعد مفاوضات متعددة بين الطرفين الجزائري والفرنسي توجت بتوقيع عقد المساهمين في ديسمبر 2012 لتبدأ مباشرة بعدها مرحلة التجسيد الفعلي للمشروع،وكانت أول خطوة هي تأسيس الشركة المختلطة " رونو- الجزائر- إنتاج" في جانفي المنصرم. و ستنطلق مرحلة الإنجاز في سبتمبر القادم بمنطقة وادي تليلات جنوب شرق ولاية وهران،على أن تدوم 14 شهرا،حسب ما أكده جون كريستوف كوغلر رئيس لجنة الإدارة للمنطقة الأورومتوسطية لهذه المؤسسة لصناعة السيارات،مؤخرا في ندوة صحفية عقدها بوهران وأعلن خلالها أن أول سيارة ستخرج من هذا المصنع ستكون في غضون 2014 وستكون من طراز "سيمبول". كما ستبدأ وتيرة الإنتاج ب 25 ألف سيارة سنويا على أن يرتفع الانتاج إلى 75 ألف سيارة سنويا مثلما تم الاتفاق عليه مسبقا،قبل أن يتم بلوغ 150 ألف سيارة سنويا، جزء منها يوجه للتصدير،وسيسمح المصنع بتحقيق نسبة اندماج وطني تتراوح ما بين 20 و25 بالمائة كمرحلة أولية فيما ينتظر أن تصل إلى 60 بالمائة مستقبلا،وسيشمل هذا الاندماج عدة مكونات للسيارات . ويتربع المشروع على مساحة 15 هكتار،وسيمكن من فتح حوالي 350 منصب شغل،وقد قال وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة،شريف رحماني خلال زيارته الأسبوع الماضي لفرنسا أنه يرتقب إنجاز مركز للتكوين المهني للمهن المتعلقة بلوازم السيارات ومكوناتها ليستجيب لمتطلبات المصنع وحتى مشاريع الاستثمار الأخرى الممكن إقامتها مستقبلا. كما سيتم إنشاء ميناء جاف بجوار المصنع مما سيسهل الإجراءات الجمركية والتسليم في أحسن الآجال للتجهيزات، مع توقع أيضا ضمان النقل عن طريق السكة الحديدية انطلاقا من ميناء وهران. وبوادي تليلات أيضا، ينتظر أن يقدم الوزير الأول توضيحات بشأن مشروع رئيس الجمهورية بتحويل المياه المستعملة المعالجة لسقي 2500 هكتار من سهل الملاتة،وهو المشروع الذي لم يتجسد لحد الآن لأسباب غير معلومة،وهذا بالتوازي مع مشروع إنجاز المنطقة الصناعية الجديدة على جزء من أراضي الملاتة،التي ستكون بمقاييس دولية في إطار سياسة الدولة الرامية لتحويل المناطق الصناعية القديمة وإعادة تهيئتها وتغيير طريقة تسييرها. كما سيكون للوفد الوزاري وقفة أيضا على مشروع إنجاز المدينةالجديدة التي أعلن بخصوصها وزير البيئة مؤخرا أن إنجازها سينطلق قريبا،والتي تتربع على مساحة 4 آلاف هكتار والتي ستكون أكبر مشروع تحديثي للولاية. ثاني ترامواي بالجزائر سيدخل الخدمة في الفاتح من ماي برنامج زيارة الوزير الأول يشمل أيضا ترامواي وهران الذي يوفر 750 منصب شغل في الشطر الأول الممتد على مسافة 18 كم انطلاقا من المحطة الرئيسية بمنطقة سيدي معروف،في انتظار التوسيع الذي سيوصل المشروع لغاية مطار أحمد بن بلة و حي الحاسي جنوب غرب الولاية و كذا جامعة بلقايد شرق الولاية لتصل المسافة الكلية عند انتهاء المشروع على مسافة 48كم . ترامواي وهران الذي بدأ مشروعه سنة 2008 وانتهت أشغاله في 2012 بعد تأخر لحوالي سنة،دخل منذ بداية السنة الجارية في مرحلة التشغيل غير التجاري على طول الشطر الأول،وسيبدأ التشغيل التجاري الرسمي في الفاتح من ماي المقبل،حيث سيستفيد منه 90 ألف راكب يوميا على متن 30 عربة وعلى مستوى 32 محطة و4 أقطاب وهذا بسرعة 20 كم في الساعة مما يجعل الرحلة الواحدة تستغرق 47 دقيقة. ولضمان الأمن أكثر لركاب الترامواي، تم تركيب 150 كاميرا للمراقبة،ووسائل إتصالية تسمح للسائقين بإبلاغ المراقبين في أي وقت. سيدي الهواري معلم أثري يلبس حلة العصرنة و سيزور سلال كذلك الحي العتيق لسيدي الهواري كونه يعتبر المنطقة الأولى التي بنيت فيها وهران المعاصرة على يد سيدي الهواري الذي حررها من الإسبان. ويضم هذا الحي معالم