اتحاد سطيف يدخل النفق المظلم ومهدد بتعليق نشاطه بات اتحاد سطيف مهددا بالاندثار وخطر تعليق نشاطاته للموسم الرياضي الحالي، حيث لم تسفر محاولات الأطراف الفاعلة في عميد أندية ولاية سطيف لإنقاذه، بالنظر لوجود العديد من الانشقاقات والتكتلات وحروب خفية، في فريق لم يكتب له الصعود لدوري الأضواء منذ سنة 30 سنة بالتمام والكمال. رحلة معاناة "القرونة" كما يطلق عليها تيمنا بلون الفريق المميز "الأحمر القاني" الذي اختاره له العلامة البشير الإبراهيمي رحمه الله أحد مؤسسيه، نبدأها من النهاية، حيث شهد مقر الفريق أمسية الأحد الماضي إلغاء الجمعية العامة الاستثنائية التي دعا إليها رئيس الجمعية بعليات ميلود، بالنظر لعدم اكتمال النصاب القانوني، وكذا عدم منح ترخيص عقدها من طرف السلطات المحلية، سواء مديرية التنظيم والشؤون العامة أو مديرية الشباب والرياضة، التي أكدت بأن الفريق قام بعقد جمعيته العامة العادية ولا ضرورة لعقد جمعية استثنائية، ما عدا إمكانية التقاء أبناء "لياسماس" من أجل معالجة أموره الداخلية، بطريقة حضارية ودون تجاوزات، لكن اختلط الحابل بالنابل، ولم يزد هذا الاجتماع سوى في تأزم الأمور وتكهربها، وتشتيت أبناء الفريق من أنصار وأعضاء الجمعية العامة وكذا المسيرين. ففي الوقت الذي طالب البعض بضرورة التمسك ببقاء الرئيس الحالي ميلود بلعليات حفاظا على الاستقرار وتفادي تغيير رئيس كل سنة، طالب البعض الآخر بضرورة رحيله رفقة شقيقه بعليات لمنور الذي يشغل منصب نائب الرئيس، والذي كان له شرف إيصال أبناء الاتحاد إلى نهائي كأس الجمهورية سنة 2005 أمام أولمبي الشلف، وقد ترتب على الاجتماع إعلان رئيس الجمعية رغبته في الاستقالة، وترك مكانه للشخصية القادرة على تحمل المسؤولية، في الوقت الذي كان قد قدم الأمين العام والمسير عيادي عزوز استقالته الرسمية، مع انسحاب غير رسمي لامين الخزينة وكذا نائب الرئيس، وانقسام أعضاء المكتب المسير في تكتلات وتحالفات، باتت تهدد مستقبل عميد الأندية السطايفية بتعليق نشاطاته والانسحاب من الحركة الرياضية بعد أشهر من احتفاله ب80 سنة من وجوده. وحسب متتبعي الفريق وأبنائه، الذين التقتهم النصر على هامش الجمعية العامة الملغاة، فإن الفريق يعاني منذ فترة طويلة، لخصها أحد المتتبعين القدامى، بعد سقوطه سنة 1973 من القسم الأول، حيث عانى من أزمة عدم وجود رجال فاعلين من طينة الرئيس الأسبق فرحات عباس رئيس الحكومة المؤقتة والوزير السابق بن حبيلس و البشير الإبراهيمي الذي يعد أحد المؤسسين، والعديد من رجالات الدولة الذين مروا على الفريق، إضافة إلى فشل إلحاق الإتحاد بإحدى المؤسسات الاقتصادية بعد إقرار الإصلاح الرياضي، على غرار بقية الفرق الكبرى منها الفريق الجار الوفاق الذي ألحق بشركة البلاستيك والمطاط، حيث ألحق الاتحاد ببلدية سطيف، التي ساهمت حسب ذات المصدر في إغراقه في الأقسام السفلى ، فترتب عن ذلك تعفن محيطه وتكاثر الانتهازيين وابتعاد أبنائه الحقيقيين، ليغرق