الدعوة إلى مشروع وطني متجدد وتقييم حقيقي لمسيرة الاستقلال المجموعة تدين ما حدث في مصر و تطالب بانتخابات رئاسية نزيهة تعتزم مجموعة الأحزاب والمنظمات من أجل الدفاع عن الذاكرة والسيادة بلورة ميثاق سياسي وتحويله إلى مبادرة تقدم لجميع الطبقة السياسية لاحقا، ودعت هذه المجموعة إلى تقييم حقيقي لكل ما تم إنجازه بعد 51 سنة من الاستقلال وإلى التفكير في البدائل، وطالبت بانتخابات رئاسية شفافة ونزيهة. نظمت مجموعة الأحزاب والمنظمات من أجل الدفاع عن الذاكرة والسيادة أمس بمقر حركة النهضة بالعاصمة، ندوة إحياء للذكرى الواحدة والخمسين لاستعادة السيادة الوطنية، وطالب رؤساء الأحزاب المنتمية لهذه المجموعة بالعمل من أجل إقامة الدولة التي حلم بها الشهداء دولة أول نوفمبر 1954. وقدم رؤساء الأحزاب التي شاركت في الندوة لمحة عن مسيرة الجزائر المستقلة على مدة 51 سنة واجمعوا على أن البلاد سجلت الكثير من الانجازات لكنها لم تكن في مستوى تضحيات مليون ونصف المليون شهيد ولا في مستوى الخيرات والثورات التي تملكها الجزائر على حد قول فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة. كما دعا المتحدث إلى إقامة دولة المؤسسات التي حلم بها شهداء الثورة والتي أوصى بها بيان أول نوفمبر وبقية مواثيق الثورة، وقال أن مجموعة الأحزاب التي ينتمي إليها تحملت مسؤولية الدفاع عن الذاكرة والسيادة وهي بصدد نقاش من أجل بلورة ميثاق سياسي يحول إلى مبادرة ويلقى إلى الطبقة السياسية برمتها للدعم والمساندة، مضيفا أن مجموعة الدفاع عن الذاكرة والسيادة لن يهدأ لها بال حتى تعترف فرنسا بجرائمها في الجزائر وتعتذر للشعب الجزائري وتعوضه عما لحق به. أما الطاهر بن بعيبش رئيس حزب الفجر الجديد، فقد أشار إلى عظمة ثورة أول نوفمبر المجيدة، وقال أن كل شعوب الأرض كانت تتغنى بها و كانت نبراسا للعديد من الشعوب، لكنه أكد أن مستعمر الأمس لم يترك جزائر الاستقلال، منددا في ذات الوقت بالمستوى الذي وصل إليه الفساد في الجزائر، ودعا إلى تقييم مسيرة الخمسين سنة وإعادة النظر في ما تم انجازه والتفكير جديا في مستقبل الأجيال القادمة. من جهته، رسم عبد القادر مرباح رئيس الحزب الوطني الجمهوري صورة سوداء عن واقع البلاد وقال في كلمة له أننا اليوم في مفترق الطرق ونستطيع أن نقول أننا فشلنا، ودعا إلى التخلي عن الشرعية الثورية والذهاب نحو انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة تفرز رئيسا يلتف حوله كل المواطنين من أجل خدمة البلاد. وذهب جمال بن عبد السلام رئيس جبهة الجزائر الجديدة، إلى أن ثورتنا المجيدة وقعت عليها ثورة مضادة من مستعمر الأمس وأذنابه، وعليه لابد على الشرفاء و النزهاء في كل مؤسسات الدولة على العمل متحدين من اجل إنقاذ البلاد على حد قوله، مضيفا أننا اليوم بحاجة إلى مشروع وطني للعودة إلى مشروع نوفمبر والانتخابات الرئاسية المقبلة لابد أن تكون في هذا الاتجاه. و لم تفوت الأحزاب المشاركة في الندوة أمس المناسبة للتنديد بما وصفته بالانقلاب العسكري الذي وقع في مصر قبل أيام قليلة مطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين هناك، محذرة في نفس الوقت من العواقب الوخيمة التي قد تنجر عنه مستقبلا.