الغرب يحضر لضرب سوريا والسعودية تستعجله حثت المملكة العربية السعودية الدول الغربية على اتخاذ موقف حازم و مهاجمة قوات بشار الأسد عسكريا، في أعقاب الاتهامات له باستخدام أسلحة كيماوية، و جاء الموقف السعودي بعد رفض موسكو مقايضة عرضتها الرياض على روسيا لتقلل من دعمها لدمشق، تمنح بموجبها المملكة كميات كبيرة من النفط لموسكو، بينما تحدى وزير الخارجية السوري الانظمة الغربية بإظهار دليل واحد على قصف النظام للمعارضة في الغوطة قرب دمشق بأسلحة كيماوية . وقال وليد المعلم في مؤتمر صحفي عقده أمس أن أي ضربة محتملة ضد بلاده ستخدم مصالح إسرائيل وتنظيم القاعدة. و قد تأجلت زيارة فريق مفتشي الأممالمتحدة المكلفين بالتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية أمس بسبب مخاوف أمنية، فيما جرى التذكير بالأكاذيب التي ساقتها واشنطن و حلفاؤها قبيل غزو العراق قبل 10 سنوات بشأن امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل و علاقاته بالقاعدة. و لكن الاستعدادات في عواصم غربية تجري لتحضير عمل عسكري ضد قوات النظام السوري حيث نقلت وكالة رويترز عن مصادر حضرت اجتماعا بين مبعوثين غربيين والائتلاف السوري المعارض في إسطنبول أن القوى الغربية أبلغت المعارضة بتوقع توجيه ضربة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد في غضون أيام والاستعداد لمحادثات سلام في جنيف. و أخبرت مصادر من الإدارة الأمريكية عناصر المعارضة السورية بالأهداف العسكرية المحتمل قصفها من قبل البحرية الأمريكية في حملة تشبه العمليات التي شنتها في كوسوفو، دون تدخل على الأرض. و تحت ضغط نواب البرلمان البريطاني تمت الدعوة أمس إلى عودتهم من العطلة لمناقشة ما تزمع حكومة دافيد كامرون الإقدام عليه رفقة قوى غربية و عربية من توجيه ضربات عسكرية لمواقع قوات الأسد. في ذات الوقت أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده ستزيد من دعمها العسكري للائتلاف الوطني السوري المعارض في إطار التزاماتها أمام الاتحاد الأوروبي. وفي خطاب سنوي أمام سفراء الجمهورية الفرنسية في الخارج الذي عقد في باريس أمس ، شدد هولاند على أن الحل الدبلوماسي في سورية لا يلغي الخيار العسكري، وأكد أن كل المؤشرات تدل على أن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي، مشيرا إلى أن فرنسا جاهزة لمعاقبة من اتخذ القرار المشين بضرب الأبرياء بالكيميائي. وقد أدانت جامعة الدول العربية أمس استخدام السلاح الكيماوي في النزاع السوري دون أن توجه الاتهام لطرف معين أو تحمل المسؤولية لجهة محددة. و لكن وزير الخارجية السوري،نفى بشدة أمس ما روج من قبل مسؤولى الادارة الامريكية و المعارضة السورية حول استخدام دمشق للسلاح الكيمياوي المحرم دوليا و تحدى من يتهم القوات السورية باستخدام السلاح أن "يقدم أي دليل على ذلك" للرأي العام. وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في دمشق لشرح تطورات الموقف السوري حيال التصعيد الأمريكي والأوروبي بتوجيه ضربة عسكرية محتملة على بلاده بزعم استعمالها السلاح الكيماوي ضد السوريين أن ما روج من قبل مسؤولي الادارة الامريكية حول استخدام القوات السورية السلاح الكيماوي" كاذب جملة و تفصيلا". و أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السوري أن "لدى سوريا الأدلة على استخدام المعارضة للكيماوي و ستكشف عنها فى الوقت المناسب". و اتهم المعلم الولاياتالمتحدة بأنها "لا تريد حلا سياسيا" للأزمة القائمة فى بلاده منذ مارس 2011 "لأن إسرائيل تريد استمرار العنف والإرهاب في سوريا". و أوضح الوزير السوري "أن أي ضربة عسكرية محتملة لن تؤثر على الإنجازات الميدانية في الغوطة الشرقية" بريف دمشق. وقال المعلم "في حال وقعت الضربة أمامنا خياران هما إما أن نستسلم أو أن ندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة وهذا هو الخيار الأفضل". و أضاف المسؤول السوري " أن توقيت موضوع الكيماوي سببه إنتصارات قواتنا المسلحة وضرباتها الإستباقية التى حمت سكان دمشق". وأفاد المعلم بأن نظيره الأمريكي جون كيري اتصل به يوم الخميس الماضي بعد قطيعة عامين ونصف العام وكان "حديثا وديا" و أوضح أنه قال له " لدينا مصلحة في الكشف عن ما حدث في الغوطة الشرقية". ومن جهة أخرى ذكر رئيس الدبلوماسية السوري بأن السلطات السورية اتفقت على تقديم جميع التسهيلات وضمان أمن بعثة التحقيق الدولية حول السلاح الكيماوي في المناطق الخاضعة تحت سيطرة الجيش السوري و قال " لسنا من يعرقل عمل لجنة التحقيق الدولية المكلفة بالأسلحة الكيميائية". وأوضح أن البعثة طلبت التوجه للمناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة وعندما أرادوا الدخول إليها جوبهوا بإطلاق نار على سياراتهم ولم يستطيعوا متابعة جولاتهم في مناطق المسلحين "لأن المجموعات المسلحة لم تتفق على ضمان أمنهم". و أشاد المعلم في المؤتمر الصحفي بموقف الأردن الذي رفض فتح مجاله الجوي لأي ضربة عسكرية على سوريا، و وصفه بأنه "أمر جيد لأن أمن الأردن مرتبط بأمن سوريا". ولفت إلى أن هناك "تنسيقا كاملا مع الإيرانيين" في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن ما يجري في العراق وسوريا "مخطط له منذ عام 2009 للوصول إلى طهران".