تحسن طفيف و نقائص مزمنة خصص التلفزيون الجزائري هذا العام 80 بالمائة من برنامجه الرمضاني للإنتاج الجزائري الدرامي و الفكاهي، و لمعرفة مستوى ما عرض من حيث عدد الأعمال و نوعية محتواها و آداء المشاركين فيها اتصلت النصر ببعض الفنانين و المخرجين و الممثلين و جمعت هذه الآراء حول محتوى القنوات الوطنية خلال الشهر الفضيل، و الذين أجمعوا على وجود تحسن ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية رغم بعض النقائص التي يمكن تداركها بالمزيد من العمل. الممثلة عايدة قشود: لغة الحوار في بعض الأعمال سوقية و حصص الأطفال غائبة كليا الشبكة البرامجية هذه السنة أحسن بكثير بالمقارنة مع السنوات الماضية، فهناك أعمال جميلة أتمنى استمرار عرضها لباقي أيام السنة لأنه من المؤسف أن نرفع سقف الإنتاج من حيث الكم و الكيف شهرا واحدا فقط لتبقى شاشاتنا خاوية من الأعمال الجزائرية في سائر الأيام. و رغم أن الأعمال أصبحت كثيرة و متنوعة من حيث الكم إلى أن النوعية أمر آخر، فمثلا لغة الحوار المستعملة في الكثير من الأعمال ليست لغة تلفزيونية لأنها لا تحترم خصوصية المجتمع الجزائري و تدخل إلى بيوت المشاهدين الألفاظ و الكلمات السوقية المنتشرة في الشارع بين فئة معينة من الناس مثل كلمة " شريكي " التي لا أجد بصراحة أي تبرير لتوظيفها في سياق الكلام. و هذا في رأيي تراجع كبير، ففي الماضي كان الحوار يصحح و ينقح بعناية شديدة أما الآن فأصبح بإمكان أي شخص أن يكتب سيناريو أو يخرج عملا تلفزيونيا بعفوية و سذاجة. و رغم أني لم أتابع جيدا كل البرنامج إلى أنه هناك بعض الأعمال التي نالت إعجابي مثل سيت كوم "جارتي " بفكرته الجديدة التي تصور واقع الحياة بين الجارات، بالإضافة إلى مسلسل "أسرار الماضي " بقصصه العديدة و المتشابكة و الذي كان اختيار الممثلين فيه موفقا إلى حد كبير، إلى جانب المسلسلات الأمازيغية كالكاميرا الخفية القبائلية و مسلسل " الدا مزيان "، و لمست هذا العام منافسة جادة بين الأعمال الدرامية و الكوميدية غير أنني أتأسف لغياب حصص الأطفال كليا من الشبكة رغم أنهم في عطلة و بحاجة للترفيه. أما عن مشاركتي فأنا غائبة هذه السنة لأنني اضطررت لرفض العديد من عروض المسلسلات لأني كنت مرتبطة بأعمال مسرحية أخذت كل وقتي. الممثلة حجلة خلادي: نحن نفتقد للنقاد و المستوى العام للشبكة البرامجية لهذه السنة أحسن أنا لا أشاهد كثيرا التلفزيون خلال شهر رمضان لأنني أكون عادة مشغولة في المطبخ لتحضير الفطور و الاهتمام بأمور المنزل إذا لم يكن لدي عمل خارجه، غير أنني حاولت أن أطلع في بداية رمضان على مختلف البرامج الجديدة لتكون لدي فكرة عن ما يعرض هذا العام، و هي بصراحة شبكة غنية جدا و متنوعة تزخر بأعمال ناجحة رفعت المستوى العام كثيرا مقارنة بالأعوام الماضية، بدءا بالسلسلات الكوميدية كسلسلة " ماك ديدين " التي شاركت فيها، سلسلة " طاكسي " التي تعرض قبيل الإفطار و سيت كوم " دار البهجة " الذي أفرحتني عودة بيونة من خلاله للشاشة الصغيرة، و أعتقد أن الجمهور هذه السنة لديه الخيار لينتقي الأعمال التي تعجبه و ممثليه المفضلين الذين يظهر البعض منهم في أكثر من عمل. كما أن قصص سيناريوهات هذه السنة أجمل كمسلسل " أسرار الماضي " للمخرج بشير سلامي، كما لفت انتباهي كل من سيت كوم " جارتي " الذي تألقت فيه الفنانة فاطمة حليلو كعادتها، بالإضافة إلى سيت كوم " سيشوار" و الكاميرا الخفية " بالك واسع " للمخرج مهدي عبد الحق التي أجدها فعلا مضحكة و فكرتها جميلة و مميزة. كفنانة ليس لي أن أنتقد الأعمال المقدمة في رمضان لأن هذه مهمة النقاد المختصين و ليس الفنانين أنفسهم، و لكننا في الجزائر نفتقد للأسف للنقاد الفنيين للقيام بهذا الدور من أجل مساعدة الفن على الارتقاء و لفت انتباه الممثلين و المخرجين ليحسنوا من أدائهم." الممثلة آمال حيمر: الكم و المنافسة ترفع المستوى و تولد النوعية عدت هذه السنة للظهور في التلفزيون في دور رئيسي في مسلسل " أسرار الماضي " بعد أن غبت عن الأنظار كثيرا حيث كان آخر عمل قدمته في سنة 2005، و يتميز هذا العمل بوجوه فنية جديدة و موهوبة و موجهة بشكل جيد، كما أعجبت أيضا بالكاميرا الخفية و سيت كوم " الطاكسي " الذي يبرز أفكارا جديدة على غرار باقي أعمال الشبكة الرمضانية لهذه السنة فالأعمال المقدمة فيها روح متجددة و أفكار خلاقة و مبدعة، أثبتت أن الممثل الجزائري عندما يوضع في قالب جيد يستطيع العمل بجد و يعطي أفضل ما عنده، و قد أصبح لدينا الآن الكم عندما أصبح التلفزيون الجزائري يعرض أكثر من مسلسل يتنافس على استقطاب الجمهور و هذا ما سيولد الكيف و النوعية، و بعد رمضان سأحاول مشاهدة كل الأعمال التي عرضت. المخرج بشير درّايس: لفتت انتباهي بعض الأعمال و المستوى العام أقل من متوسط أنا لست من متتبعي التلفزيون كثيرا خلال شهر رمضان ما عدا بعض البرامج التي لفتت انتباهي في الشبكة البرامجية لهذه السنة كحصة " جرنان القوسطو " التي تواكب آخر المستجدات الحالية من أخبار سياسية و ثقافية و اجتماعية و تعلق عليها بطريقة كوميدية، بالإضافة إلى سيت كوم "جارتي " الذي أجد أنه لا بأس به. لكن المستوى العام للأعمال الجزائرية يبدو أقل من متوسط ،لأن السيناريوهات بدت ضعيفة كما أن الأعمال التي تنجز في اللحظات الأخيرة من المنطقي أن لا تعطي نتائج جيدة، رغم وجود العديد من الأفكار و المبادرات الجادة لكنها مازالت غير ناضجة و تحتاج للمزيد من الخبرة و الإمكانيات. الممثل عبد الباسط بن خليفة : لم أتابع أي عمل درامي بالتلفزيون الجزائري سهرات رمضان لهذا العام بالنسبة لي هي التوجه إلى المسجد لأداء صلاة التراويح ثم العودة إلى البيت لمتابعة القنوات الإخبارية فالأحداث التي تشهدها مصر و مختلف الدول العربية تستحوذ على اهتمامي و بالتالي لم أتمكن من متابعة الأعمال التلفزيونية التي بثها التلفزيون الجزائري في أيام الشهر الفضيل. علما بأن نشاطاتي الفنية هذا الموسم إذاعية بالدرجة الأولى فأنا لم أظهر في أي عمل درامي في رمضان و آخر أعمالي التلفزيونية هي سلسلة وثائقية ثورية عنوانها " شهداء المقصلة " لمخرج التهامي. الممثل نواري راجعي: تابعت بعض الأعمال الدينية فقط قمت في شهر رمضان بالمشاركة في جولة فنية لعرض مسرحية نورمال " عبر مسارح العديد من ولايات الوطن و بالتالي لم أتمكن من متابعة برامج التلفزيون الجزائري لكن كل ما أتيحت لي الفرصة أتابع بعض الأعمال الدينية التي أحبها كثيرا و قد أعجبت بمسلسل "خيبر" للمخرج محمد عزايزية.