واصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم تحديه للغرب مؤكداً أن أي عدوان على سوريا يخدم مصالح إسرائيل ثم جبهة النصرة، وشدد على أن أي ضربة عسكرية لن تؤثر على ما وصفه بالإنجازات الميدانية في الغوطة. قال المعلم خلال مؤتمر صحفي أمس، إنّ ما يُروّج له من قبل إدارة أوباما حول الضربة المحتملة مجرد أكاذيب، وأكّد أنه إذا كان توازن القيادة التركية اختل بسبب أحداث مصر فسيزداد عمقاً تجاه سوريا. يأتي هذا في ظل توجه قوي من قبل تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا لشن ضربة عسكرية ضد النظام السوري، حيث قال المعلم إنه إذا وقعت الضربة العسكرية ستواصل دمشق الدفاع عن نفسها بالوسائل المتاحة، وشدد على أنه لم يجزم إطلاقاً بأن هناك ضربة عسكرية في الأساس، مضيفا »إذا هوجمنا سيكون أمامنا خياران إما الاستسلام أو الدفاع عن أنفسنا، ولدينا وسائل ندافع بها عن أنفسنا ستفاجئ العالم«. وعن العلاقة بروسيا لاسيما بعد الموقف الأخير الذي أطلقته بعدم تدخلها في حال وقوع أي ضربة عسكرية ضد سوريا، أكد أن العلاقة مع روسيا راسخة وكلام لافروف بالأمس كان طبيعياً. كما رأى في رفض الأردن فتح مجاله الجوي لأي ضربة عسكرية على سوريا أمر جيد، مؤكداً أن أمن الأردن مرتبط بأمن سوريا، ولفت إلى أن هناك تنسيقاً كاملاً مع الإيرانيين في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن ما يجري في العراق وسوريا مخطط له منذ 2009 للوصول إلى طهران. من جهة أخرى، نفى المعلم أن يكون الرئيس الأسد هدد بتفجير آبار النفط في الخليج، أما عن موضوع لجنة التحقيق في الكيماوي، فأكد أن سوريا لم تستخدم الأسلحة الكيماوية، متحدياً مَنْ لديه أدلة على استخدام النظام للكيماوي على إظهارها. وأضاف المعلم، أنّ ما حدث في الغوطة هو ضربة استباقية للهجوم على دمشق، وتساءل »كيف نتهم بالتأخير في مجيء لجنة المحققين الأمميين، بينما تطلّب قدوم المفتشين خمسة أشهر، منذ حادثة خان العسل، الذي يتهم فيها النظام المعارضة السورية باستخدام الكيماوي«.إلى ذلك، أكد وزير الخارجية السوري أن المفتشين لم يتمكنوا من تفتيش موقع جديد خاضع لمسلحي المعارضة، أمس، بسبب ما سمّاه خلافات بين المسلحين، مؤكداً أن الخبراء الأمميين تعرضوا لإطلاق نار من القناصة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية. كما أشار إلى أن الائتلاف المُعارض حدد المواقع الأربعة التي ستفتشها الأممالمتحدة في الغوطة الشرقية، ولفت إلى أن لجنة التحقيق لم تطلب في البداية التوجه إلى مواقع محددة في الغوطة الشرقية، وشدد على أن لدى الحكومة السورية مصلحة في الكشف عن حقيقة ما حصل في الغوطة الشرقية، وأنها لم تجادل أو تحدد المواقع التي يجب تفتيشها. يشار إلى أنّ مصدرا حكوميا أردنيا أكّد أن الأردن لم يغير موقفه من الأزمة السورية ولن يكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد سوريا، يأتي هذا التصريح في ختام اجتماع في الأردن ضم رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي ورؤساء هيئات الأركان في كل من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا لبحث تداعيات الأزمة السورية.