الفارسة نصيرة تتفوق على الرجال في سباقات الفنتازيا تلقن الفتاة نصيرة وامري ذات 20 الربيعا عشرات الرجال مهارات ركوب الحصان و فنون الفروسية والقواعد الأساسية في استخدام البندقية، فعندما يشتد وطيس المنافسة على مضمار ترابي تعود الكلمة النهائية إلى القوة وحسن الترويض. بدأت نصيرة ممارسة هواية ركوب الخيل منذ كان عمرها لا يتجاوز ال 12 عاما بعد تكليفها بامتطاء حصان يجر عربة على متنها عروسين في حفل زفاف أقيم ببلدية عين البنيان شرق عاصمة الولاية عين الدفلى، بمساعدة والدها عبد القادر الذي يحتفي بعقده الثامن. إن تربية الخيول وترويضها و المشاركة في السباقات و الاحتفالات الرسمية و الشعبية ورثتها عائلة وامري أبا عن جد و بالتالي لم تكن هذه الهواية غريبة عن نصيرة خاصة و أن والدها يملك 7 أحصنة من النوع العربي الأصيل من بينها حصان يسمى "ميمون" بني اللون وهبه لنصيرة التي تفتخر به كثيرا في عروض الفنتازيا و السباقات ،ولا تجد حرجا في المشاركة في هذه العروض إلى جانب الرجال و ترى بأنها "عز المرأة الجزائرية التي نالت شرف ركوب الخيل في خضم المقاومة الشعبية للاستعمار الفرنسي". و أضافت بأن جداتها و أجدادها واصلوا بعد الاستقلال تلقين عشرات الرجال مهارات ركوب الحصان و فنون الفروسية و القواعد الأساسية لاستخدام البندقية عندما تشتد المنافسة ،مشيرة إلى أن الأزياء التقليدية و البنادق جزءا هاما من العروض المقدمة من طرف الفرسان في الحفلات و المناسبات ،خصوصا بعد الطلقة الأولى المدوية التي ترمز للوحدة. و لا يتحقق ذلك حسب محدثتنا إلا بترويض الخيول على طريقة دخول ميدان السباق وتمتع الفارس بالقوة و العزم. تأمل نصيرة بعد أن خانها حظ مواصلة الدراسة أن تتاح لها الفرصة للمشاركة في أفلام وطنية مليئة بمشاهد الخيول و الفرسان على غرار الأفلام الثورية التي تسلط الضوء على المقاومة الشعبية للاستعمار الفرنسي و أسرت ل"النصر" بأنها تتمتع بشخصية قوية و بداخلها مواهب و قدرات خفية يمكن لمخرج مبدع أن يكتشفها ويصقلها. و الملفت أن نصيرة ذات الحضور المتميز في مهرجانات الفنتازيا، تستغل العروض لالتقاط صور تذكارية للحضور مقابل 200دج للصورة الواحدة و ذلك للمشاركة في مصروف البيت و توفير ثمن شراء العلف للحصان "ميمون ". و بهذا الخصوص أوضحت بأن ميمون يكلفها يوميا حوالى 400 دج لتلبية احتياجاته دون احتساب الدواء. و تدعو السلطات و الجهات المعنية إلى تقديم يد المساعدة و الدعم للإبقاء على هذا النشاط الذي يعود إلى القرن 15 ميلادي بالمنطقة و ضمان استمراريته لأنه رياضة و متعة و تراث و أصالة و جمال . و الجدير بالذكر أن الفتاة نصيرة أخت للفرسان : "الجيلالي حمزة ،محمد ،سفيان "فكل واحد منهم يمتلك حصانا. و من حين لآخر يقومون بتنظيم عروض فنتازيا و سباقات أحصنة بإقليم البلدية خصوصا في المناسبات الوطنية و الشعبية. و ذكر الأب عبد القادر بأنه بادر ذات يوم بدعوة خيالة من مختلف الولايات وتكفل كما قال بتكاليف إعداد وجبة غذاء ل 500فارس و عروض رائعة متنوعة .وهكذا تمكن من إشباع فضوله في التعرف على فرسان من مختلف أرجاء الوطن و ساهم في الحفاظ على تراث أصيل و توريث مهنة تربية والعناية بالخيول إلى أجيال عديدة.