18مصابا وانهيار مباني وفيلات في انقلاب قطار لنقل المحروقات بالحروش انحرف في حدود الساعة الواحدة من ليلة أول أمس، قطار لنقل البضائع يجر10 عربات وقاطرة منها6 محملة ب 53طنا من القمح و4معبأة ب 180 متر مكعب من البنزين، على مستوى مدخل مدينة الحروش بولاية سكيكدة قرب محطة السكك الحديدية ،مخلفا إصابة18 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة بينهم رئيس القطار والسائق ومساعده، كما تسبب في انهيار مباني وسكنات بحي المفرزة رقم4 وإتلاف أشجار وسقوط جدار ضخم بمئات الأمتار. وعاشت خلالها العائلات المقيمة بجوار موقع الحادث ليلة دراماتيكية أجبرت أفرادها على مغادرة المنازل والبقاء في الشارع خوفا من حدوث أي مكروه لهم خاصة بعد تسرب كميات هائلة من البنزين الذي انتشر على مساحات واسعة عبر الأحياء الحضرية، علاوة على بعض الأضرار على مستوى الجسر. النصر تنقلت فور وقوع الحادث إلى عين المكان، وقد صدمنا لهول ما شاهدنا بمحيط السكنات التي جرفتها القاطرات نظرا لقوة الاصطدام إلى درجة أن إحدى القاطرات المحملة بالبنزين توغلت إلى أسفل فيلا من 4طوابق وكادت أن تنهار على ساكنيها، وقد تم انقاذهم من الموت بأعجوبة بعدما نجح الجيران في إخراجهم من أحد المنافذ من تحت الأنقاض، مما تسبب في إصابتهم بصدمات نفسية وتم تحويلهم على جناح السرعة إلى المستشفى. وفي ظل غياب معلومات رسمية عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى انحراف القطار عن مسار السكة تباينت الآراء والروايات عن الحادث فمنهم من يقول أن الحمولة الزائدة هي السبب الرئيسي في انحراف القطار، والبعض الآخر يرجعها إلى عدم صلاحية السكة، وفي خضم ذلك انخرط كل من كان متواجدا في موقع الحادث رفقة الحماية المدنية في رحلة بحث عن سائق القطار ومرافقيه وزادت شكوكهم أو بالأحرى مخاوفهم من أن يكونوا قد هلكوا خاصة بعد أن عثروا على أحذية ومحفظة نقود وبعض الوثائق. وفي تلك الأثناء علمنا بأن السائق متواجد بالمستشفى وهناك وجدنا ثلاث مصابين رئيس القطار المدعو بولغلم عبد المالك56سنة من سكيكدة والسائق إبراهيم بلهادف54سنة الذي ينحدر من قسنطينة ومساعده عادل طلحة من بلدية أولاد رحمون، حيث أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة في أنحاء مختلفة من الجسم وأجمع الثلاثة في تصريحاتهم للنصر أن سبب الحادث يعود إلى فقدان الفرامل ونفاد الهواء، وأشاروا بأن القطار كان متوجها من سكيكدة إلى قسنطينة وبالتحديد إلى سيدي مبروك وعند وصولهم إلى النقطة الكيلومترية48 توقف القطار عن السير حوالي25دقيقة وفجأة غير مساره وعاد إلى الخلف بسرعة متصاعدة ما جعلهم يلجئون إلى وضع الرمل في السكة كمحاولة منهم لتخفيف من السرعة لكن بدون جدوى، كما استنفدوا استعمال كل الفرامل الخمس الموجودة بالقطار، ولكن دون نتيجة واستبعدوا تماما فرضية الحمولة الزائدة . وأضاف رئيس القطار أنه لما لاحظ السرعة في تصاعد مستمر تأكد بأن الخطر بدأ يتضاعف فقام بالقفز من القاطرة مما تسبب في إصابته بإغماء وجروح ليتنقل بعدها إلى غاية محطة القطار بعين بوزيان مشيا على الأقدام لمسافة 2كلم وهناك سقط مغمى عليه ليجد نفسه في المستشفى. أما السائق ومساعده فقد صرحا بأنهما استنفدا كل الحلول من أجل توقيف القطار والبداية كانت باستعمال الفرامل الخمس ثم الرمل لكن بدون نتيجة فقررا حينها البقاء في القطار ومواصلة المحاولات من أجل تجنب حصول كارثة وعند وصولهم إلى منعرج الجسر على مقربة من محطة القطار بالحروش انحرفت العربات أسفل الطريق لتصطدم مباشرة بالعديد من السكنات والمباني والفيلات بحي المفرزة رقم4 ولم يصدقا بأنهما على قيد الحياة نظرا لخطورة الحادث، حيث تم انتشالهما من تحت القاطرات. وفي ذات السياق كشفوا بأن مشكلة مقطع عين بوزيان كثيرا ما يشهد صعوبات في سير القاطرات وتم رفع المشكلة إلى الجهات المختصة من أجل التدخل لكن بقي الأمر كما هو عليه، كما تحدثوا عن الصعوبات التي يلاقونها يوميا في ظل انعدام أبسط الوسائل اللازمة للعمل. من جهتها الحماية المدنية قامت بتسخير إمكانيات بشرية ومادية معتبرة للبحث عن ناجين من تحت الأنقاض وتفقد مكان الحادث كما قامت بتنظيف مكان البقعة المتسربة من البنزين وفرض حزام أمني وقائي بمحيط الحادث من جهتها سارعت شركة سونلغاز بقطع الغاز عن الحي تجنبا لأية حوادث. هذا وقام الأمين العام للولاية رفقة مدير البيئة بزيارة مكان الحادث أين وقف على حجم الخسائر قبل أن يتنقل للمستشفى رفقة السلطات المحلية للإطمئنان على المصابين.