الحكومة التونسية تدعو إلى الوحدة في محاربة الإرهاب دعت الحكومة التونسية الطبقة السياسية في البلاد إلى الوقوف صفا واحدا من اجل محاربة الإرهاب، و لكن المعارضة العلمانية لحكومة النهضة الإسلامية ترى أن الحكومة الحالية هي احد اسباب ظهور الإرهاب في تونس، و تطالب المعارضة برحيل حكومة الإسلاميين و حل المجلس التأسيسي. ونظمت المعارضة ليل الاحد إلى الاثنين تجمعا شارك فيه اكثر من 20 الف شخص فيما يعد أكبر احتجاج منذ أن بدأت المعارضة مظاهرات يومية الاسبوع الماضي. وفي ميدان باردو بتونس رددت المعارضة شعارات ضد حزب النهضة وقال مشاركون في الاحتجاج ان تجمعهم تعبير اكثر شرعية عن الارادة الشعبية، منتقدين حركة الغنوشي لاستئجارها حافلات لنقل محتجين لميدان القصبة قبل يوم وتقديم وجبات للحشود الذين قال الحزب ان عدهم تجاوز 150 الف شخص. وقالت فتاة كانت تلوح بالعلم التونسي "بحشودنا الضخمة نقول للنهضة ان بامكاننا زعزعة حكومتكم الاكثر دكتاتورية من بن علي وسنبعدكم من تونس. لقد تجمعنا بعشرات الالاف الليلة دون استخدام حافلات او طعام.. ويوم الاربعاء (غدا)سنرى الاحتجاج الذي سينهي حكم الاسلاميين". حيث يعتزم خصوم الإسلاميين تنظيم احتجاج شعبي في ذكرى مرور ستة اشهر على اغتيال شكري بلعيد. و قد شيعت تونس أمس في مراسيم رسمية حضرها الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي جنازات الجنود القتلى الذي إستهدفهم عناصر تنظيم القاعدة في جبل الشعانبي. بينما قتل جنديان وأصيب ستة آخرون في وقت سابق إثر انفجار لغم أرضي في دبابتهم أثناء قيامهم بتمشيط منطقة في ذات الجبل المحاذي للحدود التونسية الجزائرية على مشارف الصحراء. وقال التلفزيون الرسمي التونسي أن سلفيا متشددا اطلق النار مساء الأحد على الشرطة عندما حاولت ايقاف سيارته قرب بلدة بن قردان في جنوب شرق تونس قرب الحدود الليبية. و أضاف التلفزيون أنه عثر على أسلحة داخل السيارة وأنه يعتقد أن هذا الرجل واحد من مجموعة كبيرة من السجناء الذين اصدرت حكومة سابقة عفوا عنهم خلال الأيام التي تلت اسقاط بن علي. من جهته أعرب وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، مساء الأحد، عن استغرابه لعدم توحد القوى السياسية التونسية حول مواجهة الإرهاب، في إشارة إلى الانقسام السياسي الحاد الذي تشهده تونس بين المعارضة والحكومة. وقال الوزير في ندوة صحفية نظمها بمقر وزارة الداخلية "الملاحظ أنه كلما ضرب الإرهاب توحّد الجميع، إلا في تونس زادنا انقساما.. أدعو جميع الأحزاب الوطنية في تونس إلى التوحد لمواجهة الإرهاب". وهاجم بن جدو ما سماه "حملات المساس بوحدة ومعنويات الأمن التونسي"، مطالبًا الجميع بالالتفاف حول الأمن والجيش". ونفى الوزير ما وصفه ب"المزاعم التي تطلقها المعارضة حول وجود أمن مواز يدين بالولاء لحركة النهضة الحاكمة"، وقال متحديًا "إذا كان واحد له دليل على وجود أمن موازٍ فليأت به". ونفى «بن جدو» أن تكون هناك نية لإعادة جهاز أمن الدولة التونسي، قائلًا "إنه كان جهازًا لحماية شخص"، في إشارة إلى الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي تمت الإطاحة بنظامه في ثورة الياسمين أولى ثورات الربيع العربي في 14 جانفي 2011.