أبدع أول أمس الخيالة بميدان الخيل بمنطقة بازر سكرةبسطيف في إضفاء أجواء متميزة بما قدموه من عروض لسباقات الخيل وعروض فنتازيا أبهرت جميع الحاضرين، وذلك في اختتام فعاليات المهرجان الجهوي الأول للفروسية التقليدية. عرفت مدرجات الميدان حضور جماهير غفيرة جاءت من كل مناطق الولاية ومن عديد الولايات الأخرى ليتابعوا استعراضات فردية وأخرى جماعية ممتعة أدتها الوفود المشاركة، صانعين بذلك فرجة حقيقية رغم بقايا الأمطار التي تساقطت بغزارة قبل بداية العرض. وكانت أقوى لحظات الحفل عند نزول أحد الفرسان القدامى بمنطقة بازر سكرة إلى الميدان لتقديم عروض في الرمي بالبارود والرقص على وقع الغناء الفولكلوري، ما ترك انطباعا خاصا لدى الجمهور الحاضر الذي تفاعل كثيرا مع حركاته الاستعراضية. وأكد رئيس الرابطة الولائية للفروسية التقليدية بسطيف الفارس “البشير مداسي” بأن هذا المهرجان نجح بكل المقاييس وأكسب الفخر والاعتزاز لمنطقة بازر سكرة المعروفة بهذا النوع من الرياضات التقليدية منذ الأزل، وقال الشيخ مداسي وهو أقدم فارس بالمنطقة، أن ما ميز هذه التظاهرة هو المشاركة المكثفة لفرق الفروسية معبرا عن طموح المنظمين في استمرارية هذا المهرجان والعمل على ترسيخه ليصبح مهرجانا وطنيا يسهم في الحفاظ على هذا الموروث. وألح نفس المتحدث أيضا على ضرورة إعداد جيل من الصغار وتعليمه وتشجيعه على ركوب الخيل، خاصة وأن منطقة بازر سكرة -حسبه- تتوفر سواء على الهياكل المهيأة لذلك أو بتعدادها لأزيد من 300 فارس و700 حصان وفرس. وتميز الحفل الختامي لهذه التظاهرة التي نظمت بمبادرة من الرابطة الولائية للفروسية التقليدية ومديرية الشباب والرياضة، وشارك فيها على مدى ثلاث أيام حوالي 300 فارس وحصان يمثلون 10 ولايات من شرق البلاد، وتم توزيع جوائز تقديرية على فرق الفروسية التقليدية المشاركة، وأيضا تخصيص جوائز مالية وزعت بالمناسبة على الفرسان الفائزين بخيلهم في مسابقة أحسن وأجود خيل عربي بربري، وهي السلالة التي تمتاز بها ولاية سطيف وولايات شرق البلاد. وتحصل الفارسان الحواس مسعي ومسعود ترافة من ولاية سطيف على جائزة أحسن فرس والدة، فيما نال الفارس محمد بن غرار من ولاية باتنة على جائزة أحسن فرس غير والدة وذلك عن فرسه “عزيزة” التي شارك بها في التظاهرة، كما تحصلت المهرة “نجمة” والمهرة “ نصيرة” لصاحبيها الفارسين ياسين فرطاس وساعد بتيحي على جائزة أحسن مهرة ذات سنتين. واستمتع الجمهور الحاضر بالموازاة مع هذه التكريمات بأبيات شعرية من التراث الشعبي ألقاها شعراء محليون، الذين أبدعوا بدورهم في وصف الخيل والخيالة والعيش في البادية.