أصدرت مساء أول أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء سعيدة حكما يقضي بإدانة المدعوين تيتيات محمد يزيد وعمير خالد وبن منصور العربي وغرفاتي فتحي والعرابة زيان بلعيد والعرابة زيان محمد ب 20 سنة سجنا نافذا وغرامية بقيمة 10.000دج بتهمة استيراد 14 قنطارا من المخدرات والمتاجرة فيها ونقلها وتهريبها واستعمال وتزوير وثائق إدارية تتمثل في بطاقة رمادية. في حين أدانت المتهم بن توتة بوشنتوف ب 12 سجنا نافذا وبرأت ساحة سبعة متهمين آخرين من ضمنهم زوجة المتهم الرئيسي تيتيات محمد يزيد. انطلقت محاكمة المتهمين يوم الأحد الماضي مع تسجيل حضور كوكبة من المحامين للدفاع عن موكليهم، 11 متهما موقوفين وثلاثة متهمين غير موقوفين، حيث افتتحت الجلسة من طرف رئيس محكمة الجنايات الذي سرد وقائع القضية التي تعود إلى تاريخ 19 / 04 / 2003 عندما عثرت فرقة الجمارك لبلدية الخيثر على كمية من المخدرات على متن شاحنة من نوع سوناكوم كان يقودها المدعو عيمر خالد الذي تمكن من الفرار حينها، بينما تم إلقاء القبض على مرافقه تيتيات محمد يزيد، ليستدعى فيما بعد المتهمان الواحد تلو الآخر لسماع أقوالهم ومقارنتها مع تصريحاتهم خلال المحاكمة الأولى ولدى الضبطية القضائية، علما أن 11 متهما طعنوا بالنقض في قرار إدانتهم بأحكام تراوحت بين المؤبد و20 سنة سجنا نافذا سنة 2005، المتهم الرئيسي في القضية، تيتيات محمد يزيد. وعند استدعائه في بداية المحاكمة تراجع عن أقواله بخصوص توريطه لبعض المتهمين في القضية، مرجعا السبب إلى صحوة ضميره خلال مدة خمس سنوات التي قضاها في السجن، وذكر أن بعض المتهمين ليست لهم أي علاقة بالقضية ولا يعرفهم لولا أنه لم ينكر معرفته وتعامله مع بارون المخدرات زنجبيل المدعو "الشلفي" وذراعه الأيمن "باسكال"، حيث ومن خلال إعادة سرده للوقائع تبين أن بضاعة المخدرات نقلت من المغرب إلى مكمن بن عمار بالخيثر بواسطة مجموعة أشخاص يعملون لصالح مغربي يدعى عبد الرحمن البوشيخي تربطه علاقة وطيدة بزنجبيل وباسكال. وأكد المتهم أن 08 قناطير من كمية المخدرات ملك لزنجبيل في حين ال 06 قناطير الأخرى هي ملك للعرابة زيان عبد القادر المدعو باسكال، مشيرا في سياق حديثه إلى أن زنجبيل كان يهرب المخدرات إلى فرنسا عكس العرابة زيان عبد القادر المدعو باسكال الذي كان يفضل إبقاء سمومه المستوردة من المغرب داخل التراب الوطني للمتاجرة فيها، أما بالنسبة للمتهمين الآخرين، فقد كشفت أقوالهم عن أمور أخرى في هذه القضية الشائكة، حيث تراوحت محاولة البعض منهم نفي تهم استيراد وتهريب المخدرات وتزوير الوثائق وعدم تواجد أدلة ثبوتية تؤكد ضلوعهم في المتاجرة في مادة المخدرات. ونظرا لحساسية الموضوع وتضارب أقوال المتهمين، فضلت هيئة محكمة الجنايات تأجيل مرافعات المحامين إلى اليوم الموالي (الإثنين)، حيث دامت أربع ساعات راح فيها دفاع المتهمين يطالب ببراءة موكليهم الذين لا توجد أدلة تثبت تورطهم في القضية، وكذا تخفيف العقوبة بالنسبة للمتهمين الذين اعترفوا ببعض التهم المنسوبة إليهم، وبينت محاكمة المتهمين ومرافعات هيئة الدفاع أن أغلبية المتهمين كانوا ضمن شبكات تهريب السجائر والمواشي، كما سبق لبعض منهم أن أدين بأحكام قضائية في قضية 30 قنطارا من الكيف المعالج التي ضبطت مخبأة في شاحنة قادمة من نفس المكان الذي ألقي فيه القبض على المتهم الرئيسي في تهريب 14 قنطارا من المخدرات، وضمت قائمة المتهمين اسم لقريب بن منصور وزير الداخلية السابق وابن لضابط سامٍ في الجيش الوطني الشعبي، يكون قد تقاعد حاليا. فتحي زعاف