سأكون أساسيا وأطمئن الجمهور بأننا سنصنع التاريخ أمام أمريكا حاوره في بريتوريا : صالح فرطاس كشف اللاعب كريم زياني عن جاهزيته للمشاركة كأساسي في مباراة اليوم ضد المنتخب الأمريكي، و أكد في هذا الصدد بأن المنتخب الوطني بحاجة إلى خدمات جميع اللاعبين في هذه المواجهة مهما كانت الظروف، الأمر الذي دفعه إلى القول بأنه مرغم على تحدي الإصابة و التعب و مشاركة زملائه في المهمة الملقاة على عاتقهم، على غرار ما كان عليه الوضع في التصفيات عندما شارك الكثير من اللاعبين في اللقائين الحاسمين ضد مصر و هم مصابون...زياني و في حوار أجرته معه النصر على هامش الحصة التدريبية لمساء أول أمس الثلاثاء أبدى ثقة كبيرة في النفس بخصوص القدرة على الفوز، و أشار إلى أن التشكيلة الوطنية مصممة على تخطي هذه العقبة بإمتياز مهما كلف الأمر، مادام التأهل إلى الدور الثاني أصبح في التناول و يلعب في مقابلة واحدة. في البداية كيف هي حالتك الصحية بعدما كنت غائبا عن التدريبات لمدة يومين ؟ ما عساني أقول في هذا الشأن سوى أنني جاهز للمشاركة في مقابلة اليوم حتى و لو إقتضى الأمر الخضوع لعلاج مكثف، لأن مثل هذه الوضعيات تحتم على أي عنصر تحدي الألم و تقديم الإضافة المطلوبة للتشكيلة، و الكل يتذكر سيناريو مباراة القاهرة، حيث لعب نحو 9 لاعبين و هم مصابون، و حليش و لموشية كانا بضمادات في الرأس، لذا فإنني أعتبر التعب و الإرهاق الذي أحسست به بعد لقاء إنجلترا مجرد سحابة عابرة لا يمكن الحديث عنها، و أن عدم مشاركتي في التدريبات كان بقرار من الطاقم الفني، و أطمئن الأنصار الجزائريين بأنني على أتم الإستعداد لمشاركة زملائي في أهم مقابلة في مشوارنا الكروي، و الغياب عنها بداعي الإصابة يجعلني أحس بأنني قصرت في حق الوطن، لأننا نمثل الجزائر في أكبر تظاهرة كروية عالمية، و يبقى لزاما علينا التضحية و بذل قصارى الجهود للسعي لتشريف العلم الجزائري، و بالتالي محاولة بلوغ مستوى الثقة الموضوعة في اللاعبين من طرف كامل الشعب الجزائري. كلامك يزف البشائر إلى الجزائريين و نلمس فيه إحساسا كبيرا بالمسؤولية. أليس كذلك ؟ الإحساس بالمسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقنا شرط أساسي في هذه المرحلة، لأننا بمثابة سفراء للجزائر في هذه التظاهرة الكروية، و السعي لتشريف الألوان الوطنية أمر حتمي على كل عنصر يرتدي قميص المنتخب الجزائري، لأن التسلح بالروح الوطنية و الثقة في النفس و الإمكانيات عامل مهم جدا في مثل هذه الوضعيات، و عليه فإننا لا بد أن نكون متفائلين بضرورة القدرة على تخطي عقبة المنتخب الأمريكي و المرور إلى ثمن النهائي، لأننا كنا قد رفعنا التحدي بضمان عودة المنتخب إلى المونديال بعد غياب طويل، و يبقى لزاما علينا مواصلة المغامرة إلى أبعد محطة ممكنة، لأننا بلغنا مرحلة تاريخية، كون التأهل إلى ثمن النهائي أصبح في متناولنا، و نحن مصممون على عدم تفويت فرصة العمر. و كيف هي الأجواء داخل المنتخب قبل سويعات من الموعد الحاسم؟ كما سبق و أن قلت، فإن المرحلة التي بلغناها تحتم علينا تحدي كل الصعاب و العقبات، و بذل قصارى الجهود من أجل تشريف الألوان الوطنية، و عليه فإن اللاعبين على دراية بالمهمة الموكلة لهم و لن يدخروا أي جهد في السعي لتحقيق إنجاز تاريخي و التأهل إلى ثمن نهائي المونديال، و الحقيقة أن الأجواء رائعة وسط التشكيلة قبل هذه المواجهة و الكل جاهز للعب كأساسي، و المجموعة منسجمة و متكاملة، و لا يهم من سيلعب و من سيجلس على دكة الإحتياط، و كل ما تم تداوله لا أساس له من الصحة، و يبقى مجرد شائعات لم يكن لها أي إنعكاس على الأجواء السائدة وسط اللاعبين، و لذا فإنني أجزم بأن التشكيلة عاقدة العزم على تحقيق الحلم الذي يراود ملايين الجزائريين، لأننا أصبحنا بمثابة منتخب التحديات و المواعيد الكبرى، و لم نخيب آمال جماهيرنا في اللحظات الحاسمة، و يكفينا فخرا التواجد في هذا المونديال، و كذا المشاركة المشرفة في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت مؤخرا بأنغولا. و هل لديكم نظرة عن المنافس و طريقة لعبه التي تعتمد أساسا على اللياقة و الإندفاع البدني؟ في مثل هذه الظروف لا يهمنا المنافس بقدر ما نهتم بمدى جاهزيتنا من الناحية البسيكولوجية لخوض المباراة بتركيز كبير، لأن التحرر من الضغوطات النفسية الكبيرة يسمح لنا باللعب بكامل إمكانياتنا، لنفكر بعدها في المنافس و طريقة لعبه، و الحقيقة أننا ننتظر هذه المقابلة بفارغ الصبر كونها تاريخية و قد تسمح للكرة الجزائرية بدخول تاريخ المونديال، و التواجد لأول مرة في ثمن النهائي، رغم أننا على دراية مسبقة بأن المأمورية لن تكون سهلة أمام منافس أظهر إستعدادا كبيرا، و كان قد أبهر المتتبعين في كأس العالم للقارات، فضلا عن المردود الذي قدمه في المقابلتين السابقتين، و المنتخب الأمريكي يمتاز حقيقة باللياقة البدنية العالية و الإندفاع القوي، لكن هذا العامل لا يخيفنا، لأننا تحدينا الجانب البدني للاعبي المنتخب الإنجليزي، الأمر الذي أكد على جاهزيتنا لخوض منافسة عالمية بحجم المونديال، و المنافسون في نهائيات كأس العالم كلهم أقوياء، بدليل أن المنتخبات الأربعة لمجموعتنا تبقى تحتفظ بحظوظها في التأهل، و الإنجليز الذين كانوا مرشحين للتأهل دون عناء في صدارة الفوج قد يخرجون من الدور الأول. إذن من ترشح للتأهل إلى الدور الثاني عن المجموعة الثالثة ؟ لن أبالغ إذا قلت بأننا نستحق المرور إلى ثمن النهائي في هذا المونديال، و ذلك ليس بحكم العاطفة و الروح الوطنية، و لكن بالنظر إلى المردود الذي قدمناه، لأننا لم نكن نستحق الهزيمة أمام سلوفينيا في المباراة الأولى، و كنا الأجدر بالفوز، غير أن الحظ أدار لنا بظهره، و المواجهة الثانية كانت بمثابة درس في الواقعية أكدنا من خلاله بأن المنتخب الجزائري، و رغم غيابه الطويل عن الساحة الدولية، فإنه يبقى منتخب المناسبات و المواعيد الكبرى، و إذا