في فوضى التسيير بعد زوال سياسة الإصلاح الرياضي سنوات التسعينات والألفية الجديدة، إلى غاية تحقيق إنجاز الوصول إلى كأس الجمهورية سنة 2005، حيث نفض الغبار عنه، والتف حوله الجمهور، رغم فشله في إحراز اللقب. وفي الموسم الموالي تولى الصناعي ورجل الأعمال زين مدني مسؤولية التسيير ورئاسة الفريق، الذي حقق معه الصعود من قسم مابين الرابطات إلى القسم الثاني، بعد منافسة شديدة مع شبيبة سكيكدة، حيث حاز تأشيرة الصعود في المباراة الفاصلة بملعب 8 ماي 45 التي استقطبت 30 ألف مناصر، أما في الموسم الموالي الذي عرف انسحاب مدني بعد مشاكل مع القضاء، تولت لجنة مؤقتة التسيير وتمكنت من ضمان البقاء، ليتولى بعدها في موسم 2007 / 2008 الصيدلي أعراب عزوز مهمة قيادة الفريق، لتتوالى المشاكل والصراعات، مع تزايد حجم الديون بسبب المبالغ التي كان يمضي بها اللاعبون منذ فترة الرئيس مدني وصولا إلى فترة الرئيس أعراب، الذي تم سحب الثقة منه بعد تحقيق هدف البقاء، وتم تنصيب الرئيس الجديد بلباشا حمودي، الذي تميزت فترته بفشل الإدارة في تسوية وضعية ملف الاحتراف، لتسقط "لياسماس" بقرار من الاتحادية رفقة ثلاثة فرق أخرى إلى القسم الثاني هواة الذي تم استحداثه موسم 2010 / 2011 ، وبعد انسحاب بلباشا الذي قدم استقالته، تولى الرئاسة صيدلي آخر هو مليك عياشي، الذي عرفت فترة رئاسته سقوط الفريق إلى قسم مابين الربطات بعد موسم كارثي، وهو القسم الذي لا يزال يتواجد فيه، مع وصول المديونية إلى أزيد من 6 ملايير سنتيم، ومستقبل مجهول. بلعليات ميلود (رئيس الفريق) مستعد للتنازل عن الرئاسة لمن هو قادر على تحمل المسؤولية صرح رئيس الفريق ميلود بعليات على هامش اللقاء الذي جمعه مع أبناء الفريق يوم الأحد الماضي بأنه مستعد للتخلي عن رئاسة الفريق للشخص القادر على تولي زمام المسؤولية، مضيفا:" لست متمسكا بالكرسي، فأنا مستقيل، لكن أرغب في تسليم المشعل لشخص مسؤول قادر على تحمل المسؤولية، التي لم أتهرب منها، خصوصا أنني حين تقدمت للرئاسة كنت واع بحجمها، لكن الضغوطات وتهرب كل طرف من مسؤولياته وترك الفريق وحده جعلني أفكر جديا في الانسحاب، رغم أنني أحب "لياسماس" وأتألم لرؤيتها تعاني في الأقسام السفلى" عزوز عيادي (مسير سابق) أرغب جديا في الرئاسة في حال انسحاب الرئيس الحالي أكد عزوز عيادي الأمين العام السابق الذي قدم استقالته قبل أيام، على هامش اللقاء الذي تم عقده يوم الأحد أمام محبي الفريق وأعضاء الجمعية العامة، بأنه مستعد لرئاسة الفريق بشرط أن ينسحب الرئيس الحالي وكان قد صرح للنصر قائلا : " لقد حضرنا كل شيء قبل انطلاقة الموسم واتصلنا باللاعبين والطاقم الفني وضبطنا كافة الأمور، لكن لم يتركونا نعمل، لذا قدمت استقالتي، نطالب بانسحاب الرئيس الحالي وعقد جمعية استثنائية من أجل تزكية رئيس جديد، وأطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم، خصوصا أننا رفقة بعض المحبين نرغب في خدمة الفريق بشكل جدي".