لحظات قليلة قبل موعد الإفطار ارتأينا أن تكون برفقة النجم السابق للمنتخب الوطني وهدافه لعام90، جمال مناد حتى نعلم مدى نرفزته في رمضان، وقدرته على الصوم، فكان اختبارنا فاشلا بما أنّ مناد المدرب ليس كاللاعب مثلما قال، حيث أكد لنا بأنه لا يعاني أبدا في رمضان مثلما كان عليه الأمر في أيامه كمدرب، كما أنه يبقى إنسانا عاديا في هذا الشهر ولا يتغير فيه أي أمر، وهو ما جعل الخروج له عن نطاق فكان حديثنا معه شيّق حاولنا أن نغوص في شخصية مناد الثانية والتي لا يعرفها الكثيرون فأعادنا قليلا للوراء ولأيامه كلاعب، مذكرنا بأمور غابت علينا من مشواره لنعيدها سردها لكم في هذا الحوار الذي وبقدر ما كان ديناميكيا للغاية بقدر ما أفادنا بنصائح كثيرة في الرياضة ولو أنّ الأمر كان يتعلق بحوار خارج المألوف... تابعوا . في البداية هل مناد غلبوا رمضان اليوم بسبب هذه الحرارة الشديدة؟ لا.. لا أبدا لست من الذين يغلبهم كروشهم لولا بعض العطش الذي أعترف أنه "طيحني" اليوم، لكن على كل الحمد لله لحد الآن.. أنا في "حدي وهو في حدو" ولم تحدث أمور بيننا اليوم. وكيف كان إمضاء الأسبوعين الأولين؟ والله في "رحمة"، لم أعان كثيرا كما قلت لك رغم أن النهار طويل، أنا الآن مدرب ولست لاعبا، نعم لما كنت في الميادين كنت أعاني قليلا أما الآن فأنا لا أظن أنّ رمضان "يغلبني" لكن تعلم لما يؤذن المغرب أحب أن تكون المائدة "معمرة" لأنه وفي رمضان هذا كما تعلم الناس تأكل كل شيء وتبتعد كل البعد عن تلك الأطباق الرياضية. هل يدل هذا على أنّ مناد من محبي الأكل وماذا يفضل بالضبط؟ نعم أنا من محبي الأكل بعد الأذان يجب أن تكون المائدة "معمرة" في رمضان، تعرفنا نحن الجزائريين نأكلوا كثيرا في رمضان هذا وإذا لم يكن هناك الأكل الكثير من الصعب عليك أن تقول بأن رمضان لديه "بنة"، رغم أنّ هذا الموسم جاء في الحرارة وكما تعلم الواحد يركز كثيرا على الماء والأمور التي ترويه من العطش. لكن لم تجبنا عن المأكولات التي تفضلها؟ والله كل شيء كما قلت لك خاصة "المراقي" التي لا يستطيع أي واحد منا الاستغناء عنها بالإضافة إلى الحاجة الحلوة، أو "الشطاطح" التي نجهزها كثيرا في هذا الشهر. مادام تأكل هذه الأمور من الصعب أن تمنعها على لاعبيك؟ آه لقد صدقت، في رمضان من الصعب أن تقاوم المعدة، كما أنّي أظن أنه لا يوجد مدرب قادر على منع كل هذه الأمور على لاعبيه، لقد كنا جميعا لاعبين ونعلم جيدا ماذا كان يحدث لنا خلال هذا الشهر، لا نستطيع مقاومة الجوع والعطش كما أننا في كل مرة نتعب لذا يجب أن نركز على الاسترجاع بمثل هذه الأطباق أما الصحون الرياضية مثل: "الستاك" الأرز والخضر وبعض الأمور فأنا أرى من المستحيل أن يقدر اللاعب على تناولها في هذا الشهر الفضيل، لا أظن أنّ لديها فائدة ولو أن الذين ينصحون بها يعلمون جيدا مهنتهم. وهل مناد من الناس الذين يغضبون كثيرا في رمضان؟ لا أنا لست من الذين يتنرفزون من أبسط الأشياء ولكي أؤكد لكم على شيء، "ما شي رمضان اللي يدير المشاكل الناس هي تدير مشاكل لعمرها وتحصل في رمضان، أنا لا أستطيع أن أذهب لواحد وأبحث عن سبب لإحداث مشكل وفيما بعد نقول رمضان "غالبو أو غالبني"، يجب أن نبقى هادئين دائما لأن "العيب ساهل ما شي غير في رمضان"، أما عنّي فأنا دائما أحاول الابتعاد عن كل ما يجعلني أغضب لكي لا أفسد صومي. ربما لست من محبي التسوق في رمضان؟ يمكنك القول نعم؛ أنا لست من اللذين يحبون التسوق كثيرا في هذا الشهر لكن عندما يتعلق الأمر بحاجيات العائلة من الواجب أن أجلبها لهم، أتريدونني أن أبقى بلا فطور مع هذا اليوم الطويل والتدريبات التي أبرمجها كل يوم. على ذكر التدريبات ما هو الوقت الذي يراه مناد مناسبا للتدرب خلال الشهر الكريم؟ الوقت الأفضل على الإطلاق هو بعد الإفطار، لأن اللاعب يكون في كامل قواه العقلية والبدنية، أما عنا نحن في بجاية فهناك بعض الحصص نبرمجها في المساء ساعة أو ساعة ونصف قبل الإفطار وهنا حصص أخرى نبرمجها دائما كما تعلم بعد الإفطار. لكن حصص ما قبل الإفطار تكون خفيفة ولا تجهدون فيها اللاعب؟ نعم عامة لا نجهد فيها اللاعبين كثيرا لأنك تعلم جيدا بأنها تضر بصحتهم أليس كذلك، اللاعبون لمّا يتدربون وهم صائمين يجب أن نركز لهم فقط على تمارين خفيفة، تتمثل ربما في تبادل الكرات، تمارين تقنية فوق الميدان وغير ذلك لا على الجانب البدني وبالعكس أفضل لو يكون بعد الإفطار سيكون مفيدا أكثر للاعبين كما أنهم سيتجاوبون معك أكثر. وهل سبق وأن طلب منك بعض اللاعبين تأجيل التدريبات من المساء إلى ما بعد الإفطار؟ لا أسمح لي يا أخي، لكن نحن في بجاية المدرب والإدارة هي التي تتحكم في زمام الأمور وليس اللاعبين، وإن كانوا هم فربما لا يتدربون أبدا، نحن فريق محترف ونطمح لنيل المراتب الأولى في البطولة الوطنية لكن ليس بهذه الطريقة التي يحكم فيها اللاعب في مدربه، هذا أمر ممنوع على لاعبي الكرة كما تعلم عليهم التدرب وفقط، أما التدخل في أمور المدرب فهذا ممنوع عليهم منعا باتا. بالحديث عن بجاية دائما ألم يؤثر ربما شهر الصيام عن تحضيراتكم؟ ربما يمكنك القول إنه وبعد تربص في تونس كان فيه العمل على أشده أين رفعنا من وتيرته، جاء رمضان لتخف فيه التدريبات يفقد اللاعبون لياقتهم أو جزءا منها، لكن ما ألاحظه العكس تماما لأنّي أرى في المقابلات الودية دائما لاعبي يقنعون ويلعبون بطريقة جيدة للغاية فما الذي أخاف أنا لما بدأت فترة التحضيرات في 10 جويلية، فكرت في كل الأمور ولا أظن أنّ هناك مدرب لا يضع في حساباته هذه الأمور. وهل الرزنامة الجديدة للبطولة الوطنية تساعدكم؟ أنا لست من المدربين الذين ينتقدون أي شيء البرمجة ستساعد أي فريق بما أنه سيلعب كل المقابلات داخل الديار وخارجها، وأنا من مقابلة الشلف الأولى أنا راض جدا ولن أنتقد أي شيء لكي لا يقال إن مناد صاحب مشاكل ويحب فقط الحديث عن قرارات الإتحادية أو الرابطة الوطنية، على العموم لا بأس بها. بطولة محترفة جديدة هل من كلمة؟ أظن أنه لن يتغيّر أي شيء في هذه البطولة إلا الاسم، لكن مادام سنجربها لأول مرة سنجد بعض العراقيل إن مشينا على الطريقة المثلى لبطولة محترفة، كما أنه يجب إن شاء الله أن نحترم كل الأمور وهنا ذكرتني بسؤالك حول البرمجة، حيث لم توضع بعد التواريخ لكن أتمنى وهذا من كل قلبي أن تبقى التواريخ على ما كانت عليه في السابق، بعد أن تحدد نهائيا لأنه وفي بعض الأحيان وأنت تعلم جيدا بعض رؤساء الأندية هم الذين يحكمون في طريقة البرمجة التي تساعد أنديتهم لكن هذا لا يساعد الفرق الصغيرة أبدا. ربما تقصد فريقك وأنت تملك أفضل اللاعبين؟ أنا لمّا أتحدث بالعموم لكن عن أفضل اللاعبين في البطولة، فأنا أؤكد لك بأننا لا نملك أفضل اللاعبين بل بعض من أفضل هؤلاء وأتمنى أن نؤدي معهم مشوارا جيدا العام المقبل إن شاء الله في البطولة الوطنية. ربما أمنيتك هذا العام البطولة الوطنية؟ لا أنا أتمنى فقط أن نؤدي موسما في القمة، كما أنّ دعائي في هذا رمضان هو لشبيبة بجاية كل القوة والمواصلة في مستوى راقي جدا وللجزائريين عامة موفور الهناء والصحة، وأتمنى فقط أن يتقبل الله صيامنا ونؤجر على كل الأعمال التي نقوم بها خلال هذا الشهر العظيم. نعود إليك الآن ونبدأ بمشوارك الإحترافي، هل كنت تفطر في فرنسا؟ نعم يوم المقابلات القوية التي كانت تلعب في النهار، وتحت حرارة كبيرة جدا خاصة في فرنسا والبرتغال، أين عانينا كثيرا في تلك المرحلة ولهذا كان من الواجب أن أفطر في بعض الأيام لكي لا أهلك نفسي، لأنه وكما تعلم الله سبحانه وتعالى لا يحب لعباده المضرة فكيف لعبد ضعيف أن يتدرب بتلك الطريقة وتحت حرارة كبيرة جدا في البرتغال مثلا، ألا تفطر لكي لا تضر حصتك ومشوارك الكروي. يقال أيضا أنكم في مونديال المكسيك أفطرتم؟ نعم لقد أفطرنا وهذا خوفا على صحتنا، بالله عليك أنت في بلاد بعيدة وتمثل الجزائر وستلعب في النهار أمام فريق قوي جدا، كيف لنفسك ألا تفطر لكي تكون في حال جيدة أليس كذلك... من بين الأمور ربما التي وقعت لك في رمضان أيضا أنك تلقيت عبارات الاستهجان في وهران وفي رمضان 1986؟ لا ذلك العام لم يكن في رمضان بل قبله بقليل، نعم أتذكر كنا على وشك التنقل إلى المكسيك للعب كأس العالم وبما أننا يومها لعبنا مع مولودية وهران وكان التنافس بيني وبين لاعبهم تاج بن ساولة على مقعد في المنتخب، غنى لي الحمراوة عبارة "بن ساولة مكسيكو ومناد بوريكو"، أنا لم أبه أبدا بتلك العبارة دخلت بقوة راوغت أحد المدافعين و"شبكتها الداخل" وعلى ما أتذكر يومها فزنا بهدفين لصفر مع الشبيبة في وهران وفيما بعد اعترف لي أنصار الفريق المنافس. كما أنه يقال إنك أمام تلمسان سجلت ثلاثية في رمضان؟ نعم لقد كنت يومها محظوظا وسجلت ثلاثية حتى اتهمني البعض بالإفطار. وهل صحيح أنك في كأس إفريقيا بالمغرب كنت تلعب مباراة بمباراة بين المنتخب ونادي نيم؟ نعم لقد كنت جديد العهد في نيم يومها، ولكي لا أفقد مكانتي اتفقت مع مسيري الخضر على اللعب بين المغرب وفرنسا يومها مباراة بمباراة حتى انتهت كأس إفريقيا فوافقوا، وكان لي ما أريد حتى أحافظ على سمعتي في الجزائر ولا يقال عنّي أنّي رفضت الألوان الوطنية. على ذكر المنتخب هو على وشك لعب تصفيات كأس إفريقيا هل تنتظر منهم مشوارا طيبا؟ إن شاء الله ولم لا خاصة إذا طبقوا النصائح التي يقدمها لهم الفنيون في كل مرة ولم يضربوا بها عرض الحائط، أتمنى إن شاء الله أن يكونوا في المستوى ويصلوا لكأس إفريقيا لأنه وفي مجموعتنا نملك العديد من الفرق التي تستطيع منافستنا، كما أنه أتمنى أيضا بألا "نبهدلوا رواحنا" ونفقد لقب الموندياليين. كلمة أخيرة ربما تريد إضافتها؟ كل ما أريد أن أقوله في هذا الشهر، هو أن يحافظ الجزائريون على تركيزهم وهدوئهم لكي ينهوا هذا الشهر في أمان إن شاء الله، ولا يركزوا كثيرا على الأكل لأنه ليس كل شيء.