لعبنا مقابلتنا اليوم بنفس العزيمة و الإرادة فإننا بالتأكيد سنتخطى عقبة المنتخب الأمريكي أو أي منافس آخر مهما كان حجمه، لأن المعطيات الأولية لا تؤخذ في الحسبان و إرادة الجزائريين قادرة على قهر أي منافس. كما أنني أرشح منتخب إنجلترا للتأهل، لأن التعادلين المسجلين للإنجليز سيدفعانهم إلى إنتفاضة حقيقية، و أتوقع أن يفوزوا بنتيجة عريضة، كون المنتخب السلوفيني لم يقدم مردودا جيدا و نتيجته ضدنا خدمته كثيرا. لكن تأهلنا المباشر مرهون بالفوز بفارق هدفين، فهل ترى بأن خط الهجوم سينتفض في هذه المباراة؟ شخصيا أعتبر حديثا من هذا القبيل سابق لأوانه، و قد مررنا بمرحلة مماثلة في "الكان " الأخير، و كانت التأشيرة مرهونة بحسابات لها علاقة مباشرة بنتيجة المباراة الثانية التي لم نكن طرفا فيها، حيث كان منتخب مالاوي يفوقنا في فارق الأهداف، لكن أرضية الميدان أنصفتنا و بلغنا بعدها نصف النهائي، بعد أن تجنبنا الإقصاء المبكر من الدور الأول. و عليه فإننا كلاعبين لا نراعي هذه الحسابات و تفكيرنا منصب على المباراة و كيفية الظفر بنقاطها الثلاث، قبل التفكير في عدد الأهداف و كذا نتيجة مقابلة المنتخبين الإنجليزي و السلوفيني، و المهم بالنسبة لنا هو الفوز حتى و لو لم يكن ذلك كافيا لإقتطاع تأشيرة التأهل إلى ثمن النهائي، لأن متاهة الحسابات قد ترفع من درجة الضغط النفسي المفروض على اللاعبين، رغم أننا متعودون على مثل هذه الوضعيات، لأننا تأهلنا من الدور الأول في التصفيات بحسابات كانت لها علاقة مباشرة بنتيجة مقابلة منتخبي السينغال و غامبيا، كما أن حسابات فارق الأهداف ألقت بظلالها على معطيات مباراة القاهرة، مما أجبرنا على اللجوء إلى خوض مباراة فاصلة في السودان، إضافة إلى سيناريو الدور الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا، و لو أننا محظوظون في مثل هذه الحالات، و الفوز اليوم قد يكفينا لدخول التاريخ. في ظل هذا التفاؤل الكبير بماذا تفضل أن نختتم هذا الحوار ؟ الأكيد أنني لن أتردد في طمأنة الجمهور الجزائري على الأجواء الجيدة السائدة وسط المنتخب، و مدى إصرار اللاعبين على رفع التحدي و تأدية مقابلة في المستوى، و السعي لإقتطاع تأشيرة التأهل إلى ثمن النهائي، لأن هذا الإنجاز سيكون في نظري إنصافا للكرة الجزائرية، بعد فضيحة مونديال إسبانيا، كان ذلك الجيل الذهبي قادر على الذهاب بعيدا لولا نشاط الكواليس، و مهمتنا الآن تتمثل في محاولة التأكيد على ما صنعه سابقونا، و التأهل سيكون أغلى هدية للجماهير التي ساندتنا منذ بداية التصفيات، لأن حلم المونديال لم يكن يراودنا بالنظر إلى الأزمة التي مرت بها كرتنا، لكننا و مع مرور الوقت وجدنا أنفسنا بحظوظ قائمة في المرور إلى الدور الثاني، و نحن مطالبون ببذل قصارى الجهود، و عدم تفويت الفرصة، و الفوز بمباراة اليوم سيكون دليلا قاطعا على أننا من أقوى المنتخبات، حتى و لو لم يكن ذلك كافيا لضمان تواجدنا في ثمن النهائي .