ناصرت الخضر وهم المرشحون لتصدر المجموعة لكننا نراهن على مفاجأة أبدى قائد منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى لينيانزي روماريك الكثير من التفاؤل بخصوص قدرته و زملائه على صنع ملحمة كروية في بلدهم، و إقتطاع تأشيرة التأهل إلى النهائيات القارية لأول مرة في التاريخ، لكنه إعتبر اللقاء القادم ضد الجزائر بمثابة الموعد التاريخي، لأن هذه المواجهة ستحدد مدى جاهزية هذا المنتخب للخروج إلى دائرة الأضواء، و قد إعترف روماريك بصعوبة المهمة، و أكد بأن " الخضر " هم المرشح الأول للتأهل إلى النهائيات الإفريقية و الفوز عليهم يعني الحلم بالذهاب إلى الغابون و غينيا الإستوائية، و حتى ميلاد حلم آخر بالتشبث ببصيص من الأمل في تجسيد " الحلم المعجزة "و المشاركة في مونديال البرازيل، و هو ما كشف عن لاعب نادي أف سي بيلامي الغابوني في حوار أجرته معه " النصر " على هامش تربص عين دراهم بتونس: في البداية، ما تقييمكم للتربص المغلق الذي أجريتموه بمنطقة عين دراهم قبل ثلاثة أسابيع من موعد مواجهة الجزائر ؟ هذا التربص ما هو في حقيقة الأمر سوى محطة إعدادية تحسبا لمنافسة كأس " سيماك " التي سنخوضها بعد أسبوع في جمهورية الكونغو برازافيل، لأن هذه المنافسة تبقى لها شعبية كبيرة بالنسبة لجمهورنا، خاصة بعدما نجحنا في التتويج بلقبها لأول مرة السنة الماضية، و هو اللقب الذي سنتنقل إلى برازافيل للدفاع عنه، رغم وجود منتخبات قوية كالكاميرون و الغابون في نفس المجموعة إلى جانبنا، و عليه فإنني أؤكد بأن هذا المعسكر جعلنا على أهبة الإستعداد لخوض هذه المنافسة الإقليمية، و التفكير في مباراة الجزائر سيبدأ مباشرة بعد التفرغ من رحلة الدفاع عن لقبنا الوحيد. لكنكم واجهتم فريق مولودية قسنطينة في مقابلة ودية، ألم يكن ذلك من أجل السعي لأخذ نظرة و لو سطحية عن طريقة لعب الجزائريين ؟ المقابلة الودية ضد مولودية قسنطينة لا علاقة لها إطلاقا باللقاء المرتقب أمام المنتخب الجزائري في العاشر أكتوبر القادم، لأن الوضع يختلف و لا مجال للمقارنة بين ناد من الدرجة الثانية و منتخب قومي، وبرمجة هذه المواجهة الودية كان من أجل ختم التربص بإختبار ميداني، مهما كان الخصم، و هذا للوقوف على مدى تجاوبنا مع حجم العمل الذي قمنا به طيلة فترة التربص، و هنا أود أن أوضح شيئا مهما إذا سمحتم بذلك .. تفضل .. ما هو ؟ لا أظن أنكم ستصدقونني إذا قلت لكم بأنني كنت من مناصري المنتخب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا، لأنني أعجبت بمنتخبكم منذ مباراته الفاصلة ضد مصر بالسودان، و متابعتي لجميع مقابلاته في " كان أنغولا " ثم في نهائيات كأس العالم سمحت لي بالوقوف على الفرديات العالية التي يمتلكها لاعبون محترفون في خيرة الدوريات الأوروبية، خاصة زياني و مغني، لأنني ألعب في خط وسط الميدان، و أتعلق بلاعبين من أصحاب الفنيات و الفرديات، و عليه فإنني أؤكد لكم بأن لدينا نظرة شاملة عن منافسنا القادم في التصفيات،لأن الجزائر منتخب " مونديالي " و لم يعد بحاجة إلى تعريف أو معاينة. و ماذا عن تحضيراتكم للمقابلة الحاسمة التي ستنتظركم ضد هذا المنتخب ؟ الأكيد أن مهمتنا لن تكون سهلة، لكن التعادل الثمين الذي عدنا به من المغرب جعل جمهورنا يأمل في قدرتنا على تحقيق حلم التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لأول مرة في تاريخنا، و نحن مصرون على بذل قصارى الجهود من أجل إحراز الفوز و تدعيم حظوظنا في بلوغ النهائيات القارية، و المنتخب الجزائري يبقى أبرز خصم في المجموعة، و إجتيازه بسلام يعطينا المزيد من الثقة في النفس و الإمكانيات، و نحن نراهن على سلاح الإرادة و الرغبة الجامحة في الإنتصار، لأن الجميع يدرك بأننا لسنا في مستوى المنافس، لكننا لا بد أن ندافع عن حظوظنا، كما فعلنا قبل أسبوعين في المغرب، خاصة و أننا سنكون مدعمين بالآلاف من جماهيرنا. نلمس في كلامكم الكثير من التفاؤل، رغم الإعتراف بقوة المنتخب الجزائري. فما السر في ذلك ؟ التفاؤل سر النجاح في أية مهمة، و كان مفتاح التعادل الذي أحرزناه بالرباط، لأننا و عند مغادرتنا بانغي كان الجميع في إفريقيا الوسطى قد تنبأ بتلقينا هزيمة ثقيلة أمام المغرب، غير أن الأمور الميدانية سارت في إتجاه معاكس، و قدمنا مقابلة في المستوى، بفضل النصائح التي قدمها لنا المدرب أكورسي، و بعد نهاية المقابلة بالتعادل لم نصدق بأننا تمكننا من العودة إلى الديار بنقطة تاريخية، و هي نفس الإرادة التي سنواجه بها المنتخب الجزائري، رغم أننا سنلعب في بانغي، و سنكون مطالبين بالخروج من الدفاع، و المبادرة إلى صنع اللعب، مما سيغير حتما من طريقة لعبنا مقارنة بما شاهدتموه في الرباط، كما أننا قد نجد صعوبة في إختراق الدفاع الجزائري، لأن خط وسط الميدان يبقى نقطة قوة منتخبكم. و كيف ترى حسابات التأهل بعد إفرازات الجولة الأولى من التصفيات في المجموعة الرابعة ؟ ما هو مؤكد أننا سنلعب مصيرنا ضد الجزائر، و نحن مطالبون بالفوز من أجل التمسك بأمل التأهل إلى النهائيات، و مع ذلك فإنني أرشح دوما المنتخب الجزائري لتصدر الفوج، بحكم أنه الأكثر جاهزية، و تعادله في عقر الديار ضد تانزانيا لم يكن سوى مجرد كبوة جواد، و هنا أفتح قوسا لأشير إلى أن نجاحنا في الفوز على الجزائر سيجعلنا نثق أكثر في إمكانياتنا، و إذا ما حققنا هذا المبتغى فسيكون من حقنا النظر إلى المستقبل القريب من زاوية التفاؤل، و لم لا التشبث ببصيص من الأمل في المشاركة في نهائيات كأس العالم، لأن المنتخب الجزائري كان من بين منشطي المونديال الأخير، و الإنتصار عليه ليس في متناول أي كان، لكن عدم خضوع كرة القدم لأي منطق يجعلنا نؤجل الحديث عن أي تكهن إلى غاية الإحتكام إلى الميدان، لعل و عسى أن ننجح في تفجير مفاجأة كبيرة و الفوز على أحد عمالقة القارة، و تأهل الطوغو و أنغولا إلى مونديال ألمانيا جعلنا نؤمن بأننا قادرون على المشاركة في هذه المنافسة العالمية ذات يوم.