سكيكدة تحقق ذروة تهافت المصطافين على شواطئها لتوديع موسم السباحة تشهد شواطئ ولاية سكيكدة ذروة توافد المصطافين المتلهفين لاستغلال كل لحظة من الأيام الأخيرة من العطلة الصيفية في التسلية و الترفيه قبل العودة الوشيكة إلى الدراسة أو العمل ، فالحركة على طول الشريط الساحلي انطلاقا من شواطئ العربي بن مهيدي ،"جان دارك" سابقا ، من الجهة الشرقية الى غاية سطورة بالجهة الغربية، مرورا بشاطئ الجنة و"الماركات"، تكاد لا تنقطع سواءا في الليل أو النهار. عائلات من كل حدب وصب جاءت تتسابق لأخد مكان في أحد هذه الشواطئ من أجل السباحة والاستجمام والتمتع بزرقة البحر ورماله الذهبية التي تعانق جباله الخضراء في لوحة طبيعية رسمها الخالق تخطف بصر كل من تطأ أقدامه هذا المكان المميز الذي أصبح وجهة مفضلة للكثيرين، لاسيما العائلات التي وجدت ضالتها في الساحل الهادئ الرائع بسلسلة صخوره المتتابعة المترامية على جنبات الطريق الذي يشهد ازدحاما للسيارات التي تحمل ترقيم من مختلف ولايات القطر الجزائري وحتى من دول أجنبية. هذا ما وقفنا عليه خلال الرحلة التي قادتنا الى شاطئ سطورة الذي يشهد حركة دؤوبة مند الصباح الباكر. بعض سكان المنطقة قالوا لنا بأن الشاطئ وعلى غير العادة يشهد هذا الموسم اقبالا ملفتا .حيث يبدأ توافد المصطافين مند الصباح الباكر ويستمر الى غاية الرابعة صباحا في أجواء يطبعها الهدوء والفرحة والابتهاج دون أية مشاكل. لعل ما ساعد على تزايد الاقبال حسبهم هو توفر المنطقة على كل سبل الراحة التي يحتاجها المصطاف في هذا الفصل الذي تكاد أيامه تنقضي. في طريقنا نحو الشاطئ صادفنا أربعة شبان منشغلين بلعبة الدومينو". سألناهم عن مكان إقامتهم فعرفنا أنهم من العاصمة . و شرحوا لنا بأنهم قطعوا مئات الأميال للمجيء الى هذا الشاطئ بعدما سمعوا الكثيرين يتحدثوا عن جماله ومميزاته الجذابة خاصة الهدوء، بالإضافة الى أنه عائلي حيث يمكن للمرء أن يقصده مع أفراد العائلة و هو مطمئن البال و واثق بأنه سيقضي لحظات رائعة، علاوة على توفره على كل مستلزمات الراحة بأسعار معقولة وكذا المعاملة اللائقة والمحترمة من طرف مرتادي الشاطئ .هذا ما لا يجدوه في أماكن أخرى عديدة . عائلة أخرى من ولاية إليزي وجدناها تهم بمغادرة الشاطئ فأكد لنا أفراد منها بأنهم وجدوا كل الراحة و الاستجمام في هذا المكان الجميل والجذاب الذي نال اعجابهم وتمنوا أن تتكرر زيارتهم في الموسم المقبل لروسيكادا .أما رياض الذي وجدناه رفقة أطفاله وزوجته فهو من قسنطينة.أكد لنا بأنه متعود على زيارة هذا الشاطئ في كل عام لكونه الأجمل كما قال ويتوفر على الشروط الضرورية للراحة و الترفيه ولا يندم كل من يزوره. قبل أن نغادر الشاطئ ،اقتربنا من أحد الشباب الذي يبيع الشمسيات والكراسي فقال لنا بأن أسعارها في متناول الجميع و لا أحد احتج عليها من المصطافين. مشيرا إلى أن الحركة بهذا الشاطئ تكاد لا تنقطع سواء في النهار أو الليل الذي يشهد اقبال العديد من العائلات لقضاء السهرة وتزداد الظاهرة أكثر في نهاية الأسبوع. غير بعيد عن هذا الشاطئ وبالتحديد بميناء التسلية والترفيه الذي تم تهيئته مؤخرا، تتواجد خيمة عملاقة نصبها أحد المستثمرين الخواص وهو ما زاد المكان رونقا وجمالا وقال صاحبها بأنها فضاء لاستقبال العائلات فقط لقضاء السهرات و يحرص على توفير المأكولات والمشروبات لها بأسعار معقولة. مشيرا إلى أن عمله يبدأ على الساعة الخامسة مساءا عندما يشرع في استقبال العائلات وتتواصل السهرات الى غاية الرابعة صباحا في أجواء جد رائعة.هذا ما أكدته عائلة وجدناها هناك . و أضاف محدثنا بأنه يستقبل عائلات من كل أرجاء الوطن وحتى من الصين. إلى جانب الخيمة العملاقة تتواجد محلات فتحتها السلطات المحلية لفائدة الحرفيين مخصصة لبيع الملابس التقليدية وتشهد بدورها اقبالا لا بأس به من المصطافين الذين يرغبون في أخد تذكار من ولاية سكيكدة يخلد أياما جميلة من عطلتهم .غادرنا المكان والحنين يشدنا الى زيارته مرة ثانية.