الجزائر أحبطت محاولة مصرية للانقلاب على بورقيبة عبد الناصر حاول استغلال الوجود الجزائري في تونس للاطاحة بالزعيم غير الناصري وقال حساني أن رئيس المخابرات المصرية فتحي الذيب اقترح على عبد الحفيظ بوالصوف خلال لقاء جمعهما بالقاهرة في آواخر الخمسينيات التنسيق للاطاحة بالرئيس التونسي الحبيب بورقيبة بحجة انه معاد للعروبة.وكان رد بوالصوف حازما حين أخبر محدثه أن أخلاق الجزائريين تجعلهم يرفضون التآمر على من فتح لهم بيته وبلده وأكرمهم واحتضن ثورتهم وعبر بوالصوف عن رفض قيادة الثورة التخلي عن التحالف مع الزعيم التونسي قائلا " أنا كجندي من أجل تحرير الجزائر مستعد للتحالف مع الشيطان إذا كان بامكانه المساهمة في تحقيق الاستقلال " وفق ما جاء في مداخلة السيد حساني الذي كان يتحدث خلال ندوة تاريخية احتضنها متحف المجاهد بميلة في ذكرى رحيل أب المخابرات الجزائرية.وكان عبد الناصر يريد الاعتماد على الوجود الجزائري في تونس للاطاحة بالزعيم غير الناصري من جهة أخرى كشف رفيق بوالصوف السيد محمد ذباح ان الجزائر لم تستسلم شحنة قوامها 22 ألف بندقية أمريكية بقيت في مصرإلى اليوم بعد أن سلمتها أمريكا إلى الجزائر عن طريق القاهرة سنة الاستقلال متأسفا لهذا السلوك كما تأسف لما بدر من المصريين ضد الجزائر هذا العام.لرجلان غاصا في أعمال بوالصوف خلال حرب التحرير في مجال الاستعلامات والتسليح والتكوين والتحضير لما بعد الاستقلال حيث كان الرجل ذا بعد ثاقب ومستشرف للمستقبل وقد كان اكبر سلاح يعتمد عليه الرجل هو السرية التامة في نشاطه وعليها ربى أعوانه لسد الباب أمام فرنسا التي عملت على ضرب الثورة بمحاولة التوغل بين صفوفها ومما حفظه الرجلان عنه القليل من الثقة الكثير من الحيطة والحذر.ختما القول أن من بين أهم وصايا الرجل عقب ظهور الانقسام الذي حدث بين عناصر القيادة مطلع الاستقلال ان على إطارات الدولة الذين كان له الفضل في تكوينهم خدمة البلاد ولاشيء غيرها وهو ما عملوا به فكان منهم قادة الجيش، الولاة، السفراء ورؤساء المصالح الأمنية في الجزائر المستقلة.