لا مشكلة داخل المنتخب واللاعبون مستعدون للتنازل عن العلاوات حراسة المرمى ليست حكرا على قواوي وأنا على أتم الاستعداد للتنازل عن مكاني لشاوشي أو زماموش أكد الحارس الوناس قواوي بأن الأجواء السائدة داخل المنتخب الوطني تبعث على الكثير من الإرتياح والتفاؤل وأن اللاعبين تحدهم عزيمة كبيرة لمواصلة رفع التحدي والظهورفي "كان" انغولا في ثوب أحد عمالقة القارة السمراء وذلك بتنصيب المربع الذهبي كهدف رئيسي لابد من تحقيقه في العرس الكروي الافريقي تمهيدا لمفاجأة من صنع " جزائري" خالص في مونديال جنوب افريقيا.. قواوي وفي اتصال هاتفي أجرته معه "النصر" عشية انطلاق المرحلة الثانية من تربص "الخضر" بفرنسا أوضح بأن فرحة التأهل الى المونديال مازالت تلقى بظلالها على أجواء المنتخب وأن السعي لمواصلة المسيرة بنفس "الديناميكية" يبقى السلاح الأبرز الذي يشهر، الجزائريون في أنغولا ليخلص الى القول بأنه لا توجد إطلاقا أية مشكلة بخصوص التعداد وطموح بعض اللاعبين للظفر بمكانة ضمن التشكيلة الأساسية وأنه -شخصيا- مستعد وبكل روح رياضية للتنازل عن حراسة مرمى المنتخب لفوزي شاوشي لأن خيارات الطاقم الفني لايمكن أن تناقش فضلا عن ضرورة وضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار. * كيف هي الأجواء داخل المنتخب قبل أيام معدودات من انطلاق فعاليات العرس الكروي القاري؟ الحقيقة أنني انتظرت بفارغ الصبر تربص فرنسا لاستعادة الأجواء الاستثنائية التي أعيشها مع المنتخب وذلك منذ المعسكر الذي أقيم بضواحي مرسيليا عنه التحضير لمواجهة مصر بالبلدية لأن ذلك التربص كان بمثابة نقطة التحول في مسيرة المنتخب الوطني وكأنه شحن اللاعبين معنويا وجعلهم يتسلحون بروح وطنية خارقة للعادة لتكون محطة الانطلاق الحقيقية للكرة الجزائرية، وعليه فإنني أؤكد بأن أجواء المنتخب الحالي تبقى مميزة ولم أعايشها اطلاقا طيلة السنوات السعبة التي دافعت فيها عن الألوان الوطنية، فالعمل الجاد في التدريبات وخفة الروح وأجواء المرح والمزاح بين اللاعبين تعد ميزات أساسية لمنتخب أصبح بمثابة عائلتي المفضلة. * لكن بعض الأخبار تحدثت عن وجود انقسامات وخلافات وسط المجموعة، فما مدى صحة ذلك؟ هذه الضجة كانت قد أثيرت من قبل بعض الصحافيين الجزائريين مباشرة بعد ضمان التأهل الى المونديال، لأن الحديث عن التعداد كان قد أخذ بعدا مغايرا عند إثارة زوبعة بشأن اللاعب مهدي لحسن، وتلك القضية كانت نقطة البداية لحرب إعلامية شرسة استهدفت المنتخب الوطني من طرف وسائل الاعلام الجزائرية لأسباب تبقى مجهولة، ولو أن الامر يثير الغرابة لأنه من غير المنطقي أن يتم إفتعال قضايا وهمية بخصوص اللاعبين والطاقم الفني بعد النجاح في التأهل الى العرس الكروي العالمي، وفرحة المرور الى جنوب افريقيا تبقى أهم مكسب للمنتخب الحالي وأفضل رد ميداني صريح على كل المشككين في قدرات التشكيلة وتلاحمها لأن هذه "السيناريوهات" لا أساس لها من الصحة والنصف الأول من المعسكر سار في أجواء حميمية كانت امتدادا لما عايشناه في مرحلة التحضير لمقابلتي القاهرة والخرطوم، وإثارة قضايا من هذا القبيل يبقى الهدف منه محاولة ضرب استقرار المنتخب. * يفهم من كلامك بأن التشكيلة الوطنية لم تتأثر إطلاقا بالزوبعة الاعلامية التي أثيرت بخصوص قضية العلاوات وكذا حرب المناصب؟ ما يعلمه الجميع هو أن المنتخب الوطني بلغ مرحلة جد متقدمة من الاحترافية منذ تولي سعدان مهمة تدريبه، لأن الاعتماد على ترسانة من اللاعبين الذين ينشطون في كبريات البطولات الأوروبية انعكس بصورة مباشرة على أجواء المنتخب وأعطى دفعا آخر للتشكيلة وذلك بتجاوز مرحلة المشاكل الهامشية التي كانت والى وقت ليس ببعيد تطفو الى السطح على غرار قضية العلاوات وكذا رفض بعض العناصر الجلوس على كرسي الاحتياط، لكن الحقيقة ان المنتخب الحالي مجموعة منسجمة ومتكاملة تحترم القانون الداخلي وهدفها ليس كسب المال وإنما الدفاع عن الألوان الوطنية دون هوادة والسعي لتشريفها في المحافل الكروية القارية والعالمية، وهنا أود أن أفتح قوسا لأوضح أمرا مهما. * تفضل.. ما هو ؟ اذا كانت بعض وسائل الإعلام الوطنية قد أثارت ما يصطلح عليه بقضية "العلاوات" سواء بعد التأهل الى المونديال أو قبيل التنقل الى أنغولا فإنني أؤكد بالمناسبة بأن كل اللاعبين كانوا قد أعربوا عن استعدادهم هم للتنازل عن هذه المبالغ المالية وذلك عندما فتح رئيس "الفاف" محمد راواروة الحديث عن هذه القضية أثناء تواجدنا بالعاصمة المصرية القاهرة حيث أنه كشف عن استعداده لامضاء شيكات على بياض في حال التأهل الى المونديال فكان الرد صريحا بالتأكيد على أن صنع ملحمة كروية لم يكن بنية البحث عن المال وإنما لتشريف الألوان الوطنية، والفرحة الكبيرة التي عاشها ال 36 مليون جزائري بعد مباراة السودان تبقى أهم لحظة تاريخية في حياة كل لاعب، لذا فلا داعي لإثارة مثل هذه القضايا لأنها لن تزعزع أركان المنتخب الوطني. * وماذا عن مكانتك في المنتخب، وشاوشي أصبح المرشح الأكبر للعب كأساسي في دورة أنغولا؟ لقد سبق وأن قلت بأن النخبة الوطنية منسجمة ومتكاملة، ولا يهم أي عنصر إن كان سيلعب أساسيا أو إحتياطيا، وأنا شخصيا كنت قد صرحت عبر صفحات جريدة "النصر" بأنني على أتم الاستعداد للتنازل عن حراسة مرمى "الخضر" لأي زميل آخر سواء كان شاوشي أو زماموش لأن منصب الحارس الأساسي ليس حكرا على قواوي وحده بل هناك زملاء يثابرون في التدريبات بحثا عن مكانة ضمن التشكيلة الأساسية وهو أمر مشجع لأن التنافس على المناصب يجعل كل اللاعبين يجتهدون في التدريبات، وكنت منذ الوهلة الأولى قد أكدت للشيخ سعدان بأن شاوشي حارس كبير كوني أعرفه جيدا في شبيبة القبائل وطمأنته عقب مباراة القاهرة بأنه سيكتشف حارسا عملاقا في السودان بعد تعرضي للعقوبة الاوتوماتيكية، وعليه