الطفل رياض تامرسيت ذهب ضحية انفجار لغم استعماري عادت أول أمس الذاكرة الجماعية لسكان مدينة زريبة الوادي الواقعة بالجهة الشرقية لولاية بسكرة لتعانق ذكرى أحد أبنائها من ضحايا الألغام المضادة للأفراد التي زرعها المستعمر الفرنسي أثناء تواجده بالمنطقة ، وهو الطفل رياض تامرسيت الذي توفي قبل سنتين اثر انفجار لغم استعماري. وجاءت مبادرة إحياء ذكرى وفاة الضحية رياض تامرسيت من قبل الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام التي تنقل رئيسها محمد جوادي رفقة الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين وجمع من المشاركين في التظاهرة التاريخية والرياضية التي أقيمت صبيحة السبت الماضي علي مستوي دار الشباب لوصيف السعيد بزريبة الوادي. وبعين المكان التقوا بالسلطات المحلية يتقدمها كل من رئيسي دائرة وبلدية زريبة الوادي وممثلين عن الأسرة الثورية بالمنطقة ومجموعة أطفال ينتسبون لعدة فرق رياضية شاركوا في إحياء هذه الذكرى عن طريق برمجة دورة مصغرة في كرة القدم بين أطفال في مثل سن الضحية رياض. والجدير بالذكر أن الفقيد رياض تامرسيت ولد بتاريخ 29 أفريل 2001 ببلدية كيمل سيدي علي بولاية باتنة التي تعد موطن أهله في فصلي الربيع والصيف لأنهم يمتهنون تربية المواشي وشاءت الأقدار أن تتوقف مسيرة حياته عند حدود 10 سنوات إلا يوم واحد. حيث كانت وفاته بتاريخ 28 أفريل 2011 بالقرب من المدرسة الابتدائية التي يدرس بها والمتواجدة ببلدية زريبة الوادي بولاية بسكرة التي تنتقل عائلته للعيش بها خلال فصلي الخريف والشتاء. وكان السبب المباشر في وفاة رياض هو انفجار قنبلة قديمة من مخلفات الإستعمار الفرنسي التي تركها في موقع ثكنة عسكرية.حسب عمار تامرسيت أخ الضحية، الذي قادنا للمكان الذي توفي به الطفل المرحوم رياض، فإن هذا الأخير كان يومها يلعب رفقة زملائه في الصف الخامس ابتدائي بعد مغادرتهم لمقاعد الدراسة في ابتدائية خضراوي الطاهر بن محمد،غير البعيد عن موقع الحادث وعثر وقتها علي القنبلة القديمة التي لم يتعرف عليها، مما جعله يستخدمها كلعبة وبعفوية الأطفال صوب رياض القنبلة باتجاه حائط متوسطة الحي الجديد المجاورة لمدرسته، فانفجرت وأردته قتيلا بعين المكان. كانت وفاة الطفل رياض أسوأ صدمة تتعرض لها عائلته الصغيرة ووطنه الجزائر بالنظر لحداثة سنه من جهة وبالنظر لسببها المباشر من جهة ثانية.حيث لم تكن وفاة رياض وفاة طبيعية بل أضيف اسم الضحية رياض إلى قائمة ضحايا الاستعمار الفرنسي الذي غادر البلاد قبل 50 خمسين سنة إلا أن الجزائر الجريحة بفقدان الآلاف من فلذات كبدها بقيت من بعده تُحصي ضحاياه الواحد تلو الآخر. التظاهرة التي نظمت أيضا من أجل التحسيس بمخاطر الألغام والتعريف ببشاعة الاستعمار عرفت تكريم عائلة الضحية رياض تامرسيت.كما شهدت تقدم أطفال من الكشافة وهم حاملين للراية الوطنية لوفد الرسميين في مسيرة رمزية من دار الشباب، باتجاه مكان وقوع انفجار اللغم ووفاة الضحية أين تم غرس شجرة ، تجسيدا لشعار الجمعية الوطنية لضحايا الألغام "معا من أجل نزع لغم وغرس شجرة". يذكر أن عدد ضحايا الألغام التي تركها المستعمر بإقليم بلدية زريبة الوادي قد بلغ ،حسب رئيس البلدية، 5 ضحايا منذ الاستقلال وما لا يقل عن 200 ضحية عبر إقليم الزيبان الشرقية. ممّا يدل على فظاعة الاستعمار الذي رحل وبقيت ألغامه المزروعة في تراب الجزائر تشكل حربا غير معلنة، لا تزال لحد اليوم تقتل المزيد من أبناء الوطن.