أثرية متعددة أغلبها تآكل وأصبح هشا ومهددا بالإنهيار. وقد برمجت عدة مشاريع لإعادة الاعتبار لهذا الحي الأثري من خلال مزاوجة التاريخ الأثري بالحاضر العصري ليطل على المتوسط بنفس تألق المدن المتوسطية كإسطنبول و بيروت وصوفيا العاصمة البلغارية وهي المدن إلى جانب حي سيدي الهواري، شملها مخطط "أرشيماد" وهو برنامج التكفل التقني للمدن المتوسطية القديمة. ويتربع حي سيدي الهواري على مساحة 78 هكتارا وحسب دراسة أعدتها مصالح الولاية فقد تم إحصاء107 مواقع بذات الحي مشغولة بنشاطات لا تتلاءم والطبيعة الثراتية للحي،بينما 5 آلاف مسكن يقطنه 30 ألف نسمة ومعظم السكنات اهترأت ومهددة بالانهيار رغم ترحيل العديد من العائلات التي انهارت مبانيها في وقت مضى. وإلى جانب برنامج "أرشيماد"، برمجت الولاية مخططات لتحديث وعصرنة الحي منها تهيئة الحديقة الخضراء الواقعة بموقع "سكاليرا" ومد وتوسيع الحزام الأخضر الذي سيكون متنفسا إيكولوجيا للوهرانيين. ويتواصل حاليا ترميم مسجد الإمام الهواري الذي يعود تاريخ إنجازه للقرن الثامن عشر الميلادي من طرف محمد بن عثمان الكبير وصنف كمعلم أثري سنة 1967. كما يشمل برنامج التحديث أيضا تثمين عدد من المواقع الأثرية وتأهيلها من خلال عمليات الترميم والتهيئة خاصة تلك المتواجدة بالأماكن العتيقة بسيدي الهواري، إضافة إلى القضاء على السكنات غير اللائقة وإنشاء تجمعات سكنية بأنماط عصرية تستجيب للمعايير المتوسطية وسيتم في نفس الاطار إنجاز برج للاتصالات السلكية واللاسلكية طوله يزيد عن 300 متر بجبل مرجاجو بأعالي حي سيدي الهواري، لتدعيم قدرات البث الاذاعي والتلفزي والتدفق العالي والسريع للأنترنت. وضع حجر الأساس لعدة مشاريع سكنية سيحظى قطاع السكن بوهران بوقفة ميدانية للوزير الأول والوفد المرافق له،حيث ينتظر أن يتم وضع الحجر الأساس لعدة مشاريع في إطار برنامج الولاية المتضمن 38 ألف سكن في مختلف الصيغ، موزعة ما بين 10 آلاف وحدة سكنية من صيغة البيع بالإيجار لوكالة "عدل" و15 ألف سكن موجهة للقضاء على السكن الهش بالولاية، والذي بدأ منذ حوالي سنتين بإعادة إسكان عشرات العائلات كانت تلجأ للخيم التي كانت منصوبة في مختلف شوارع الأحياء القديمة مثل الحمري ومديوني والمدينةالجديدة وغيرها من الأحياء التي احتج سكانها المتضررون وتمت تسوية أوضاعهم بالتدريج،بينما يتم حاليا بوهران إعادة ترميم العمارات الهشة بالشراكة مع شركات إسبانية وإيطالية.فيما خصت الصيغة الجديدة للسكن الترقوي المدعم ب 13 ألف وحدة سكنية،حسب ما علم من مصادر مقربة أفادت أيضا بوجود مشاريع سكنية أخرى هي قيد الإنجاز وممكن أن تشكل إحدى محطات الوزير الأول منها 11400 وحدة سكنية اجتماعية. من جانب آخر،أوضحت بعض المصادر أن مسار الوزير الأول سيشمل أيضا وقفة ميدانية عند محطة تحلية مياه البحر بمنطقة مرسى الحجاج والتي دخلت حيز الخدمة منذ 2008 وهو أكبر مشروع لفك الخناق عن وهران بفضل البرنامج الخماسي الثاني لرئيس الجمهورية،وكان تحديا كبيرا للسلطات.بينما أصبح مؤخرا يطرح مشكل الأملاح المستخرجة من المياه بعد التحلية،وهي الأملاح التي ترمى في قاع البحر في خنادق منجزة ومدروسة،بينما دق المدافعون على البيئة ناقوس الخطر لأخطار تلك الأملاح على البيئة بالمنطقة. كما سيكون للوفد الوزاري،وقفة عند مشروع قصر المؤتمرات الجديد الذي أعيد بعثه من جديد قبل أشهر، وكان هذا المشروع الذي عمره حوالي 10 سنوات، قد توقفت أشغاله لمدة 7 سنوات بسبب اختلاف في الرؤى حول جعله قصرا للمؤتمرات أو تحويله لمركز ثقافي كبير .و قد أعيد بعث المشروع ليكون قصرا للمؤتمرات بما يسمح لوهران باستقبال وفودها واحتضان ملتقياتها ومؤتمراتها.