أصوم 21 ساعة يوميا في فلندا ورمضان يستحق هذه المعاناة وأكثر في البداية، ما هو جديد عبد الرؤوف زرابي ؟ أولا مرحبا بالجميع، أما بخصوص جديدي فأنا الآن أنشط في أحد النوادي الفلندية يدعى "فانتا" والحمد لله أموري معه تسير على أحسن ما يرام. كيف يقضي عبد الرؤوف أيام الشهر الفضيل ؟ رمضان لهذه السنة مختلف بالنسبة لي لأنني أصوم لأول مرة في فلندا. الصوم في البلدان الإسكندنافية صعب جدا بما أنك تكون ملزما بعدم الأكل والشرب لأكثر من 21 ساعة كاملة، ما يجعلك تشعر بحالة تعب كبيرة فما بالك لما تكون مضطرا للتدرب يوميا لقرابة ساعتين، أنا أعاني كثيرا لكن فضل هذا الشهر العظيم يجعلك مطالبا بالتضحية. أحنّ إلى سهرات رمضان بورقلة وفي فلندا لا أجد رائحته إلا في بن وناس إذن رمضان جد صعب في الغربة ؟ أجل وأكثر مما تتصور، فبالإضافة إلى صومي 21 ساعة يوميا فأنا أفتقد لراحة هذا الشهر الفضيل في بلد مثل فلندا، ولا أشمها إلا في زميلي بن وناس الذي كان يلعب معي في شباب قسنطينة، صدقني لا نكاد نشعر بأننا في رمضان على عكس لما كنت محترفا في فرنسا، حيث تعتبر أجواء رمضان قريبة جدا من الأجواء في الجزائر وهذا لكثرة الجالية العربية هناك. ما أكثر شيء تفتقده خلال هذا الشهر في فلندا ؟ أكثر شيء أفتقده خلال شهر رمضان لهذه السنة السهرات الليلية في مدينة ورقلة التي تعتبر جد مميزة، خصوصا مع العائلة، فرغم أنني أتواجد رفقة عائلتي الصغيرة في فلندا، إلا أن الصوم مع الأبوين والأقارب له طعم خاص، خصوصا وأننا نجتمع في السهرة ونتلذذ بنفحات هذا الشهر الفضيل، على عكس ما هو موجود في فلندا، حيث لا تكاد تشعر بهذه الأمور بالنظر لحجم التعب الذي ينتابك، خصوصا وأنني أفقد الكثير من طاقاتي خلال الحصص التدريبية. وهل واجهت مشكلة بخصوص الصيام مع مسؤولي فريقك الجديد ؟ لا أبدا لم أواجه أي مشكلة بخصوص صيام رمضان بالنظر إلى أنني اتفقت مع مسؤولي فريقي الجديد قبل الإمضاء على أن اصوم بشكل عادي لأنه لا يمكنني أن أتخيل نفسي أنتهك حرمة هذا الشهر المعظم بأي شكل من الأشكال حتى لو تعلق الأمر بعملي، أنا الآن خضت مبارتين وأنا صائم والحمد لله قدمت مستويات جيدة نالت رضى مدربي. خلال مسيرتك الاحترافية، هل سبق وأن طلب منك الإفطار خلال شهر رمضان ؟ لقد خضت مسيرة احترافية دامت قرابة 10 سنوات ولم أتذكر يوما بأنني واجهت أي مشاكل خلال الشهر الفضيل سوى تلك التي كانت لي مع فريق غانيون، لقد طلب مني المدرب الإفطار حينها ولكنني رفضت الأمر جملة وتفصيلا، وتمسكت بصومي، وهو الأمر الذي جعله يبعدني من حساباته لفترة طويلة، لقد فقدت بعد ذلك مكانتي الأساسية. هل يمكنك أن تخبرنا ما هو برنامجك المفضل خلال رمضان ؟ احترافي بالدوري الفنلندي جعلني بعيدا عن برامج التلفزة، فأنا على غير العادة لم أشاهد أي برنامج هذه السنة بالنظر إلى كثرة انشغالاتي، خصوصا وأن موعد أذان المغرب يتأخر كثيرا هنا في فلندا. ماهو طبقك المفضل ؟ طبقي المفضل هو شربة بالفريك والبوراك والحليب، فرغم أننا نتواجد في فلندا، إلا أنني أحرص أن يكون بمائدة الإفطار مختلف الأطباق الجزائرية، خصوصا في ظل تواجد زوجتي معي التي عملت المستحيل لجلبها لأنني لا يمكنني أن أتصور نفسي أفطر دونها. مركز سيدي موسى ودعم الرئيس بوتفليقة وراء القفزة النوعية للخضر هل تؤدي صلاة التراويح ؟ منذ نعومتي أظافري وأنا أحرص على تأدية صلاة التراويح في المسجد لحرصي الشديد على الظفر بأكبر عدد ممكن من الحسنات، وهو ما أسعى للقيام به في فلندا ولكن بأداء هذه الصلاة في المنزل بالنظر إلى أنه من المستحيل عليّ التنقل إلى المسجد وترك زوجتي وأولادي بمفردهم في ساعة متأخرة من الليل. هل تتذكر كم كان سنك لما صمت لأول مرة ؟ أجل أتذكر أنه كان في عمري 7 سنوات لما صمت لأول مرة، لقد صمت 5 أيام ولقد كان والدي سعيدا جدا للأمر، خصوصا وأنه كان يحرص على تعليمنا تعاليم ديننا منذ الصغر. لنتحدث الآن عن مسيرتك الكروية، كيف كانت بداياتك مع الساحرة المستديرة ؟ لقد شرعت في ممارسة كرة القدم في مدرسة نصر حسين داي لأتنقل بعد ذلك إلى ورقلة رفقة عائلتي على اعتبار أننا ننحدر من هناك، حيث لعبت هناك قبل أن أقرر العودة من جديد إلى النهد، أين لعبت في فئة الأواسط مع المدرب بوزيدي يوسف، ولقد بقيت في النصرية إلى غاية صعود فريق بني ثور، حيث قررت خوض تجربة مع هذا الفريق الذي لعبت معه موسما متميزا. لقد كنت ألعب كوسط ميدان دفاعي قبل أن يحولني المدرب جمال مناد إلى مدافع محوري ليحولني بعد ذلك المدرب شرادي إلى مدافع أيسر. غيرة المسير الجزائري من اللاعب جعلتني أفكر في الاعتزال أول تجاربك الاحترافية كانت مع نادي أجاكسيو الفرنسي، هل لك أن تكلمنا عنها ؟ بعد تألقي مع النصرية تلقيت عرضا من نادي أجاكسيو الذي كان ينشط في الليغ 1، لقد سارت الأمور معي كما ينبغي وتنقلت إلى هذا الفريق، حيث أتذكر أنني التقيت زميلي في المنتخب ياسين بزاز، ولكن حدث لي أمر مؤسف وهو أنني بقيت قرابة 3 أشهر دون منافسة بسبب عدم وصول ورقة خروجي من الجزائر، لقد كانت بداية جد صعبة، إلا أنني لم أفقد الأمل وبقيت أتدرب بانتظام وجدية إلى غاية أول مباراة لي والتي حملت لي أخبارة غير سارة من خلال تعرضي لإصابة خطيرة أبعدتني عن الميادين ل8 أشهر كاملة، لقد كانت مسيرتي الاحترافية مهددة بالفشل، إلا أن ثقتي بالله عزوجل جعلتني أعود بقوة. بعد ذلك تنقلت إلى غانيون، هبرينيان ثم نيم، كيف كانت تجاربك مع هذه الفرق الثلاث ؟ لقد لعبت في غانيون على شكل إعارة، أين التقيت بالقائد الحالي للخضر مجيد بوقرة الذي كان ينشط في هذا الفريق وبعدها انضم إلينا كل من بلحاج وبوتابوت، لقد قدمت مستوى جيد، لا سيما وأن كل الظروف كانت سانحة بتواجد العديد من اللاعبين الجزائريين، لقد وجدت ضالتي وتمكنت من تطوير إمكاناتي قبل أن أتنقل إلى هيبرينيان الاستكتلندي ومن ثم إلى نيم، أين قضيت أحسن مواسمي الاحترافية على اعتبار أنني أصبحت قائدا لهذا الفريق. بعد تجربة احترافية حافلة قررت العودة إلى البطولة الوطنية من بوابة شبيبة القبائل، شباب قسنطينة ومولودية وهران، كيف تقيم هذه التجارب الثلاث؟ أجل بعد تجربتي الاحترافية التي دامت قرابة 10 سنوات قررت العودة من جديد إلى البطولة الوطنية، خصوصا بعد أن اتصل بي مسؤولو شبيبة القبائل وعبروا لي عن رغبتهم في ضمي، حيث التحقت بالكناري وقدمت معهم موسما جيدا لأنتقل بعدها إلى شباب قسنطينة وللأسف تجربتي كانت فاشلة بسبب الإصابة التي تعرضت لها خلال مرحلة التحضيرات أمام نادي نيس الفرنسي ما جعلني أغادر سي.آس.سي في فترة الانتقالات الشتوية نحو مولودية وهران التي تفاجأت بكثرة مشاكلها الداخلية. مبارتا البرازيل والأرجنتين أجمل ذكرى في مشواري والإصابة والإقصاء أمام غينيا الأسوأ ولماذا قررت العودة من جديد إلى أوروبا ومن بوابة نادي فانتا الفلندي ؟ لما كنت ألعب في مولودية وهران فكرت في التوقف عن ممارسة كرة القدم بشكل نهائي لأنني فقدت الرغبة في اللعب بسبب بعض المسيرين الذين يبحثون عن إخراج اللاعبين الدوليين السابقين من الباب الضيق لأسباب غير مفهومة، لقد لعبت طيلة 10 سنوات في أوروبا ولم أجد معاملة كالتي يعامل بها مسيرو فرقنا الوطنية لاعبيهم، ولهذا قررت المغادرة والوجهة كانت الدوري الفلندي، خصوصا بعد أن تلقيت عرضا مهما من هناك، لقد فرحت بهذه التجربة على اعتبار أنها ستمكنني من تعلم الانجليزية وكذا إكمال تكويني الخاص من أجل أن أصبح مديرا رياضيا بعد اعتزالي. مسيرتي الاحترافية كانت مهددة بالفشل في بدايتها قدمت بداية قوية جدا مع فريقك الجديد "فانتا" وأثبت عن استعدادات كبيرة رغم بلوغك سن 34 ؟ لقد لعبت 11 مباراة مع فريقي الجديد فانتا خلال 4 أشهر ولقد قدمت الحمد لله مستويات جيدة جعلتني ألقى ثناء الطاقم الفني والمسؤولين، ومن بين 11 مباراة التي خضتها لقد لعبت مبارتين في شهر رمضان لقد كانتا صعبتين جدا بالنسبة لي، على اعتبار أن الصوم في فلندا ليس سهلا بالمرة بالنظر إلى أننا نضطر للصوم 21 ساعة يوميا، لكني بفضل الله أتمكن من تجاوز كل هذه الصعوبات، أما بخصوص بلوغي سن 34 فاعتقد أنه لا يزال لدي ما أقدمه وسأحاول أن أنهي مسيرتي الكروية في فريق القلب النصرية الذي قررت قبل اعتزالي الدفاع عن ألوانه دون مقابل لرد جميل هذا الفريق الذي قدمني كلاعب محترف. سألعب بالمجان لفريق القلب النصرية قبل اعتزالي قبل مواسم من الآن كنت من بين أحسن المدافع الجزائريين الأمر الذي جعلك ضمن لاعبي الخضر، هل لك أن تحدثنا عن مسيرتك مع المنتخب الوطني؟ حمل قميص الخضر كان بمثابة حلم الطفولة بالنسبة لي والحمد لله تحقق بعد مسيرتي الاحترافية الناجحة، صدقني الدفاع عن الألوان الوطنية له طعم خاص والحمد لله عملت المستحيل من أجل تشريف الراية الوطنية طيلة السنوات التي كنت قد استدعيت فيها. أجمل ذكريات حياتي مع المنتخب الوطني كانت لما تلقيت أول دعوة لأكون ضمن صفوف الخضر، إنها لحظات أكثر من رائعة ولا يمكن لأحد أن يشعر بها إلا إذا كان قد جربها، ناهيك على المباريتين اللتين خضتهما أمام البرازيل والأرجنتين ومقابلة نجوم عالمين كبار على غرار رونالدينيو وكاكا وميسي، لقد عشت لحظات رائعة مع الخضر، كما عشت لحظات سيئة لعل أهمها مباراة غينيا في 2007 التي خسرناها بملعب 5 جويلية وضيعنا خلالها ورقة التأهل إلى الكان، كما أنني تعرضت خلال هذه المواجهة إلى إصابة خطيرة في الركبة أبعدتني عن الميادين لفترة وجعلتني أضيع فرصة الالتحاق بزميلي شادلي في ماينز الألماني. ماذا حدث بالضبط أمام غينيا حتى خسرتم اللقاء، وهل صحيح أن بلحاج رفض اللعب كمدافع أيسر ؟ في 2007 ضيعنا التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية لصالح المنتخب الغيني ولقد كانت خيبة أمل كبيرة، لقد طويت صفحة هذا الإخفاق لأننا خسرنا أمام تشكيلة قوية، أما بخصوص ما كتب حول أن بلحاج قد رفض اللعب كمدافع ايسر بعد خروجي بسبب الإصابة ما جعل بزاز يضطر لشغل هذا المنصب ليس صحيح ومجرد كلام مقاهي لأنه في الجزائر بعد النكسات تجد الكل يختلق الروايات حول المدرب الذي يفشل. لن أغادر عالم الكرة وأنا أتابع تكوينا خاصا الآن لأكون مديرا رياضيا من وجهة نظرك ماذا تغير في المنتخب مقارنة بالفترة التي كنت تدافع فيها عن الألوان الوطنية ؟ مركز سيدي موسى ودعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وراء القفزة النوعية للخضر. كيف ترى عمل الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش؟ وحيد حليلوزيتش منذ قدومه إلى الجزائر حقق أرقام رائعة على رأس العارضة الفنية للخضر رغم إخفاقه الكبير في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة 2013. اعتقد أنه في الطريق الصحيح لقيادة المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، لا سيما وأنهم لا يفصله عن بلاد السامبا سوى المباراة الفاصلة والتي أتمنى أن يوفق فيها ويقود الخضر إلى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي. هل من كلمة أخيرة ؟ رمضان كريم لكل الشعب الجزائري ولكل الأمة الإسلامية، وشكرا لكم على منحي الفرصة في جريدتكم، كما أريد أن أهنىء أخي خير الدين وأقول له حظا موفقا مع فريقك الجديد كلوب إينيون ماديرا البرتغالي.