فرحات عباس كتب بدمه رسالة للمصريين بهدف تسريح السلاح المحجوز لديهم حصة "صوت العرب" كانت خاضعة للرقابة المصرية كشف المجاهد عبد الكريم حساني ان رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة فرحات عباس اضطر عام 1959 الى كتابة رسالة شديدة اللهجة بدمه وجهها للحكومة المصرية قصد تسريح شحن الاسلحة التي احتجزتها هذه الاخيرة بدعوى عدم جمركتها وأوضح المجاهد حساني على هامش الندوة التاريخية حول المجاهد الراحل بوالصوف المنعقدة نهاية الاسبوع الماضي بميلة ان فرحات عباس دعا المصريين الى اخلاء سبيل الاسلحة المحتجزة في ميناء لديهم حتى تصل الى وجهتها في الجزائر متعهدا لهم بأن حقوقهم المالية الجمركية ستصلهم حتى آخر مليم وهو ما كان فعلا واستنكر ذات المتحدث ما جاء في كتاب فتحي الذيب "عبد الناصر والثورة الجزائرية" مشددا على ان الراحل بوالصوف وقف بالمرصاد لكل محاولات فتحي الذيب ومخططاته لاحتواء الثورة الجزائرية والتدخل في شؤونها الداخلية مضيفا ان دهاء وقوة شخصية فرحات عباس تجعل محاوريه يحسبون له ألف حساب كما تأسف للحملة المسعورة التي استهدفت شهداء الجزائر ورموزها وثوابتها. وقال ان ما اقدم عليه المصريون بحرق العلم الجزائري لم تتجرأ عليه فرنسا الاستعمارية ومن جهته كشف المجاهد محمد دباح وهو من رفاق الراحل بوالصوف ان الحصة الاذاعية الشهيرة والمعروفة باسم "صوت العرب" والتي كانت تبث يوميا لمدة ساعة كانت تخضع للرقابة المصرية حيث كان المصريون حسب ذات المتحدث يتحكمون فيها ويراقبون مضمونها وذلك بفرض عمل صحافييهم بها وتضييق الخناق على الجزائريين رغم انها موجهة لهم ولشعبهم في ارض المعركة ما دفع حسبه قيادة الثورة الجزائرية وقتها الى العمل من اجل انشاء اذاعة متنقلة تبث ارسالها من الجزائر بصوت جزائري وبتقنيين جزائريين ومضمون جزائري لا دخل لأحد فيه ولايخضع لرقابة اي كان مضيفا ان المخابرات المصرية آنذاك كانت تتعامل بشكل وثيق مع نظيرتها البريطانية. وأكد المجاهد دباح أنه لافضل لمصر على الجزائر مادامت كانت تقبض المقابل في عز حرب التحرير وبعدها بل ان الفضل حسبه للجزائريين الذين سالت دماؤهم فوق الارض المصرية في كل الحروب التي خاضها المصريون ضد المحتلين في حين لم تسق الارض الجزائرية إلا بدماء ابنائها على مر العصور.