بوتين يقول أن روسيا ستتدخل عسكريا إذا ضربت سوريا فرضت حالة الانقسام الواضحة في قمة مجموعة العشرين المنعقدة بسان بطرسبورغ الروسية بشأن الوضع في سوريا نفسها على الخريطة العالمية، و تكرس التباين في مواقف و مصالح كبار العالم، حيث طالب حلفاء واشنطن الأحد عشر في المجموعة و من بينهم تركيا و السعودية و فرنسا و أستراليا و كوريا الجنوبية و بريطانيا و إيطاليا و اليابان و كندا، بعدم السكوت حيال استعمال السلاح الكيماوي في الحرب الأهلية السورية، لكنهم قرروا تأجيل الرد القوي الذي طالبوا به إلى حين تقديم محققي الأممالمتحدة تقريرهم بخصوص الاتهام الموجه لنظام بشار الاسد باستخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق يوم 21 أوت الفارط. بيان باسم مجموعة الأحد عشر وزعه البيت الابيض الأمريكي أمس قال أن مجلس الأمن الدولي ينبغي أن يقوم بواجبه في الحفاظ على السلم العالمي و معاقبة مرتكبي جرائم استعمال السلاح الكيماوي المحظور بموجب قوانين الأممالمتحدة، و رغم اللهجة المتوازنة للبيان فإنه لم يحصد سوى موافقة الدول التي تريد شن الحرب على سوريا. و قد امتنعت دول من مجموعة بريكس كالبرازيل و الهند و جنوب إفريقيا و كذا الصين و بالطبع روسيا عن دعم واشنطن في الشأن السوري و لم تعلن المصادر عن فحوى المباحثات التي جرت على هامش قمة العشرين بين أوباما و بوتين لكن الرئيس الأمريكي وصفها بالجيدة و البناءة و لم يفصح عن موقفه إذا صوت الكونغرس ضد الحرب على سوريا. من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان موسكو لن تقف صامتة إذا تم توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد و وصف سوريا بأنها الحليف الإستراتيجي لروسيا في المنطقة و من الطبيعي ان تدافع موسكو عن دمشق و لو بتدخل عسكري مباشر في حالة نشوب الحرب. الموقف الروسي القوي لصالح دمشق جعل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعلن أن باريس لن تبادر بضرب نظام الأسد قبل ان يقدم المحققون التابعون للأمم المتحدة نتائج تحقيقاتهم لمجلس الأمن الدولي، بعدما كانت باريس تؤكد أن نظام الأسد مسؤول عن الهجوم بالسلاح الكيماوي على مواقع للمعارضة في الغوطة، و انه تبعا لذلك تجب معاقبته بقصف مواقعه، و قالت واشنطن أن الضربات التي تنوي توجيهها للأسد تستهدف إضعاف قوته على إلحاق الهزيمة بمقاتلي الجيش السوري الحر، و ذهب أحد صقور الكونغرس جون ماكين الى حد وصف المتشددين الإسلاميين المشتبه في علاقاتهم بتنظيم القاعدة بأنهم إسلاميون معتدلون و فسر صيحات الله أكبر التي يطلقونها عند قيامهم بمقاتلة عناصر الجيش النظامي السوري بأنها تعبير عن شكر الرب و انه لا أحد في الولاياتالمتحدة يعترض عندما يشكر أحدهم ربه. في سياق حمى الصراع الدولي على سوريا تعرضت أمس مدينة معضمية الشام جنوب غرب دمشق لقصف عنيف من القوات النظامية في محاولة للسيطرة على هذه المدينة القريبة من مطار عسكري استراتيجي في دمشق قبل ضربة عسكرية غربية محتملة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان،. وقال أشار المرصد الى سقوط أربعة صواريخ أرض-أرض على المدينة. وقال أن القصف يتزامن "مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على عدة جبهات في محاولة من القوات النظامية اقتحام المناطق التي تسيطر عليها الكتائب المقاتلة". " و أوضح مدير المرصد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "يبدو أن النظام يحاول السيطرة على معضمية الشام قبل الضربة العسكرية الغربية المحتملة ، وذلك لقربها من مطار المزة العسكري الاستراتيجي" غرب دمشق. و هو أهم مطار عسكري في سوريا، يضم تجمعات كبيرة للقوات النظامية، لا سيما الفرقة الرابعة التي تعد من أبرز فرق النخبة في الجيش، ويقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.