فإنني أتقبل بكل روح رياضية خيارات الطاقم الفني وأشجع شاوشي للمضي قدما نحو الأمام من اجل الاطمئنان أكثر على حراسة مرمى المنتخب، والحلوس على كرسي الاحتياط لا ينقص من قيمة أي لاعب، لأنني قدمت الكثير للكرة الجزائرية وخبرتي تبقى في خدمة المنتخب، الا أن المكانة ضمن التشكيلة الأساسية تبقى للأكثر استعدادا بدنيا وتكتيكيا. * تحدثتم في البداية عن قضية لحسن.. فهل عرج المدرب سعدان على هذه القضية في تربص فرنسا خاصة بعد الزوبعة التي أثيرت والتي كانت عبارة عن تصريحات اللاعبين؟ لقد طلب منا الشيخ سعدان طي هذه الصفحة نهائيا، لأننا كلاعبين لا دخل لنا إطلاقا في قضية التعداد وليس من حقنا سد الباب أمام اي لاعب لأن أبواب المنتخب الوطني مفتوحة للجميع، ولو أن ماجاءت به الصحف من ردود فعل وتصريحات كان محرفا ومزيفا لأن كل عناصر المنتخب لم تدل بتصريحات ضمنية، غير أن بعض الصحفيين عمدوا الى نقل أقوالهم من زاوية معاكسة على غرار ماحدث مع عنتر يحي، وقد أكد الطاقم الفني عند انطلاق هذا التربص بأن لحسن قد يكون ضمن التعداد في مونديال جنوب افريقيا بينما وضعنا نحن اللاعبين النقاط على الحروف بتبرئة الذمة من التصريحات التي نسبت الى بعض زملائنا، لأن المنتخب بحاجة الى كل عنصر قادر على اعطاء الإضافة ومهدي لحسن لاعب ممتاز يرهن على امكانياته في الدوري الاسباني حيث يلعب بانتظام كأساسي في فريق رايسنغ سانتاندير، وانضمامه الى المنتخب سيعطيه، دفعا مغايرا لأنه بالتأكيد سيتأقلم معنا بسرعة البرق كما كان الشأن مع كل من مراد مغني، حسان يبدة وجمال عبدون. * وكيف ترى الحظوظ في نهائيات كأس أمم افريقيا وماذا عن الهدف المسطر في هذا العرس القاري؟ من حق كل الجزائريين إبداء الكثير من التفاؤل بخصوص مشاركتنا في نهائيات كأس أمم افريقيا لأن الجميع اقتنع بأن المنتخب الجزائري أصبح واحدا من أقوى المنتخبات في افريقيا خاصة بعد المشوار المميز الذي أديناه في المرحلة التصفوية، لكن الحديث عن التتويج باللقب القاري يبقى أمر سابق لأوانه لأننا سنشارك في منافسة تحضرها أقوى المنتخبات على الصعيد القاري وسنكون مستهدفين من طرف باقي المنافسين سيما بعد تأهلنا الى المونديال، لذا فقد عمد المدرب سعدان خلال هذا التربص الى التركيز على هذا الجانب والتأكيد على اننا مجبرون على تسيير مشوارنا مباراة بمباراة، والهدف الفرعي الذي تم تسطيره -مبدئيا - هو اجتياز عقبة الدور الاول لأن تواجدنا في مونديال جنوب افريقيا يحتم علينا الظهور بوجه مشرف في "الكان" والمرور الى الدور الثاني ليس بالأمر السهل، لكننا نراهن على الروح المعنوية العالية لتحقيق الغاية المرجوة وبلوغ المربع الذهبي يبقى في نظري عروبون الثقة الذي يمكن تقديمه للأنصار قبل المونديال ولو أننا سنلاقي في ربع النهائي أما غانا أو كوت ديفوار الا أننا مضطرون لاجتياز كل العقبات تحضيرا للعرس الكروي العالمي.