سكان بوداود يطالبون بتعويضهم عن خسائر شتاء 2012 جدد سكان تجمع بوداود السكاني التابع اقليميا لبلدية تسالة لمطاعي لوالي ميلة الذي قام نهار أول أمس رفقة أعضاء الهيأة التنفيذية والمنتخبين بزيارة عمل للمنطقة، مطلبهم بأحقيتهم وحاجتهم للتعويض المالي عن الخسائر المادية المعتبرة التي أصابتهم جراء موجة الثلج -العاصفة- التي عرفتها منطقتهم مثل الكثير من مناطق البلاد شتاء 2011 و 2012 وأدت إلى هلاك كلي لمواشيهم وخلايا النحل عندهم وكذا أشجارالزيتون وباقي المزروعات. هذه المشتة التي يقطنها اليوم أكثر من 570 نسمة كانت بالنظر لطبيعتها أيام ثورة التحرير من أكبر معاقل الثورة بل ومنطقة محررة فيها كيف لا وقد كانت تضم مستشفى الولاية التاريخية الثانية الذي يرتاح ويعالج فيه المجاهدون و الذي لا زالت معالمه قائمة إلى اليوم ،كما أنها كانت تمثل التجمع السكاني الثاني كثافة بعد مركز البلدية تسالة قبل أن يهجرها سكانه أيام سنوات المحنة الوطنية ، فخسائر الشتاء سالف الذكر جعلتهم ،مثلما يؤكد متحدثون عنهم لايقدرون اليوم على المغامرة مجددا بالاستثمار في القطاع الفلاحي الوحيد القادر على إحداث التنمية الشاملة في المنطقة في ظل غياب التعويض المالي عن الخسائر التي تكبدوها وشح الإعانات والمساعدات عنهم . ثم أن غياب مسلك أو طريق معبد ومهيأ يربطهم بالعالم الخارجي ويسهل عليهم الحركة والتنقل بواسطة السيارات والمركبات جعلهم عاجزين عن جمع غلالهم الفلاحية ونقلها نحو التسويق وبالتالي ضياعها في عين المكان خاصة بالنسبة للذين كان إنتاجهم وفيرا، وهنا تبرز أهمية الطريق المطالب به بالنسبة لسكان المشتة . كما أن غياب الطبيب عن قاعة العلاج التي تم إعادة فتحها مؤخرا واقتصار نشاطها على ممرض يزورهم يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع ،وهو نفس النشاط الذي يقوم به الفرع البلدي الذي يفترض أنه يعكس تواجد الدولة وحضورها بعين المكان في نفس المدة سالفة الذكر،علما وأن أطفال بوداود محرومون من التلقيح بعين المكان وتضطر أمهاتهم وذويهم نقلهم لوحدات صحية أخرى بعيدة عن بوداود. معاناة السكان مع مياه الشرب لا تقل أهمية عن الطريق ،حيث أن غياب الماء عن شبكة العيون العموية المنجزة منذ مدة زادت من متاعبهم وجعلتهم يدخلون في مناوشات بينهم كما حصل خلال رمضان الماضي في ظل عدم انطلاق المشروع القطاعي المسجل لفائدتهم إلى اليوم ،كما أن حاجة السكان للسكن الريفي تبقى قائمة خاصة وأن بعض الذين غادروا المشتة بسبب الظروف الأمنية يأملون في الرجوع إليها إذا ما تم انجاز الطريق المؤدي إليها في حين وعد رئيس البلدية بانجاز شبكة للانارة العمومية لاسيما في بعض النقاط الضرورية لها . وبالعودة للنشاط الفلاحي فقد فضل العارفون بطبيعة المنطقة من أبنائها التوجه لزراعة أنواع معينة ومحددة من أشجار الفواكه المقاومة لمخاطر التساقط الكثيف للثلوج المعروفة بها المنطقة مثل التفاح والإجاص وغيرهما عكس الزيتون الذي يتضرر كثيرا من الثلج، وبخصوص خلايا النحل فالمربي عليه أن يعمل على نقل خلاياه من المكان وقت فصل الشتاء حفاظا على حياة نحله ليعود بها مع حلول فصل الربيع لتستفيد من أزهار ونباتات المنطقة الطبيعية الصحية . مدير الفلاحة أوضح بأن ادارته أحصت عبر أعوانها المختصين ميدانيا طبقا لتعليمات الوزارة الوصية خسائر كل الفلاحين المتضررين من موجة الثلوج التي ضربت الولاية مع التقديرات المالية لها والمقدرة ب07 ملايير سنتيم دون أن تظهر بادرة التعويض إلى اليوم ،مؤكدا على استعداد إدارته لتمكين الفلاحين من وسائل الدعم المتوفرة حاليا مثل تربية الأبقار المنتجة للحليب التي تمنح للمستفيدين دون تسبيقة مالية أو شراء لها وجمع هذا الأخير ( الحليب ) بعين المكان عبر حاويات تقدمها الدولة مجانا وقيمتها المالية 26 مليون سنتيم قبل تحويله للملبنات الثلاث العاملة بالولاية، علما وأن مردوده المالي وربحه كبير يقدر ب 5 دج للتر الواحد. أما تربية النحل فهي ممكنة ومتوفرة شريطة إبداء المعني لرغبته في تربيتها ليستفيد ب 10 خلايا في باديء الأمر ،على أن ترفع ل 30 خلية مستقبلا ،مع الاشارة وأن التكوين والاستفادة من تقنيات التربية وخصوصياتها مضمون لمن يرغب في ذلك ،أما عن الاسطبلات التي تم انجازها بصفة فوضوية فليس هناك من سبيل لتعويض الخسائر التي حصلت بداخلها وهنا على المعنيين التوجه مستقبلا لنيل أجهزة دعم الدولة في بناء الاسطبلات وفق طرق قانونية. من جهته مدير الأشغال العمومية طمأن السكان بأن المنطقة خصص لها مشروعان قطاعيان الأول خاص بالطريق الوطني رقم 135 أ على طول 18 كم والذي سيربط ولاية ميلة عبر دائرة ترعي باينان بولاية جيجل، أما المشروع الثاني الذي يدخل ضمن إطار القضاء على مخلفات الاضطرابات الجوية فيعني سكان بوداود وحدهم ويتمثل في ربط المشتة بالطريق 135 أعند نقطة الأربعاء وقد خصص له مبلغ 5,5 مليار سنتيم لانجازه علما - حسبه- وأن البلدية قدمت مقترحا لتحيين المسلك وسيتم تدارسه معها والخروج بمسلك يتلائم مع طبيعة المنطقة ولا يتضرر منها مستقبلا. مدير الري سجل بأن المؤسسة التي أوكل لها مشروع تهيئة منابع بوداود ومد القناة لغاية الخزان المنجز عام 2005 المربوط بشبكة التوزيع الممونة للعيون العمومية بالماء متواجدة حاليا ببلدية باينان في مشروع مماثل وأنها ستنتقل نحو بوداود حال الانتهاء من عملها الحالي خلال الشهر الجاري علما وأن مدة انجاز مشروع بوداود لا تزيد عن الشهر. رئيس بلدية تسالة لمطاعي أوضح بأن البلدية سخرت آلياتها لفتح المسالك عن بعض السكنات وقد حصل ذلك مع مسلك اداس بوغلاد ، وأنسا والسداري، لكن بعد التزام المواطنين بعدم الإعتراض على عمليات الفتح، أما مسلك بوزوران فإنه مرتبط بموافقة إدارة الغابات كون المشروع يمر وسط الغابة. ابراهيم شليغم