20 سنة سجنا لستة متهمين بالمتاجرة بأزيد من 5 قناطير من الكيف قضت محكمة الجنايات بوهران أمس ب20 سنة سجنا نافذا ضد 6 متهمين في قضية تهريب 5.5 قنطار من الكيف حيث وجّهت لهم تهمة حيازة المخدرات و المتاجرة بها بواسطة جماعة إجرامية منظمة، في حين صدر حكم غيابي في حق ثلاثة متهمين بالسجن المؤبد،علما أن التماسات النيابة العامة كانت بالسجن المؤبد لجميع المتهمين . قضية أمس التي افتتحت بها محكمة جنايات وهران دورتها الثالثة لهذا العام، رفعت النقاب عما أثارته الصحف الوطنية من جدل حول تورط ابن وزير العدل الطيب بلعيز في قضية المخدرات، حيث كشف المتهم " بلعيز-ج" أن لا علاقة له بالوزير، وأنه لم يستعمل أبدا هذا التشابه في الأسماء لخدمة مصالح معينة مثل التهرب من الحواجز الأمنية أو ما شابهها، كما كشف محاميه أن العلاقة لا تتعدّى أن تكون تشابه أسماء لأبناء العرش، وهو أمر موجود - كما أضاف- في كل مناطق البلاد، حيث أن المتهم الذي قالت بعض الصحف أنه ابن الوزير هو في حقيقة الأمر فلاح بمنطقة دوار السلام التابع لبلدية باب العسة بتلمسان لا يتعدى مستواه الدراسي السنة السابعة أساسي، كما أنه مسبوق قضائيا بأربع قضايا منها ما تعلق بحيازة واستهلاك المخدرات، وقد تم توقيفه في قضية الحال بعد العثور على صورته في الهاتف النقال الذي تم ضبطه من طرف رجال الدرك عند توقيف السيارة التي كانت تحمل كمية مقدرة ب5.5 قنطار من الكيف. وكان المتهم "بلعيز-ج" أول المستجوبين من طرف محكمة الجنايات مطالبا ببراءته، وهو نفس ما طالب به بقية المتهمين خاصة وأن توقيفهم جاء بناء على الصور التي وجدت في الهاتف النقال للمتهم الرئيسي الموجود في حالة فرار رفقة متهمين آخرين .يذكر أن إحدى الجرائد الوطنية نشرت شهر جويلية الماضي خبرا مفاده أن ابن وزير العدل الطيب بلعيز متورط ضمن جماعة إجرامية مختصة في تهريب المخدرات، وقد ردّ النائب العام لمجلس قضاء وهران حينها بأنه مجرد تشابه في الأسماء لمتهم مضى على توقيفه سنة.وقائع القضية تعود ل21 أوت 2009 حين لم تمتثل سيارتان من نوع " رونو-ميقان" و" مرسيدس" لأمر التوقف من طرف مصالح الدرك على مستوى حاجز أمني بلدية العامرية التابعة لولاية عين تيموشنت، وبعد المطاردة قام هؤلاء الأشخاص بالتخلي عن سيارة "المرسيدس" التي كانت محمّلة بأكثر من خمسة قناطير من الكيف في أحد الحقول المجاورة ليفّروا على متن سيارة"الميقان"، وعند تفتيش السيارة التي تخلّى عنها المهربون تم العثور على هاتف نقال وشريحة أخرى كانت مخبأة مع كمية الكيف، والتي تمكّنت من خلالها مصالح الدرك الوطني من توقيف المتهمين الخمسة المنحدرين من نفس المنطقة بباب العسة، والذين أكدّوا جميعهم أن المدعو " ط-ع"هو صاحب سيارة المرسيدس، وكانوا عندما يحتاجون خدماته يقوم بنقلهم إلى المدينة، وأضافوا أنه كان يأخذ لهم صورا بهاتفه النقال وهم لا يمانعون في ذلك كونه ابن قريتهم و يعرفونه. في حين أكدّت ممثلة النيابة العامة بأن وجود هذه الصور لم يكن صدفة وإنما لتورط المتهمين مع المتهم الرئيسي الموجود في حالة فرار، خاصة وأن بعضهم له سوابق في حيازة المخدرات وتهريب المازوت، بينما رافع محاميهم بأن وجود الصور ليس دليلا على أنهم متورطون مع المتهم الفار، أما المتهم السادس المنحدر من وهران فقد أكّد للمحكمة أنه لا يعرف أحدا من المتهمين ولا علاقة له بالقضية سوى أنه باع شريحة هاتف نقال لأحد الأشخاص الذي باعها بدوره للمتهم الرئيسي الفار، وقال أنه سائق شاحنة منذ 20 سنة بمؤسسة نفطال، ومستقر عائليا ليس له دافع للتورط مع تجار المخدرات وهي نفس الكلمات التي رافع بها محاميه ولكن هيئة المحكمة قضت بعد جلسة مداولات دامت حوالي ساعتين بالحكم السابق.