تلاميذ يقطعون 24 كلم سيرا على الأقدام وسكان يشربون مياه الآبار يتخبط سكان تجمع فيض السلة ببلدية عين الناقة شرق ولاية بسكرة في عديد المشاكل، ويعانون من غياب أدنى ضروريات الحياة البسيطة،الأمر الذي أرق العائلات المقيمة والتي تصارع قساوة الظروف وغياب البرامج التنموية. ويأتي في مقدمتها الحالة المزرية للطريق في شقه الممتد من محور الطريق الوطني رقم83 إلى مدخل التجمع ، بحيث يجد السكان صعوبات جمة في استعماله يوميا والذي ازداد تدهورا على مسافة تقارب 12 كلم ،وأصبح يشكل خطرا على أمن مستعمليه وسلامة مركباتهم جراء الانتشار الواسع للحفر و المطبات. و بخصوص المياه الشروب يضطر سكان التجمع الذي يضم قرابة80 عائلة إلى التزود بمياه المناقب والآبار الفلاحية غير المراقبة صحيا، إضافة إلى مذاقها غير المستساغ مما يشكل خطرا على صحة المواطنين، فيما يقتنون مياه الصهاريج عند زيارتها للتجمع . السكان يعانون أيضا من صعوبات كبيرة للوصول إلى المناطق المجاورة بحيث يضطرون إلى قطع الكيلومترات سيرا على الأقدام للوصول إلى مبتغاهم . يحدث هذا أمام انعدام وسائل النقل الأمر الذي ضاعف من معاناة المتمدرسين خاصة في الطور الإبتدائي أين يضطر بعضهم إلى السير قرابة24 كلم ذهابا وإيابا للالتحاق بالمؤسسات التربوية على مستوى مركز البلدية، فيما يفضل بعض الأولياء نقل أبنائهم فوق الدراجات النارية أو على الأحمرة. وعند تساقط الأمطار يضطر المتمدرسون إلى مقاطعة الدراسة لاستحالة الحركة جراء توحل المسالك الترابية، ما دفعهم إلى الإلحاح في طلبهم المتضمن انجاز مجمع مدرسي للحد من حالات التسرب خاصة في صفوف الإناث وعند سن مبكرة. طالبو التداوي يضطرون إلى التنقل أو اللجوء إلى الطب التقليدي لانعدام قاعة علاج تؤمن لهم أبسط الخدمات الصحية التي تصبح أكثر من ضرورية صيفا مقابل ارتفاع حالات التسمم العقربي،اعتبارا لطبيعة المنطقة . سكان التجمع طالبوا أيضا بضرورة الاستفادة من مشروع الكهرباء الريفية لإنهاء معاناتهم مع مادة المازوت التي حولت حياتهم إلى جحيم بالنظر إلى المتاعب اليومية والتكاليف المادية ،كما طالبوا بشق المسالك الفلاحية لفك العزلة المفروضة عليهم والتي تتعقد أكثر عند تهاطل الأمطار وفيضان واديي فيض السلة ولعذار اللذان يشقان التجمع . و هذا على أمل الإستقرار في مواقعهم خدمة للنشاط الزراعي والحد من هجرتهم نحو المراكز السكنية الأخرى، حفاظا على ديمومة الإنتاج الفلاحي كون المنطقة تتميز بجودة إنتاجها الزراعي الذي يمون السوق الوطنية بمختلف المحاصيل. السكان ألقوا باللائمة على المنتخبين المحليين للمجالس السابقة جراء عدم الوفاء بالوعود التي قطعوها على أنفسهم وبقيت حبرا على ورق ،واليوم يعلقون آمالا عريضة على المنتخبين الجدد لتجسيد طموحاتهم التي وصفوها بالمشروعة، وفي هذا السياق أكد أحدهم على وجود مقترحات ضمن مخططات التنمية المحلية للتكفل بمطالب السكان وتحسين إطارهم المعيشي.